facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اذاعات .. من صوت ام كلثوم الى نشاز السياسة


طاهر العدوان
10-05-2010 05:52 AM

للاذاعات المحلية في الاردن جمهور واسع. انظر فقط الى الشوارع في المملكة فترى سيلاً من السيارات في جميع الاتجاهات, وداخل هذه السيارات نسبة كبيرة تدير مؤشر الراديو للاستماع الى بانوراما واسعة من البث الاذاعي فيها الجيد والرديء, المثير للاعجاب والدهشة معاً.

انا واحد من جمهور المستمعين, والواقع اني احب الاستماع الى الراديو وان كنت دائما اعتذر من الزملاء والزميلات في هذه الاذاعات عندما يطلبون مني رأيا او مداخلة لاني معظم الوقت احب ان استمع اكثر مما اتحدث.

احياناً يضجر المرء بعد ان يصبح من الصعوبة بمكان ان تترك المؤشر يستقر على اذاعة بعينها, فبعض ما تسمع من ما يوصفون بانهم رموز سياسية لا يستوعبه عقلك ولا تطيقه نفسك من فرط ما به من تزلف ونفاق وليّ عنق الحقائق والوقائع على حد سواء في استهتار لوعي الاردنيين, الذين باتوا يعرفون بالغريزة والعقل الفرق بين ما هو خير للوطن وما هو تضليل.

واذا كنت من محبّي الاستماع الى صوت ام كلثوم واصوات اخرى, من المطربين الراحلين, التي تقدم هذه الاذاعات من خلال اصواتهم غناء راقياً بالكلمة والموسيقى والطرب عكس هذا الزمن الذي فاض فيه الغناء الهابط, فمن الواجب ان اشيد ببث هذا الفن الغنائي العريق, وان لم اكن مخطئاً فان اذاعة الجامعة الاردنية لها فضل في رفع مستوى الذوق العام فيما يبث على الأثير, وكان ذلك ناجحاً في جذب المزيد من المستمعين وهو ما دفع معظم الاذاعات الى التباري في بث وصلة لام كلثوم في برامج المساء والسهرة.

وقبل الاطالة في الموضوع استدرك فأقول للقارئ, بأني عندما كتبت هذه المقالة لم اكن اقصد الاشادة بالطرب القديم بل محاولة للتعبير عن الحيرة في تناول ظاهرة بعض السياسيين الذين ما ان تدير مؤشر الاذاعة, او "ريموت" التلفاز حتى تسمع صوتهم او تشاهد وجوههم, وهم يعيدون في كل مرة تدوير عبارات النفاق والتزلف لاصحاب القرار يمطرون بها اذان المستمعين بما يغلق الذهن ويصيب العقل بالخمول بفعل غمامات هذه الاصوات التي تطبق عليه كما اطبقت غيوم الرماد على اجواء اوروبا مما يذهب المتعة من سماع اغنيات كوكب الشرق.

مما يدهش المستمع ان هؤلاء مثل صوت ام كلثوم حاضرون دوماً في كل مناسبة. يحرصون على ان لا يقولوا رأياً يبين موقفاً او يطرح اجتهاداً فاذا سألهم المذيع عن السياسة الاقتصادية للحكومة افاضوا بمدح الانجازات مع عبارات الثناء على هذا الخير العميم الذي يرفل به الشعب الاردني, واذا سألهم عن السياسة وما تحمل توقعاتها من اخطار على مستقبل الاردن والاردنيين ارسلوا ابتساماتهم عبر الاثير لانهم المطمئنون بان لا شيء سيحدث وعلى الجميع ان يذهبوا الى غرف نومهم بعد ان يضعوا ايديهم وارجَلهم في مياه باردة. اما عن الفساد فهذا حديث عجيب غريب لم تسمع به البلاد!!.

لا يتسع المجال في تحليل ووصف حفنة من السياسيين الذين يستشعرون بان اي اصلاح سياسي يوسع دائرة المشاركة الشعبية في القرارات العامة هو في غير مصلحتهم. لا شيء عندهم يسوّغ شكوى المواطن, ولا احتجاجات عمال او معلمين, انهم يفزعون من اي محاولة اصلاحية جدّية تؤدي الى قواعد مغايرة لما هو سائد, عدوهم الاول حرية الاعلام, والصحافي الاستقصائي الباحث عن المعلومات, والكاتب الجريء.

كنا نأمل مع ميلاد هذا القرن الجديد ان يأتي زمن يتلاشى فيه امثال هؤلاء, وان تكون اصوات الناخبين في صناديق الاقتراع جسوراً لتجديد دماء النخبة السياسية والاقتصادية وغيرها, بما يشكل مشهداً جديداً متدفقاً بالحيوية, يكرس تعددية البرامج وتبادل مواقع المساءلة والمحاسبة بين حكومة ومعارضة, في اطار اصلاح يجند الجميع لخدمة الدولة والوطن والملك, لكن من باب مصالح الاردن والاردنيين وتحت اضواء الصراحة ومظلة القانون.


taher.odwan@alarabalyawm.net
العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :