facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العراق لا يزال تحت الاحتلال


طاهر العدوان
11-04-2010 05:22 AM

قبل يومين مرت الذكرى السابعة لسقوط بغداد بيد القوات الامريكية الغازية وحلفائها من الدول الاوروبية, في ذلك اليوم قبل 7 سنوات لم يسقط الحاكم او تغير النظام, ما جرى هو اسقاط وتدمير الدولة العراقية الحديثة التي ولدت في العقد الثالث من القرن الماضي, واذا كان حلفاء وشركاء الاحتلال قد اطلقوا وصف »العراق الجديد« على هذه المرحلة من تاريخ هذا البلد. فان الحقائق والوقائع تجعل من وصف »الجديد« اعتداء على اللغة والمشاعر والمنطق.

انها مرحلة سوداء لم تنته بعد. اما الذين طبّلوا او زَمّروا لقوات الاحتلال غداة سقوط بغداد فقد تراجعت اصواتهم حتى اختفت معهم. واذكر ان احدهم, شاركني حوارا مع اذاعة دولية مساء يوم التاسع من نيسان عام ,2003 فَرَدّ على تنديدي بالغزو الامريكي, بوصف كلامي أنه خارج السياق بل خارج الزمن والحضارة, وبلغ به »الكرم والثقة بالنفس« ان دعاني »بعد شهر من ذلك التاريخ« الى نزهة على شاطىء الفرات نأكل فيها سمك المسقوف وننعم باجواء الحرية والسعادة التي سنشارك بها اهل بغداد في ظل عهدهم الامريكي الليبرالي الجديد!! مثل هذه الدعوة كانت ضربا من الجنون, ولا اظن صاحبها تجرأ على وضع قدمه في بغداد.

وكثير ما دَخَلْتُ في رهانات كلامية مبكرة مع عدد من العراقيين, الذين كانوا في صفوف المعارضة لحكم صدام, بتأكيدهم أنها مسألة اشهر قبل ان يستقر الوضع الجديد في العراق, عندما تتحول بغداد الى »عاصمة خليجية« اخرى لا تُرى فيها غير احدث موديلات السيارات وافضل المولات التي تحتوي اغلى الجواهر والساعات والملابس, فنعمة النفط, بحسابات الذين تحمسوا للاحتلال, لن تُرْصَد بعد اليوم لحروب صدام انما لرفاهية ورغد الشعب العراقي.

وكنت من الذين يرون الجانب الآخر من الشعب العراقي, من زاوية الايمان بانه لن يختلف عن اي شعب متحضر آخر. وهو لن يختلف عن الشعب الجزائري, واللبناني, في رفضه للاحتلال, وفي اللجوء الى حقه بالمقاومة, وهو ما سيحول العراق الى ارض معركة طويلة لا يُشْفى من جراحها قبل ان يرحل الاحتلال, وحتى تزول اثاره المدمرة على الفرد والمجتمع والدولة.

بعد 7 سنوات, منها »5« كانت فيها المقاومة على أشُدّها, أُجْزِم بأن العراق سيكون »جديدا« وان عودته الى شعبه وامته, والى مكانته المتقدمة في حضارة المنطقة, لن تكون بعيدة, لكن هذا العراق الجديد لم يولد بعد, هو في مرحلة المخاض العسير, التي تُعَبّر عن نفسها في اكثر من حراك سياسي واجتماعي.

العراق الان في مرحلة انتقالية, لكنه يقف على مفترق طرق فإما ان تُشَكّلَ فيه حكومة ائتلافية شاملة, قادرة على ان تكون مستقلة تُنجز خطوات رحيل قوات الاحتلال, وتتجه بثبات نحو ترسيخ جذور الدولة الوطنية من جديد.

وإمّا أن يظل العراق عاجزا عن التخلص من اعباء الطائفية وفكر المحاصصة التي اوجدها دستور بريمر سيّىء الذكر الذي دق اسافين الفتنة الدائمة بين العراقيين, عندئذ ستكون المرحلة الانتقالية اطول مما يعتقد الكثيرون, فالاحتلال قد يترك من ينوب عنه, من بين صفوف العراقيين, لمواصلة مهمة تدمير العراق وتقسيمه والابقاء على شعلة الفتنة المنتنة فيه.

كما ان العراق لم يتخلص بعد من حملة الحقد والكراهية التي تمارسها طهران عبر انصارها للانتقام من الدولة العراقية وليس فقط من نظام صدام حسين الذي شن عليها حربا مدمرة, فاذا نأى العراقيون بانفسهم عن حرب تصفية الحسابات القادمة عبر الحدود, فان فرص بناء العراق الجديد تقترب. وان لم يفعلوا فان الخشية ان يكون القادم »بعد الانسحاب الامريكي« اكثر بشاعة مما وقع تحت الاحتلال.

العرب اليوم.
taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :