facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صبر الحليم على اللئيم


عاصم العابد
11-04-2010 05:37 AM

تميز الملوك الهاشميون على الدوام، بالرحمة والحلم وكظم الغيظ والصبر على الشدائد، وتميزوا بالرحابة والخيال السياسي وارتياد الآفاق، وتميزوا كذلك بالرفعة في القول والخطاب، وبالجمع العبقري بين المبادئ والمصالح والموازنة بينهما لصالح الأمة ومستقبلها.

وقد أفاض الملك في مقابلته مع صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، ففتح قلبه وتحدث حديث القائد العربي المسؤول، الخبير بشؤون المنطقة وشجونها، المؤمن بالسلام والمنافح عنه بدون هوادة، العارف بأسباب الحرب ومواطن شررها وحجم شرورها، المحذر من اندلاعها المحتوم ما دامت القيادة الإسرائيلية الحالية لا تجد من يحمي المنطقة من وحشيتها ومن يحميها من نفسها.

شخّص الملك حالة المنطقة وأوضاعها، وخاصة الصراع العربي الإسرائيلي، الذي يوشك أن يتحول إلى صراع إسلامي- يهودي (التحول التركي نموذجا)، وتجلى لنا كم كظم الملك غيظه وكم تؤلمه الأوضاع الخطيرة الراهنة والويلات القادمة لا محالة، التي يسببها رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وعصابات المتطرفين الصهاينة الذين يتحالف معهم، وهو الذي جعل استمراره في الحكم أهم من السلام واهم من مصالح أميركا حليفه الاستراتيجي، واهم من أمن إسرائيل نفسها واهم من سمعتها المتدهورة وصورتها الدموية البشعة المتسمة بالعنف المفرط والملطخة بالعار والاحتقار.

من المعروف المتكرر أن القيادة الإسرائيلية اليمينية الصهيونية المتطرفة الحالية، ستعمد إلى استهداف الأردن والضغط عليه، ماليا وسياسيا وإعلاميا في المحافل التي تسيطر عليها دوليا وإقليميا، بدل أن تتعظ وبدل أن تأخذ العبر والدروس المفيدة لها وللجميع من حديث الملك الصريح الذي يضع الكل أمام مسؤولياته وخاصة الإدارة الأمريكية، التي طالبها الملك بأن تعلن مرجعيات وجداول زمنية محددة، لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية للتوصل إلى حل الدولتين، الذي وصفه بأنه السبيل الوحيد لحل الصراع في المنطقة.

إن المنطق الأمريكي الذي يعتبر السلام العربي الإسرائيلي مصلحة وطنية أمريكية هو المنطق السديد، لكنه المنطق الآخذ في التهاوي بسبب المجاراة الأمريكية لإسرائيل والإغضاء المشين عن مقارفاتها والطبطبة المكشوفة على انتهاكاتها الإجرامية المستمرة في غزة والقدس والضفة الغربية المحتلة، التي تتم على حساب المصالح الأمريكية وفي مقدمتها أرواح الجنود الأمريكيين.

لا مفر من استحقاق الضغط الأمريكي الحاسم على اليمين الصهيوني الإسرائيلي المتوحش، ولا طائل من المراوغة لتأجيل ما هو ضروري ومحتوم، فقد سببت القيادة الفاشية الإسرائيلية وتسبب دمارا ماحقا في المنطقة برمتها، ووفرت بيئة نموذجية حاضنة ومفرخة للإرهاب، وما كان لها أن تقارف كل بشاعتها، لولا الدعم الأمريكي المنقطع النظير،الذي تتوكأ عليه إسرائيل في رعونتها ووحشيتها ويشكل لها شبكة الأمان الكبرى.

فأميركا تقدم لإسرائيل مساعدات عسكرية واقتصادية سنوية تقدر بـ 5,75 مليار دولار، وتقدم لها دعما دبلوماسيا خرافيا تمثل حتى الآن في 30 استخداما لحق النقض – الفيتو – في مجلس الأمن الدولي، حالت دون عزلة إسرائيل ودون فرض العقوبات الرادعة والحصار الدولي عليها، كما جرى لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وتحصل إسرائيل على معلومات الإنذار المبكر من منظومة الأقمار الصناعية التجسسية الأمريكية، وتتقاسم المعلومات الحرجة والمظلة الدفاعية وستحصل على القطار الجوي الذي يحمل احدث المعدات والذخائر إن هوجمت، وعلى الطائرات المقاتلة المتطورة والقذائف الذكية وعلى دعم لتطوير القدرات الصاروخية – منظومة صاروخ حيتس – وتقود أميركا الحملة العالمية ضد معاداة السامية والصهيونية وضد التقارير الدولية التي تدين إسرائيل وتفضحها في العالم، كتقرير جولدستون.

إن المنطقة مليئة ببراميل البارود الجاهزة للانفجار، وللقيادة الإسرائيلية اليمينية الراهنة اليد الطولى في زج النار نحوها، فإسرائيل تنكل بالفلسطينيين في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتستمر في اكبر عملية استيطان ونهب وسطو في التاريخ وتستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والخليل وبيت لحم وسواها، بالاستئجار والمصادرة، وتمعن في حصار غزة الوحشي، وتستمر في إثارة التوتر الشديد والتهديد ضد جنوب لبنان، وتستمر في احتلال وتهويد الهضبة السورية - الجولان -، وتطلق التهديدات الخطيرة على سلام العالم واقتصاده بعزمها ضرب المفاعل النووي الإيراني، كل ذلك يتم بـ (تسهيلات أمريكية) تغشى الأبصار وبإغضاء أوروبي مشين.

تحدث الملك، الذي يقوم بزيارة أميركا، عن (شهرين) حاسمين مهمين وخطيرين، ينبغي أن تتخذ إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما خلالهما إجراءات وخطوات وتحركات وضغوطات، لإخراج المنطقة من عنق الزجاجة الذي وضعت إدارة نتنياهو الدموية المنطقة كلها فيه، وعلى رأسها قوى الاعتدال والعدل والسلام الإقليمية والعالمية. القادم خطير ومرعب إن ظل الجنّي الصهيوني الخارج من القمقم طليقا يصول ويجول دون حسيب أو رقيب.

وعلى الفيل أن يضبط الذنب، الآن.

Assem.alabed@gmail.com
الراي.





  • 1 علي الشريف 11-04-2010 | 10:53 AM

    ضاق الملك ذرعا بكذب نتنياهو كما ضاق من قبل فقيدنا الحسين عليه رضوان الله واطيب الرحمة وأزكاها.

  • 2 مثقال المعاني 11-04-2010 | 10:58 AM

    بعدما فضح جلالة الملك ،اسرائيل، وكشف نتنياهو ودجله وخطره ، انتظروا التلفيق على الاردن والدس والافتراء على الهاشميين ، الذي ستقوم به اسرائيل تعاونها قنوات اعلامية عربية معروفة !!

  • 3 عيسى زريقات 11-04-2010 | 11:05 AM

    مقال شامل يستحق الثناء،

  • 4 علي بشير 11-04-2010 | 11:09 AM

    سيدنا مستاء وغاضب وعلينا ان نتوقف عند الدلالات الواردة في المقابلة مع الصيفة الامريكية فالتحذير من الخطر موجه الى العالم وهو موجه لنا نحن وعلينا ان نتخذ الحيطة والحذر من الخطر اليميني الصهيوني قبل الاخرين ، فخطر اسرائيل جدي على الاردن، كان وسيظل.

  • 5 ايمن المحاسنة 11-04-2010 | 11:28 AM

    الشهران القادمان خطيران كما قال الملك ، فهل جلست الحكومة لتفكر في ما قاله الملك وتتخذ الحيطة والحذر والاستعداد للخطر الاسرائيلي ؟

  • 6 عمر ابو بكر 11-04-2010 | 11:36 AM

    اميركا هي المرضعة وبريطانيا هي الداية واوروبا هي المساندة

  • 7 ايوب ابو عيّاش - بيت أمّر - الخليل 11-04-2010 | 11:48 AM

    80 % من قوة اسرائيل سببها الضعف العربي والصراع على الكراسي والانقسام الفلسطيني المدمر .

  • 8 نايف ابو راشد 11-04-2010 | 11:49 AM

    كلام الملك ...ملك الكلام .

  • 9 نعيم سالم العبادي 11-04-2010 | 12:25 PM

    عاصم العابد مقالاتك موزونة وتحليلية وعميقة ، نحن ننتظرك كل اسبوع، وفقك الله .

  • 10 مسعود الراميني 11-04-2010 | 12:29 PM

    نتنياهو الكذاب المحتال هو اقوى رؤساء اسرائيل خلال ال 20 سنة الماضية ومشاكله لن تنتهي واميركا لن تستطيع العص على ذنبه وهذاالمحتال مش تبع سلام هو مبيد للسلام.

  • 11 ياسر جمعة 11-04-2010 | 12:43 PM

    احتياجات اسرائيل العسكرية كثيرة وباهظة الثمن، والولايات المتحدة سخية. والعرب هم الخاسر الاكبر

  • 12 ابو سامر 11-04-2010 | 01:29 PM

    الله ياخذ بيد جلالة الملك عبد الله الثاني ويسدد على طريق الخير خطاه ان شاء الله يترتب على الزيارة نتائج ايجابية وحل قريب للقضية الفلسطينية

  • 13 تيسير عليان 11-04-2010 | 01:47 PM

    مولت الولايات المتحدة الامريكية اسرائيل في كافة حروبها على العرب ، فزادت من قيمة المساعدات العسكرية والاقتصادية قبل أي عدوان ، وكذلك هي الحال بعد العدوان لتعويض إسرائيل عن خسائرها الاقتصادية والعسكرية في ذات الوقت . كيف ننتظر من امريكا ان تقف الى جانب العرب والمسلمين وكيف لنا ان نصدق تصريحات اوباما حيال الوضع الراهن في الشرق الاوسط لا يمكن ان تتقدم العملية السلمية او التوصل الى حل دون توقف امريكا عن اجراءات الدعم المستمر لاسرائيل

  • 14 ليث عدوية 11-04-2010 | 01:51 PM

    نفوذ اللوبي اليهودي في مراكز القرار الامريكي يشكل العامل الاكبر في الحصول على المساعدات بالاضافة الى العلاقات الاستراتيجية بين امريكا واسرائيل وكذلك أهمية دور إسرائيل في إطار المصالح الأميركية الشرق أوسطية لذلك ان ايقاف هذه المساعدات امر بعيد المنال وان اية وعود من قبل الطرف الامريكي او الرئيس الامريكي الحالي فانها وعود كاذبة او على الاقل بعيدة الامد يجب على العرب ان ينظروا جيدا وان يحللوا هذه العلاقة جيدا ليتمكنو من اخذ موقف محدد وواضح

  • 15 رامي سميح 11-04-2010 | 01:58 PM

    المساعدات الامريكية ساعدت اسرائيل انها تستوعب عدد اكبر من المهاجرين اليهود وبذلك زيادة الاستيطان والله اميركا واسرائيل بلعبوا فينا واحنا مبسوطين

  • 16 رائد العطعوط 11-04-2010 | 02:24 PM

    جلالة الملك دائما حامل هموم الشعب الفلسطيني على كتافه .
    الله يخليلنا اياه

  • 17 عبد الله الجغبير 11-04-2010 | 05:58 PM

    مقالك اليوم يا ابو نسب من ارقى المقالات، تحية للكاتب عاصم العابد

  • 18 12-04-2010 | 12:22 AM

    كالعادة متألق وثاقب البصيرة


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :