facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رفقاً بشعب فلسطين


د.نبيل الشريف
19-06-2007 03:00 AM

ليس بمقدور أحد ان يجد مبرراً مقبولاً لما حدث في غزة من اقتتال بين الاخوة أولاً ومن إمعان في إهانة رموز النضال والولوغ في دم الاشقاء بشكل مروع بشع.. ولكن المحللين لهذه الاحداث المؤسفة مطالبون بوضعها في سياقها السياسي والتاريخي الصحيح حتى لا يدخلوا اليأس الى القلوب ، وحتى لا يستقر في قناعات الناس أن ظاهرة الإقتتال الداخلي محصورة بالشعب الفلسطيني دون غيره من الشعوب.لقد تعالت أصوات منكرة في بعض الصحف العربية تأخذ على الشعب الفلسطيني عدم قدرته على حكم نفسه بنفسه ، وتعيب عليه اتساع ظاهرة الإقتتال الاخوي ، ملمحة إلى أن خطأ «جينياً» - لا سمح الله - هو المسؤول عن «انحراف» الشعب الفلسطيني كشعب ، آخذة عليه إهدار الفرصة التاريخية بالتخلص من الاحتلال لأن بعض أبنائه يفضلون قتل الشقيق وتصفية الحسابات معه على مقارعة المحتل وتوجيه الأسلحة الى صدره حتى يرحل عن الارض.

إن من حق الجميع أن يشعر بالغصة والمرارة والغضب ازاء ما جرى ويجري ، فقد أصبح الوضع الداخلي الفلسطيني مأساوياً ومثيراً للشفقة ، فمن المضحك المبكي أن تكون هناك لهذا الشعب الرازح أصلاً تحت الاحتلال حكومتان واحدة في رام الله والاخرى في غزة ، وكل منهما تدعي الشرعية وانها الممثل الوحيد للشعب ،

كل هذا واكثر منه صحيح ولا خلاف عليه ، ولكن ما هو غير صحيح وغير موضوعي ذهاب البعض الى إهانة الشعب الفلسطيني وزيادة جراحه ومعاناته بالقفز الى استنتاجات غير منطقية.. وكأن ما حدث يعود الى خلل خلقي في تركيبة الشعب الفلسطيني ، وينسى هؤلاء او يتناسون أن هذا الشعب هو الذي قدم قوافل الشهداء طوال نصف القرن الماضي دفاعاً عن الارض والحقوق العربية في فلسطين ، وهو الذي يدافع عن الاقصى والوجود العربي في القدس بأجساد مناضليه ومعاناة أطفاله ونسائه ، وهو الشعب الذي يعيش عدد كبير من أبنائه في مخيمات الشتات في مختلف الدول لأكثر من خمسين عاماً دون أن يفرط في حقوقه المشروعة.

إن المطلوب هو بعض الرفق بنضالات هذا الشعب البطل وألا يدفعنا الغضب على الخلاف السياسي المخجل الذي اندلع بين فتح وحماس إلى تسويد سجل التضحيات والبطولات الناصعة للشعب الفلسطيني.
وعلينا ألا ننسى ان ما وقع كان نتيجة مخطط اسرائيلي امريكي محكم.. فما حدث هو ثمرة طبيعية للحصار الظالم الذي فرض على قطاع غزة طوال الشهور الماضية.. وهو أيضا نتيجة حتمية للعدوان الاسرائيلي المتواصل.. فالأصابع الاسرائيلية حاضرة في كل تفاصيل المشهد المأساوي الذي تجسد على أرض غزة مؤخراً.. او لم يكن باستطاعة اسرائيل وقف هذه التطورات؟ ولماذا التزمت اسرائيل الصمت حتى أنجزت حلقات المشهد المأساوي؟
من الواضح انها دفعت الامور دفعاً نحو خيار الاقتتال ثم اجهاز طرف على طرف لان ذلك يخدم أغراضها الاستراتيجية.

اما النقطة الاخرى التي يجب ألا تغيب عن البال فهي ان القتال الذي اندلع ، رغم بشاعته وفظاعته يظل قتالاً سياسياً هدفه السيطرة وفرض النفوذ والهيمنة والانفراد بالسلطة ولا علاقة له بخدمة القضية الفلسطينية أو الشعب الفلسطيني ، وليست هذه هي المرة الوحيدة في التاريخ البشري التي يقتتل فيها الاخوة بشكل دموي فظيع.. فمنذ قابيل وهابيل ، شهد التاريخ البشري حالات عديدة انقلب فيها الاخ على أخيه ، ولم تنج ثورة من الثورات التي اندلعت في كل بقاع الكرة الارضية من أحداث مشابهة حتى قيل أن الثورة تأكل ابناءها.
لقد أعدم قادة الثورة الفرنسية التي رفعت شعار الاخاء والمساواة بنفس المقصلة التي اخترعوها لاعدام اعداء الشعب.

وحدثت أمور مشابهة في الثورة الروسية والصينية والمكسيكية والايرانية ، كما حدث الشيء نفسه في ثورات اليمن وسوريا ومصر والعراق.
في غمرة حماسنا وغضبنا على ما يجري في الاراضي الفلسطينية علينا أن نكون رفقاء بالشعب الفلسطيني فلا نسيء الى نضالاته المشرفة وصموده الأسطوري على ارضه ، وعلينا أن نضع الامور في سياقها السياسي والتاريخي الصحيح ، آملين أن يعين الله هذا الشعب الصامد لمواصلة نضاله حتى تحرير الارض وجلاء الاحتلال.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :