facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حصان عربي


رمزي الغزوي
02-06-2010 04:49 AM

كانوا إذا أرادوا معرفة سلالة حصان أو فرس مثلاً ، قالوا: وش بيت الحصان؟، ، أو: وش رسن الفرس؟، ، أي ما هي سلالة هذا الحصان؟؟، ، فقد كان اهتمام الأرادنة القدماء بالخيل الأصيلة لا يقتصر على حبها وتكريمها والشغف بها ، بل تعدى ذلك حد الاهتمام الجم بسلالاتها وتكاثرها ، فيحافظون على نقائها ويحاذرون من اختلاط أنسابها.

ولدى العرب الكثير من سلالات الخيل ، فهناك سلالة (أم جنيب) ، والتي سميت بذلك: لأن جدة هذه الفصيلة أصيبت في جنبها بطعنة رمح ، وأصيب فارسها بضربة سيف ، فمال الفارس على جنبها المطعون ، وظل متعلقاً بها ، وهي صابرة على آلامها ونزفها ، وظلت تعدو: حتى أخرجته من فم المعركة إلى بر الأمان،،.

وهناك سلالة (الدغيري) ، لأنها اشتهرت بالهجوم بلا تهيب في لجاج المعارك والوغى ، وهناك (الجلفة) ، وأخذت تسميتها لغلظ شفتها العليا ، وهناك (المعنقية): لطول عنقها ورشاقة جسمها ، وهناك (العبية): فهي رفعت بذيلها عباءة فارسها ، عندما أوشكت أن تسقط عن ظهره،،.

وليس بعيداً عن سلالات الخيول الأصايل ، التي اشتهرت بجمال الجسم ورشاقته ، والوفاء لفارسها ، فهي رمز للحرب والقوة والأنفة ، حيث المتنبي يدفع حياته ثمناً لبيت شعر صدره: الخيل والليل والبيداء تعرفني، ، وهي كانت مصدرا لرزقهم أيضاً ، إذ كانوا يعتمدون عليها في الغزو للتكسب والعيش،،.

ولشدة حرصهم على سلالات الخيل الأصيلة وكرامتها ، لم يسمحوا بان ينزو على الفرس الكريمة الأصل ، إلا للحصان معروف النسب وعريقه ، أما إذا ولدت الفرس حصاناً من أب ليس معروفاً: فيسمى (فلاتياً) ، فلا يعترفون بأصالته،،.

العربي دلل حصانه وفرسه ، ولاعبها وأحبها ، وأطعمها السكر والشعير ، من أجل أن تكرمه إذا ما وقعت الواقعة ، فالعرب تقول: (الخيل دوم ، والحرب يوم،) ، اي أن الخيل علينا أن نراعيها طوال الأيام ، من أجل يوم واحد للحرب،،.

الخيل كانت لا تهان ، ولا تدخل إلى حيز العمل الشاق في الفلاحة ، وحمل الأثقال والأمتعة ، وإذا اضطر صاحب الحصان لذلك ، يقولون له من قبل العار والاستهزاء: أنه كدش الحصان، ، أي جعله كديشاً،.

في هذا الزمن الصعب الذي نحياه ، وبعد أن امتلكت كل الأمم شوكتها وعنفوانها وكلمتها ، نسينا ليلنا وسيفنا وبيداءنا ، وتركنا رباط خيلنا ، وحولنا أحصنتنا العربية الأصيلة إلى أكدشة تعمل وتهان بالمجان ، فمن ذا الذي كدّش خيولنا العربية ، وتركها في أخر مضامير سباق الأمم ، وجعلها تضبح وتلهث وراء رغيف كرامة هارب؟،،.

ramzi279@hotmail.com

(الدستور)





  • 1 علي فواز 02-06-2010 | 12:09 PM

    حياك يا استاذ مقالات مثل النار والله إنك مخبأ بقشورك تسلم


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :