facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




«مجاهدون» عبر الشبكة العنكبوتية


ياسر زعاتره
27-04-2010 04:57 AM

مؤخرا ، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن أن السي آي إيه قد فككت موقعا إلكترونيا كانت أنشأته من أجل استدراج "الإرهابيين" ، بعد أن اكتشفت مطلع العام 2008 حقيقة استخدامه من قبل بعض "المتشددين" في الساحة العراقية. وتضيف الصحيفة أن بعض المسؤولين في الدولة العربية المعنية قد غضبوا جراء خسارتهم لمصدر معلومات مهم عن "الشبكات الإرهابية".

يذكّرنا هذا الخبر بمصطلح "الجهاد الإلكتروني" الذي لم يعد غريبا على القراء والمتابعين لوسائل الإعلام العربية لكثرة ما تردد خلال السنوات الماضية ، الأمر الذي يعود إلى الانتشار الواسع للشبكة العنكبوتية "الإنترنت".

من الصعب الحديث عن شكل واحد ووحيد لما يسمى "الجهاد الإلكتروني" ، فهو وإن بات حقيقة لا مراء فيها ، إلا أن من المتعذر وضعه في سلة واحدة من حيث المنطلقات والأهداف والوسائل ، ذلك أن حشره ابتداء في تيار السلفية الجهادية وذيول تنظيم القاعدة ليس صائبا بحال ، هو الذي كان ولا يزال جزءا لا يتجزأ من نشاط سائر حركات المقاومة الإسلامية ذات الصبغة المحلية أو "الوطنية" بحسب تعبير البعض ، فقد استخدمته حماس في الساحة الفلسطينية بقوة لافتة منذ ظهور الإنترنت نهاية التسعينات ، الأمر الذي انسحب أيضا على قوى المقاومة العراقية البعيدة عن القاعدة أيضا ، حيث لم تتوان هذه الحركات عن استخدامه في التحريض وتعبئة العناصر والأنصار وعموم الجماهير ، فضلا عن التواصل فيما بين شبكاتها وعناصرها.

هذا الأمر انسحب بصورة أكبر على تنظيمات السلفية الجهادية ، الأمر الذي يعود في واقع الحال إلى طبيعتها الموغلة في السرية ، والتي لا توفر لعناصرها فرصة التواصل بسهولة ، لكن الأهم هو ذلك البعد المتعلق بالتطور الجديدة لفكرة القاعدة بعد الملاحقة الشرسة التي تعرضت لها في أكثر من مكان بعد هجمات أيلول في الولايات المتحدة ، وتحولها تبعا لذلك إلى شبكة من التنظيمات والعناصر التي تستلهم النموذج وتتواصل معه عبر الإنترنت من دون أن تكون على صلة مباشرة مع قياداته الحقيقية.

على هذه الخلفية ، ظهر الجيل الذي يمكن القول إن عمر الفاروق النيجيري ونضال حسن الأمريكي الفلسطيني ، وأبو دجانة الخراساني يشكلون بعض تجلياته ، في حين لا خلاف على أن كثيرين قد دخلوا على هذا الخط في أكثر من بلد غربي ، حيث استلهموا النموذج من خلال الإنترنت وقاموا بمبادرات فردية ، أو عبر مجموعات صغيرة لم تتواصل في يوم من الأيام مباشرة مع قيادة القاعدة.

في منتديات الجهاد والمجاهدين ، يمكن العثور على شتى ألوان الطيف الإسلامي في التعاطي مع فكرة المقاومة والجهاد: من النموذج العاقل الذي يركز على تقدير صحيح للأهداف وظروف الزمان والمكان ، ويستلهم النموذج الإسلامي الأصيل لأدبيات الجهاد ، إلى سائر أنواع التطرف الذي يبرر القتل بلا حساب ولا عقل ، وبينهما نماذج أخرى.

في هذا السياق ، تأتي قضية السؤال المتعلق بموقف الإدارة الأمريكية ، صاحبة المعركة الأكبر مع هذا اللون من العنف أو الجهاد ، حيث يتساءل البعض عن حقيقة موقفها من المواقع الجهادية ، وما إذا كانت عاجزة بالفعل عن ملاحقتها بسبب تمكن أصحابها من فنون المراوغة على الشبكة ، أم أنها تفسح المجال لها من أجل استخدامها كفخاخ للاستدراج المباشر أو للتعرف على البضاعة الفكرية والتوجهات العملية والميدانية على الأرض ، والأرجح أن البعدين يحضران في السياق.

أيا يكن الأمر ، فالجهاد الإلكتروني بات حقيقة واقعة تبدأ من بعض كلمات تكتب في سياق التعقيب على مقال أو خبر ، ولا تنتهي بالتجنيد والتحريض وبث الأوامر والتعليمات ، وفي كل ذلك يحضر النموذج العاقل الذي يدافع عن بيضة الأمة من دون الإساءة لدينها وقيمها ، كما يحضر العنف الأعمى الذي يصبّ في صالح الأعداء ويشوه صورة الإسلام والمسلمين في آن

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :