facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن .. وعقدة الذات بين مشجعي الفيصلي والوحدات


فايز الفايز
17-06-2007 03:00 AM

لا أعتقد إن العقد الإجتماعي الذي تتبناه الحكومات الأردنية المتعاقبة وأخرها حكومة البخيت باشا ، قد أتت أكلها ، فالشارع أصبح مسرحا للإنحلال السياسي والصالونات السياسية أصبحت ترتب لها النساء الفارهات ، والمؤسسات نخرها التمييز العائلي والإقليمي ومناكفات الولاء وعدم الإنتماء ! وواجهات المحلات والمولات أصبحت تزخر بالتنانير القصيرة والسراويل الضيقة ، والأسرة الأردنية تزخر أيضا بالدنانير الشحيحة ، والمعيشة الضيقة ، حتى وصل الأمربرب الأسرة الى عدم الإلتفات لأبناءه ، ولا بحياتهم اليومية ، فليعيشوها كيفما كان ، والوزير والمدير ، ليس معني أيضا ، برفع إداء وسوية العمل ، وزيادة الإنتاجية التي تنعكس على الوطن ورعيانه بالخير .

وهنا تعود بي الذاكرة الى تاريخ الحكومات التي عرفناها في وقت قريب وكذلك رؤوساءها ، فوجدت الرئيس طاهر المصري ، النابلسي الأصل ، أكثرهم لطفا ، وألينهم جانبا ، ولا تقرأ في عينيه ، عقدة ، من وين الأخ ؟
ولا أعتقد إن للحياة المرفهة ، وملعقة الذهب ، سببا في دفء لسان وعقلية الرجل .. وهو وإن لم يصنع شيئا يذكر في مجالات تحسين الحياة العامة للمواطنين ، ولم يجر مياه النهر العظيم الى أفواه العطشى ، لكنه لم يتخذ قرارات رعناء ، وغير مدروسة ، وتعتمد على مزاجية ـ الشباب ـ في التعاطي مع القضايا الأردنية . وهو بالرغم من إنه كان رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية في وقت كان الطلاق بين المشاريق والمغاريب واقعا ، فلا يزال البعض يقول عنه فلسطيني ، ولا أستبعد إنه لا يزال يعشق (المسخن )الى حد كبير ، ولكنه لم يقم بماقام به السادة الأفاضل من الشرق الأردني ، من إستقواء على الضعفاء والمساكين ولاعقي الأرصفة ، والطلبة ،والمزارعين ، ورعاع البادية .

.. وهنا سأنسى ما كتبت للتو أعلاه ، وسأتحدث عن مشجعي فريقي الفيصلي والوحدات ، ففي اليوم الذي فاز فيه الوحدات الفريق في ( بطــــــــولة الدوري ) واعذروني على أميتي في الرياضة ، سجلت شوارع عمان العاصمة مشاهد الفرح والزوامير ونثر الأزاهير ، والزغاريد ، فرحا وابتهاجا بهذا النصر المبين ، ونسي القوم إن التاريخ كان الخامس من حزيران ، وهو عشية الذكرى الأربعين لهزيمة العرب الكبرى ، وضياع القدس القديمة ، ورفع العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة ـ قبل ان يأمرهم موشيه دايان بإنزاله ـ وفي صبيحة نصر الوحدات ، كان اليهود غرب غرب النهر يحتفلون بذات المناسبة مع إنكسار بسيط لخسارتهم الحرب المدبلجة في جنوب لبنان !

أهلي يغلقون الشوارع ابتهاجا ، ويشعلون السماء فرحا ، على تحقيقهم النصر في معركة استمرت تسعون دقيقة إستطاعوا خلالها أن يدخلوا ( قولين ) بطعم النصر ، ولم يستطيعوا أن يقولوا ( قولا ) واحدا ، في ذكرى اغتصاب القدس .

وفي المقابل فإن ( ربع الفيصلي ) الفريق ، تنتظرهم قافلة الفرح في المطار ليتمايلوا فوق السيارات ، وهم في حالة أشبه بمن يسبح في الفضاء من شدة النشوة ، لأن أقدامهم ركضت وراء قطعة جلد مليئة بالهواء ، وسددوا في مساحة لا تزيد على ستة أمتار ، وعجز الأخوان ان يسددوا هدفا واحدا في مرمى الحكومات التي باعتهم لأرصفة الشوارع وشركات الإستثمار ، والإستعمارالمقنع بألف أسم وأسم ، ولم يستطيعوا يوما أن يحققوا الفوز في لقاءاتهم ضد التفكك الأسري ، والإنهزام الأخلاقي ، وسيطرة مؤسسات التعهير الأجنبية على اللغة الإعلامية والأجندة الحكومية التي اتخذت من المرأة ذريعة لضرب الأسرة بعضها ببعض ، وتفعيلا لدور المحاكم الشرعية في الإشتغال بقضايا الطلاق والخلع ، وإعطاء المرأة حرية أكثر في الصول والجول ، وتسجيل ( القول ) في مرمى الرجال الذين تساقطت أسنانهم من شدة عضّهم بالنواجذ على هذا الوطن وعلى أمنه ، وعلى حريته واستقلاله .

يكفيك أن تمر بالصدفة في شارع الجامعة وبالقرب من المدينة الرياضية عقب أي مباراة للفريقين ، لترى بعينك درجة الإنكفاء التي وصل لها المجتمع ، فالهتافات الإقليمية ، وتحطيم مايقع تحت اليد ، ورسم خرائط الأوطان على الوجوه المكفهرة ، التي كلحت ، و زرافات مكافحة الشغب بهراواتهم على جانبي الطريق ، تنبىء عن خلل كبير في التركيبة الإجتماعية والديموغرافية بل والدينية حتى !.
ويسجل لمشجعي فريق الوحدات إنهم متجددون ، فحماس خرجت عن جلباب أخوان الأردن مثلا ، وجماعتنا أصبحوا يتراكضون ذات اليمين وذات الشمال وراء صفير وعواء ، فعادوا الى الوراء بلا خطط انسحاب تكتيكي ، والأغرار استطاعوا ان يحققوا مكاسب وطنية وقومية أيضا ، جعلت العالم يتحرك ضدهم أو معهم !

ويسجل على مشجعي فريق الفيصلي ، تهاترهم ، وطخطختهم في أعراس الحكومة ، ودفاعهم المستميت عن ( العريس ) ، وعودتهم من حفلات الأعراس جوعى عطشى ، يصّم آذانهم صوت حداءهم وطبولهم ، وعزاءهم إن الوليمة بالكاد تكفي ( للضيوف ) وعابري السبيل ، وقطاع الطرق الذين مروا صدفة عبر قريتهم .
.. ولا أدري لماذا تقتل عقدة الذات هؤلاء المشجعين ، بينما تجدهم في اليوم التالي يقفون بكل أدب الطفل الخائف في طابور أمام محاسب شركة الكهرباء التي تفرض عليهم رسم جامعة ورسم تلفزيون ورسوم أخرى لا ينتفعون من أي منها إطلاقا ، ويدفعون ماعليهم بلا أي هتافات مضادة .. وغيرهم يقف في طوابير أمام شركة المياة غير الوطنية في ذات المشهد ليسددوا ثمن المياه أو الهواء الذي يملأ عدادات منازلهم ، وكذلك غيرهم أمام مكاتب قبض شركات الهاتف ـ غير الوطنية ايضا ـ ليخرجوا وهم ينتظرون رأس الشهرالقادم متى يطل عليهم .

وفي المقابل ، فقد استمرأت الحكومة دفع ملايين الدنانير لتجهيز ورعاية هذه الجيوش من الفرق التي تحارب فوق الأرض الخضراء ، وتصفق لها الأيدي النظيفة من أي درهم ، بينما تموت آلاف العائلات جرّاء القهر وهم ينظرون الى أبناءهم وقد سقطوا في شباك الجهل والأمية نتيجة غلاء أقساط المدارس والجامعات ، أو شباك البطالة والهمالة والسرسرة والنصب والاحتيال والمخدرات تجارة وإدمانا . . حتى ان رّق قلب معالي وزير التنمية الاجتماعية ، ظاهر الله بإعطاء عائلة كاملة مبلغ خمسين دينارا مساعدة عائلية ، وتذاكر الشباب وإقامتهم ومعسكراتهم التدريبية التي لا تدافع عن أرض الوطن ولا أهله ، تكلف خمسات الملايين سنويا ، بينما لم يكلف أنفسهم السادة أصحاب القصور وشركات الملايين وتوظيف الملايين في عاصمة مملكتنا الأردنية أن يقيموا مهرجانا بسيطا إحتفاء بمناسبة وطنية واحدة ، لا استقلال ، ولا تعريب جيش ، ولا ذكرى الجلوس الملكي ، ولا عيد ميلاد جلالة الملك ، ولا حتى ذكرى المولد النبوي ، اللهم سوى إحتفالات رأس السنة وأرجل نسائهم .
حتى التصويت لمدينة البتراء الخالدة ، لم تكلف نفسها شركات الهواتف الخلوية وعرابتها الأم ، ان تجعل التصويت عبر رسائل sms مجاني ، بل انها تتقاضى 40 قرشا للدقيقة والتصويت يستمر دقائق ، وهكذا حال بلدي ـ الساعة بخمسه جنيه والحسابة بتحسب ـ!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :