facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نصفي ضحك .. نصفي بكاء


رمزي الغزوي
08-06-2010 04:19 AM

إن كان الفنان كاظم الساهر الملوع بالعشق ودوخانه مقسوماً إلى نصفين: نصفاً ثلجاً ، ونصفاً ناراً ، فلا ثلجه يبرد ناره ، ولا ناره تطفئ ثلجه ، فنحن كذلك الآن ، قد يكون الواحد فينا مشطوراً شطرين: شطراً باكياً ، وشطراً ضاحكاً. ولا هذا يسكت ذاك ، ولا ذلك يطفىء هذا.

انتعش نصفنا الضاحك صباح أول أمس ، بعد بيان صحفي مقتضب صادر عن أمانة عمان ، يعلن فيه أمين عمان أن دائرة الانتاج في أمانة عمان تصنع يومياً ما بين خمسين إلى ستين غطاء مُنهل: لتعويض بدل فاقد ، جراء تعرضها للسرقة المتكررة والمستمرة.

ولهذا ضحكنا ملء الفم ضحكاً أمرّ من حنظل وعلقم ، وتساءلنا بغضب: أيعقل أن ترك عصابات سرقة المناهل والكوابل والأسلاك هكذا دون عقاب ، وأن لا تقع في قبضة العدالة رغم أمد هذه الظاهرة؟، ، أيعقل أن ندعهم يرتعون في هذا العز ونمدهم يومياً بذات العدد المسروق من المناهل: لنقيم أود شرههم وجشعهم؟،. لماذا لا نضرب بحديد هذه العصابات ونجتثها؟،.

فليس صعباً أن تكشف هذه العصابات المتخصصة ، فلربما نمسك بخيط يقودنا إليهم عن طريق المصانع التي تشتري هذه البضائع وتعيد صهرها تصنيعها وبيعها. ثم لماذا نعالج المرض بهذه الطريقة الموحية ، بأننا نقول لهم استمروا ، فلماذا لا نفويت الفرصة عليهم: حتى لو خصصنا حارسا لكل شارع يحمي مناهله.

أما شطرنا الباكي: فيمطرنا ببكاء مراً ، فقد حضرت مساء أول أمس الأمسية الثقافية التي أقامتها المكتبة الوطنيبة للزميل مفلح العدوان ، لتسليط الضوء على كتابه الثري (بوح القرى) ، وخلال الحوار أفصح الكاتب عن اسم قرية زارها في البادية الشمالية لم يصلها الماء حتى هذه الساعة.

هذا الحرمان جاء على سبيل العقاب ، فقبل سنوات نوى أحد المسؤولين زيارة المنطقة ، فمدت أنابيب المياه بسرعة إلى القرية ، لتبدو أنها مقبلة على وصول الماء ، وبعد أيام عادت السلطة لإكمال التمديد ، فوجدت الأنابيب مسروقة: فدفعت القرية ثمناً لهذه السرقة: أن بقيت بلا ماء حتى اليوم.

في كل زمن سيكون سهلاً أن تصدق حال العشاق بثلجهم ونارهم ، لكن في زمن متناقضاتنا: ستكون حالنا أكثر تصديقاً ، إذ نحيا في بكاء وضحك ممتزجين ، لا هذا يسكت هذا ، ولا ذاك يطفئ هذا. نصي ثلج نصي نار ، أو نصفي ضحك ، نصفي بكاء،.

ramzi279@hotmail.com

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :