facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن .. الاستقلال .. والدور ..


أ.د.فيصل الرفوع
24-05-2010 12:36 PM


غداً يمثل الذكرى الرابعة والستين لإستقلال الأردن، ففي ال

خامس والعشرين من أيار- مايو عام تسعماية وستة واربعين بعد الألف، أعلن الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين رحمه الله، ومن ورائه الشعب الأردني، بزوغ فجر جديد للدولة الأردنية، التي ولدت كمشروع قومي وحدوي يرنو إلى ابعد مما فرضه المستعمر على واقعنا العربي المتردي.

فمنذ ان نشأت الدولة الأردنية وهي تنجذب وبكل قوة ورفعة نحو المصلحة القومية والعمل العربي المشترك، دون الالتفات الى مكاسب او مغانم قطرية او فردية او ذاتية، وقد كان للأردن ثوابت، رغم ما يقال غير ذلك، ينطلق منها ويرتكز اليها وتمثل مرجعيته السياسية والاجتماعية والفكرية والثقافية، ومن أوليات هذه الثوابت الايمان بأن الأمة العربية هي كينونة واحدة، ومشروع نهضوي متراكم منسجم مع ذاته، ومتجه نحو التلاقي والتكامل والتوحد، متجاوزا كل العقبات التي توضع امامه لتثبط العزم وتحوّل الهدف وتزعزع الايمان وتضعف الصف.

ان تناول المواقف الاردنية في رحاب هذه الذكرى، ذكرى الإستقلال، بالتحليل والقراءة المستندة الى الامكانات والقدرات، يدل وبكل وضوح الى ان الملك والحكومة والشعب والبلد تتحرك جميعها في توافقية تامة همها الوصول بالكل الى مكونات القوة التي ستخدم الأمة بمجموعها. ومن هذا المنطلق كان التركيب السياسي للدولة الاردنية متفوقا على كل الاجتهادات التي جاء بها الخطاب السياسي لكثير من الأقطار العربية. فالخطاب السياسي جاء مصاغا بحدود الوطن العربي وليس بحدود الدولة «الدور» او الدولة «الوكالة» او الدولة «ذات الولاء الخارجي»، مع انها كانت تمر احيانا كثيرة بمغريات لا حد لها ولا وصف أقلها، تلك الارقام الخيالية من الاموال والهبات.

ومن هنا فاننا نفسر ذلك التمسك القوي «بالوطن» و«بالأمة» و«بالمبدأ» دون الالتفات الى حسابات «السوق» التي اقامتها قوى دولية في المنطقة، واوقعت في شراكها الكثير من الدول والانظمة السياسية، الأمر الذي اصاب الامن القومي العربي بالخلل والضعف، والتنسيق بالغياب او بالتغييب. ومن هنا ايضا ندرك لماذا كان الاردن، وفي كل مراحل تطوره، يصعّد العمل العام ويعظّمه ويحاول جاهدا ان ينتزع الحدود الدنيا من الاتفاق والتوافق والوفاق، ليبني عليها وليزيد من طاقاتها وحجومها. ان التصدي الاردني لمحاولات التدويل للقضايا العربية الداخلية والوقوف بكل حزم وصلابة امام ما تتعرض له الأمة من محاولات اختراق او اضطهاد او تهميش او تدخل، وصل الى حد الاحتلال، ان هذا التصدي قد بدأ يشكل حالة جمعية عربية ستأخذ مداها ويصيغ هويتها بصورة ستؤدي وبالضرورة الى الاندفاع نحو الوصول الى الحق والهدف.

واندفع الأردن الى المحافل العالمية يبين فيها الحق العربي ويخاطب المجتمعات الدولية بكل وضوح وكرامة وصلابة ويجنّد نفسه وقدراته في انشاء ملف أمام محكمة العدل الدولية لكشف الممارسة الاسرائيلية غير المسبوقة في بنائها لجدار فصل عنصري، يقضي على آمال المجتمع الدولي في حل هذه القضية. ويؤكد انه متضرر بصورة مباشرة من الجدار وذلك ايمانا منه بأن ما يجري في الارض المحتلة هو اصابة في الكيان العربي كله، واساءة للعقيدة والمبدأ والفكرة.

اسوق ذلك وانا اتابع الهموم الاردنية والعربية التي يطرحها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين خلال حيثما حل وإرتحل، ولقاءاته مع قادة العالم، صغيرها وكبيرها. ففي لقاءاته مع هؤلا القادة كان اكبر بكثير من الوقوف عند المصالح الاردنية ومناقشتها مع مضيفيه، فقد تعدى موضوع المعاناة الارنية المتمثلة بشح الموارد والمديونية وارتفاع اسعار الطاقة ....وتجاوز العديد من الملفات الاردنية الخاصة.... ليسمو بترجمة الملفات العربية الساخنة، كالعراق وفلسطين وأمن الخليج العربي والتنمية القومية الشاملة، وكسب التأييد لها ولعدالتها وقدسيتها، حيث يدرك الملك مدى أهمية الرأي العام الدولي في التأثير على توجه السياسة الدولية في حاضرها وقابل ايامها.

إن الاردن بقيادته الهاشمية يؤمن بأن الدولة التي تحترم نفسها لا توقفها مصالح الذات او منافع فردية، وان كل دولة يمكن ان تقدم اكبر من حجمها واوسع من حدودها ان كانت تملك الارادة والصدق والتصميم. وهكذا يظل الاردن في حجم بعض الورد، الا ان له فعلا يفوق الوصف او المتوقع. فهنيئاً للأردن، الوطن والشعب والملك بعيد الاستقلال.

alrfouh@hotmail.com

الراي





  • 1 اردني بحب وطنة 24-05-2010 | 03:29 PM

    شكرا جزيلا يا دكتور والى الامام .

    ومن هنا فاننا نفسر ذلك التمسك القوي «بالوطن» و«بالأمة» و«بالمبدأ» دون الالتفات الى حسابات «السوق» التي اقامتها قوى دولية في المنطقة،

  • 2 اسماعيل سليمان السعودي 25-05-2010 | 02:00 PM

    شكرا لمعالي الدكتور على هذا المقال، وما دام هناك اردنيون من امثالك يفدون الاردن بحبات عيونهم، وبنبض قلوبهم، فلا خوف علينا ولا هم يحزنون،حمى الله الاردن، وحمى عميد آل البيت وحامي الاستقلال ، جلالة الملك المفدى


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :