facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لحبيبي محمود الكايد


باسم سكجها
01-06-2010 04:53 AM

الله ، يا أبا عزمي.. كم هي ثقيلة هذه اللحظات ، فأنا أكتب عنك في لحظة فُراق ، وهذا ما لا أطيقه ، ولا يستوي معه منطق ، فالأب لا يموت ، والأيام الحلوة لا تنتهي ، والناس الرائعون لا يرحلون ، وقد كنتُ لي أباً ، وعًشرة آسرة ، وحجر زاوية في بناء صار عُمراً سينتهي ، كما تنتهي الأعمار الطيّبة بقسوة لا تحتملها النفوس ، وغيابك يا حبيب هو غياب روح.

وهي لحظة تاريخية قد يحلو الموت فيها ، لو كان في موت حلاوة ، فأمّة عربية مثّلت لك في ضميرك عُمراً كاملاً تموت في موقف لا تقدر فيه إلاّ على الشجب والتنديد ، ومشاهدة نفسها في مهانة لا تنافسها فيها مهانة ، ومجزرة جديدة تُرتكب في وضح ليل العرب ، لتقوم قيامة الروم ، ولا تقوم لنا قيامة.

ولكنّها لحظة تاريخية تستأهل التسجيل ، فلا تعرف نفس ماذا تكسب غداً ، ولا تعرف نفس في أيّ أرض تموت ، ولكنّ رحيلك كان يُسجّل سابقة سيذكرها كلّ الناس ، فحبيبتك "الرأي" ستحتفل غداً بذكرى صدورها ، وأنت لم تعرف عُمراً لا قبلها ، ولا بعدها ، ولم تعرف حباً غير حبّها ، وأظنّك أحببت لهذا الموت أن يُعيد التذكير بحياة متدفقة لصحافة كانت عنوان حياتك بأسرها ، بأسر أسرها.

وأتصوّر حياتي لو لم يكن فيها محمود الكايد ، لأجد دنيا مختلفة تماماً عمّا عشت ، قد تكون أيسر وقد تكون أعسر ، ولكنّها لن تكون أنا ، فهو الذي تناولني من حمّ الخليج إلى حميمية عمّان ، وهو الذي قسى عليّ كأب يعرف مصلحة الصغير ، وأنا الذي تمرّدت عليه فعاندته ، وصارعته ، فصرعني وصرعته ، لأكون كما أنا الآن ، صنيعة إثنين: إبراهيم سكجها ، ومحمود الكايد.

أبو عزمي كان لي مثل أبي باسم ، ولو أقلّ قليلاً بحكم الدم ، ولو أخذتني الكتابة إلى الذكريات فكثيراً ما أردت ترك "الرأي" في بداياتي المتمردة ، لقسوة الكايد عليّ ، وكان إبراهيم هو الذي يثنيني ، وحين كان يشعر بإصراري ظلّ يستخدم سلطته الأخلاقية العفوية ، فكما صار أبو عزمي لي أباً كان بالنسبة لإبراهيم أخاً ، وقد يكون أكثر من ذلك بكثير.

هي كلمات سريعة لا أقدر إلاّ أن أكتبها عن الحبيب الذي رحل ، وهي كلمات ستلحقها جمل وفقرات وفصول وكتاب ، ففي يوم قدّم لي كتابي عن الصحافة ، وذكّرني فيه في المشفى الذي لم يُشف ، ويبقى الكثير الكثير ، ولكنّني أنهي هنا لظروف يعرفها أبو عزمي جيداً ، فعلى الصحيفة أن تذهب للطباعة.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :