facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قبل البحث عن السلام ضعوا حدا لعقلية العربدة


طاهر العدوان
03-06-2010 04:16 AM

عندما يعلق امين عام الجامعة العربية عمرو موسى على المجزرة التي تعرض لها اسطول الحرية قائلا: بأن اسرائيل فوق القانون الدولي, فان هذه القناعة عند رئيس الجامعة حاضنة مؤسسات القمة والعمل العربي المشترك, هي اكتشاف متأخر لحقيقة يعرفها اي مواطن فلسطيني او عربي من المحيط الى الخليج.

لكن يبدو ان الدبلوماسية العربية, في مستواها القومي, مغرمة بالبحث عن الاوهام وهي تستمرئ حكاية اضاعة الوقت في الجري خلف مفاوضات عبثية مع دولة تعتبر نفسها فوق القانون الدولي, فلقد اصبحت تتصرف كالمجرم الطليق, وقاطع الطرق الذي لا يجد من يتصدى له. فهذا الاصرار العربي على التمسك بالمفاوضات من اجل المفاوضات قاد الى تكريس سياسة العربدة والغطرسة الاسرائيلية كعامل يتحكم بمصير شعوب المنطقة وبأمنها واستقرارها.

لو أقدمت الدول العربية - في الجامعة - على العمل جديا من اجل وضع حد للحصار الاسرائيلي وكسره بكل الوسائل الدبلوماسية والاقتصادية والاعلامية, لما سالت تلك الدماء الزكية على متن سفن اسطول الحرية. ولما تمت قيادة مئات من مناصري القضية الفلسطينية الى المستشفيات والمعتقلات بعد ان قُتل منهم من قُتل وجُرح من جُرح وأُهين وضرب الآخرون, في تصميم متعمد من حكومة الاحتلال على اهانة ما يمثل نشطاء الحرية من انتماءات وطنية وانسانية.

لقد وجهت العربدة والغطرسة الاسرائيلية الاهانات الى الاردن والجزائر ولبنان وتركيا واليونان وبريطانيا والى كل من حمل جنسية اخرى على متن اسطول الحرية. وهو ما يبرهن بان العقلية الصهيونية الحاكمة في تل ابيب تشعر بأنها ليست فقط فوق القانون الدولي, بل ان دماء الشعوب وكرامات البشر عندها لا تساوي شيئا.

لمواجهة عقلية العربدة الاسرائيلية لا بد من خطوات عربية واسلامية ودولية لاجبار حكام اسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي وعلى ان ينزلوا من فوق الاشجار العالية ليعيشوا كالبشر الآخرين? فهم ليسوا انبياء حتى يُنَزّهوا ويكونوا فوق القانون, انهم بأعمالهم وافعالهم واخلاقهم اقرب الى اللصوص وقُطاع الطرق وعتاة العنصريين المجرمين.

قبل البحث عن السلام, او تأييد مفاوضات عباس غير المباشرة, لا بد من انهاء عقلية العربدة والغطرسة الصهيونية باتخاذ مواقف عربية واسلامية حاسمة. تبدأ بمحاكمة ومراجعة مواقف الولايات المتحدة وفرنسا وغيرها على صمتها وسكوتها على هذه العربدة التي لا تجد من يقول لها كفى لهذا الحصار الاجرامي, غير المسبوق, ضد قطاع غزة والشعب الفلسطيني.

قبل استقبال العواصم العربية لاصدقاء اسرائيل في الكونغرس وجماعات اللوبي الصهيوني في واشنطن وبعض عواصم اوروبا, لا بد من ايصال رسائل قوية الى هؤلاء بان هذا الانحياز لجرائم اسرائيل واحتلالاتها له ثمن سياسي بمقاطعة كل من يدعم هذا الاحتلال. ووقف التعاون الاستثماري مع كل من يساعد على العربدة الاسرائيلية, وكفى ترديدا لمقولة: ان العلاقة العربية مع اللوبي في واشنطن تساعد في الضغط على اسرائيل, فالوقائع تؤكد انها تشجع اسرائيل على ان تكون بلطجي المنطقة الذي يلاقي الرعاية والمساندة من عواصم العالم الحر!!.

taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :