facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المأزق الفلسطيني


ايمن الصفدي
17-06-2007 03:00 AM

لم يعش الشعب الفلسطيني بعد التبعات الأسوأ للاحتراب الفصائلي الذي أدى إلى سيطرة حركة حماس على قطاع غزة وإعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس حل حكومة الوحدة الوطنية التي ترأسها الحركة الإسلامية. الأسوأ قادم. وتجلياته ستكون سياسية وأمنية واقتصادية. والخاسر الأكبر من الكارثة التي ضربت غزة هو الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية. سيكون لانقسام السلطة الفلسطينية إلى حكومتين, واحدة "تحكم" الضفة الغربية وأخرى "تحكم" غزة, آثار كارثية على جهود دفع العملية السلمية تجاه تلبية الحقوق الفلسطينية. المساعي التي تستهدف إحياء العملية السلمية ستصل إلى طريق مسدود. إسرائيل ستستغل ذلك لتمضي في تنفيذ مشروعها تغيير الجغرافيا بما يقوض فرص قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.

إلى جانب ذلك, ستتناقص الضغوط الدولية على الدولة الصهيونية لتخفيف المعاناة الإنسانية للغزيين. ستروّج إسرائيل أن غزة أصبحت "حماس ستان" حيث التطرف والفوضى والإرهاب. وسيرافق ذلك تشديد للحصار الاقتصادي وإجراءات عقابية على كل غزة. ولم تنتظر إسرائيل طويلاً لتعلن أنها ستوقف تزويد غزة بالماء والكهرباء. وهذه بداية الضغوط التي ستفاقمها إسرائيل على غزة من أجل أن تجعل القطاع جحيماً أسوأ من ذلك الذي كانه.

النتيجة معاناة أقسى لسكان غزة. فأكثر من 70% من أهل القطاع يعيشون تحت خط الفقر, رغم تدفق مساعدات إنسانية. توقف هذه المساعدات سيرفع هذه النسبة.

سيكون الوضع أفضل في الضفة. فحكومة الطوارئ التي أعلنها عباس تحظى بتأييد عربي ودولي. وسيترجم هذا الدعم تواصلاً سياسياً وإسناداً اقتصادياً. لكن ذلك لن يعوض شيئاً عن الخسارة الرئيسة وهي تعليق مشروع الدولة المستقلة إلى أجل غير مسمى.

فقضية فلسطين لم تكن يوماً مسألة تأمين احتياجات إنسانية, رغم أهمية هذا الجانب وأثر صعوبة الظروف المعيشية على الفلسطينيين. القضية كانت دوما, وما تزال, نضالا من أجل إنهاء الاحتلال وتحقيق الاستقلال. صراع فتح وحماس وجّه ضربة قاسية لهذا النضال, قدّم هدية لإسرائيل لم تكن تحلم بها.

فرح محزبو حماس "بانتصارهم" في غزة. ابتهجوا بتحريرها من "العملاء". هؤلاء "العملاء" هم محزبو فتح التي قادت النضال الفلسطيني لعقود قبل أن تولد حماس. إعطاء حماس نفسها حق تخوين رفاقها في النضال, إضافة الى إجراءات استفزازية ضيقة الأفق مثل رفع أعلام حماس محل أعلام فلسطين ونهب بعض مواقع السلطة الفلسطينية, بما فيها منزل الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي داس أحد أعضاء حماس على صورته, يعكس تحولاً هائلاً في المنظومة القيمية والمبادئ النضالية ينذر بخطر أشد من الذي وقع في غزة.

فرح "حماس" غير مبرر. فهل جاء "نصرها" على فتح ضمن برنامج وطني يدرك حجم التهديدات القادمة ويضمن اتخاذ الخطوات الكفيلة بحماية الشعب الفلسطيني من مغبة الانزلاق إلى الفوضى التي صارتها غزة؟ الواضح أنه لا وجود لمثل هكذا برنامج. والواضح أيضاً أن صراع فتح وحماس وضع الشعب الفلسطيني على طريق آفاق مسدودة لا يبدو أن أحداً يملك مفتاح الخروج منها. وهذا يفرض تسامياً من فتح وحماس على المصالح الفصائلية والعودة إلى حوار محكوم بمصالح شعبهما بحثاً عن مخرج من المأزق الذي يكاد يكون الأخطر في تاريخ النضال الفلسطيني.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :