facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




خفّة إعلامية تثير الذعر

زكي محفوض
15-06-2007 03:00 AM

وقف مراسل تلفزيون «بي بي سي»، إبان غزو العراق، في 2003، أمام الكاميرا، يدلي بتقرير عمّا كان يدور في منطقة وجوده.المشاهد التي عرضها التلفزيون حينذاك، كانت تتكرّر على شاشات مختلفة، وألفها المشاهدون: جنود، معارك بعيدة، دمار، ضحايا، اجتماع للقيادة العراقية ومؤتمر لوزير الإعلام محمد سعيد الصحاف... فجأة، توقّف مراسل المحطة البريطانية ليشير إلى وجود خطأ مطبعي في الشريط الذي يتحرّك في أسفل الشاشة، بطلب من الاستوديو المركزي، في لندن.

قد يُستغرب اهتمام محطة كبرى بخطأ مطبعي، وتوقّف مراسلها عن تقرير حي حول أحداث يتابعها العالم لحظة بلحظة، للإشارة إليه. خطأ ربما لم يلاحظه كثيرون من المنشدّين إلى الصورة والتعليق، في تلك اللحظة. وكان في الإمكان تصحيحه وإعادة بثّ الجملة الصحيحة.

في تلك اللحظة، تحوّل الخطأ واللفتة مادة صحافية، ارتقت بأهميتها إلى مصاف الأحداث.

وبالانتقال مباشرة إلى الأوضاع المتفجّرة في لبنان وما «يتلوها» من تفجيرات، منذ اندلاع معارك مخيّم نهر البارد، ثمة شعور بالخيبة من تغطية الإعلام المرئي ومتابعته الأحداث. فالشاشات تتشابه، ولو اختلفت مضامينها وميولها: كادر يظهر فيه المراسل (أو المراسلة) و»الحدث» من ورائه، وشريط في أسفل الشاشة يتحرّك بإيقاع لا يجاري وتيرة المستجدات، وتعليقات المراسل وحديثه مع من في الاستوديو، ومقابلات مع سياسيين... وكأن المحطات التلفزيونية وجدت «نمطاً موحّداً» لنقل الأخبار، لا تحيد عنه.

يسمع المشاهدون تعليقات تنقل ما يراه المشاهد تماماً، وبالتالي لا نفع منها. تعليقات توحي بأن المراسل بات خبيراً في الشؤون العسكرية، لا إشارة فيها إلى مصدر. تعليقات تنمّ عن غباء: ... والحفرة يا فلانة، «ارتفاعها» متر ونصف، وفلانة في الاستوديو غافلة. تعليقات من قبيل «... والآن، أترككم ريثما «ألتقط» النائب فلان.

أما التواصل بين الاستوديو والمراسل، فحديث سمر، أحياناً. والمَشاهد تتكرّر هي هي: يشبّ حريق مرات كثيرة، ولا تلتقط الكاميرا عملية إخماده إلاّ مرة واحدة. جريح يمرّ أمام العدسة مرات، وآخر ينقله المسعفون مرات. فتتضاعف الإصابات في ذهن المشاهدين، والعدد واحد. الفضوليون يحتشدون ثم يعاودون الاحتشاد...

أما الشريط البطيء فينقل أخطاء بالآلاف المؤلّفة، في الطباعة كما في المعلومات: انفجار واحد يحدث في أكثر من ثلاث مناطق، بحسب الأشرطة المتضاربة.

والبلبلة الصارخة في الصورة تضاعف خوف المشاهدين وهلعهم.

ووسط الفوضى الإعلامية، يحاول المشاهد، الذي عرف الخبر من الشاشة أو بالتواتر، أن يبحث عن المادة الصحافية. والبحث هنا من حقّه فهو لا يتوخّى من التلفزيون أن ينقله إلى موقع الحدث، بل أن يخبره بما حدث.

استطاعت محطة، محترفة، أن تجعل من خطأ مطبعي ارتكبته، مادة صحافية، ألم يحن الوقت للمحطات العربية أن تغيّر نمط التغطية لتخفف من روع المُشاهد، وتبحث عن المادة؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :