facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صندوق النقد والاردن بين اليوم والامس


سلامه الدرعاوي
06-04-2010 05:19 AM

عندما تدخل صندوق النقد الدولي في ادارة الاقتصاد الاردني عقب ازمة الدينار سنة 1989 كان بناء على طلب الاردن, والحقيقة ان الحكومة كانت مرغمة على ذلك بعد ان فقدت قدرتها على الوفاء بتسديد ديونها للمانحين الذين اخذ بعضهم باجراءات فعلية على ارض الواقع لتحصيل حقوقه.

كان دور صندوق النقد الدولي كفيلا للاردن امام المجتمع الدولي لاعادته الى دائرة الالتزام بالسداد لكن بشروط يضعها الصندوق نفسه وهنا كان ما يسمى ببرامج التصحيح الاقتصادي.

اليوم المعضلة التي يعاني منها الاقتصاد الاردني تختلف عما كانت عليه في نهاية عقد الثمانينيات وان كانت نتائجها ان بقي الحال على ما هو عليه ستؤدي الى عواقب وخيمة, حيث ان هناك اعتمادا كبيرا على المساعدات الخارجية التي لم يعد مستواها ثابتا عند حد معين يسمح للجهات الرسمية بناء توقعات مستقرة للاقتصاد مع ارتفاع معدلات الدين الى مستويات تجاوزت قانون الدين العام البالغة اليوم ما نسبته 60.8 بالمئة منها اكثر من 60 بالمئة دين داخلي وهو امر ادى الى مزاحمة الحكومة للقطاع الخاص امام ابواب البنوك المحلية التي أحجم الكثير منها عن إقراض رجال الاعمال, حيث استبدلت زبائنها بالحكومة كزبون ذي مخاطر قليلة واقل مخاطرة, ناهيك عن وصول العجز الى مستويات مقلقة مع حالة من التباطؤ التي تمر بها قطاعات اقتصادية ما ساهم سلبا في تراجع ايرادات الدولة.

بالتالي يتضح اليوم ان المشكلة التي تحيق بالاقتصاد هي مشكلة داخلية تتمثل في غياب الخطط الاقتصادية المحفزة للاقتصاد الاردني واعادة النشاط للقطاعات الحيوية وتحقيق الشراكة الحقيقية بين القطاعين.

من هنا يُفهم الآن ان صندوق النقد لا يرغب بالعودة لادارة الاقتصاد الاردني والاكتفاء بدور تقديم النصح والمشورة للحكومة, فلا يوجد اليوم معضلة مع المانحين او الدائنين, وهو يرى استقرار الاقتصاد الاردني بالمحافظة على الوضع الراهن مقارنة عما يجري في العالم الآخر الذي تعرض لآثار سلبية كبيرة جراء الازمة المالية العالمية.

لطالما كانت العلاقة بين الاردن وصندوق النقد الدولي مثار جدل في الشارع الاردني, لكنها في النهاية كانت خيارا حتميا للحكومة لاعادة العلاقات الاقتصادية مع المؤسسات الدولية ولم تكن في يوم من الايام معنية بترتيب الشأن الداخلي, فطالما الاردن يسدد ديونه في اوقاتها المستحقة فان تدخل الصندوق يبقى في اطار المشورة والنصح لا اكثر, فهو ليس معنيا بخطط التحفيز او المشاركة فيها, لكن ان تطورت المديونية بشكل سلبي اكثر مما هي عليه الآن, فان الصندوق حينها لن يقف مكتوف الأيدي وساعتها سيتدخل بطريقة او بأخرى.0
salamah.darawi@gmail.com
العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :