facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الوحدة الوطنية والعنف المجتمعي في خطاب الملك


09-06-2010 05:51 AM

انتظر الاردنيون على مدى الشهور الاخيرة, الحافلة بالاحداث الداخلية والخارجية, حتى يسمعوا من الملك عبدالله الثاني موقفه من هذه الاحداث. وكالعادة وضع جلالته النقاط على الحروف, متخذاً الاحتفال بعيد الثورة العربية الكبرى وعيد الجلوس ويوم الجيش مناسبة كي يخاطب ابناء شعبه بالصراحة التي عُرف بها حول ما يواجه الاردن من مصاعب في مجال الاقتصاد ومسألة الامن والاستقرار الداخلي.

لقد تأذت الوحدة الوطنية كثيراً خلال الشهور الماضية بفعل اجتهادات وتباينات في المواقف تحت ضغط الاجواء القاتمة لعملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين, وبدا في بعض الاوقات ان هناك من يحاول إحداث الشروخ والانقسامات بين الاردنيين تحت شعارات مختلفة, تارة باثارة فزاعة الوطن البديل, واخرى بما يسمى الحقوق المنقوصة. كل هذا يجعل من تأكيد جلالته في خطابه المهم امس, على التمسك بالوحدة الوطنية وتحذيره لكل من يحاول ان يمسها ويعبث بها بمثابة رسالة الى جميع من يهمه الامر بان هذا الملف يجب ان يطوى, لأن من يعبث بالوحدة الوطنية هو "عدو الملك عبدالله الثاني الى يوم الدين". اي انه عدو للاردن ولكل ما تمثله الوحدة الوطنية من اسس الدولة وامنها واستقرارها.

ان ما يميز خطاب جلالته امس, وهو يتحدث عن مسألة العنف المجتمعي واحداثه الاخيرة, انه حدد "دور الدولة" من هذا الملف. كما دعا الى "دور للمواطن وللعشيرة" في القضاء على هذه الظاهرة الغريبة عن عاداتنا العربية والاردنية.

عن دور الدولة, اكد الملك بان القانون فوق الجميع. وحان الوقت للذين ينساقون خلف اهواء ومصالح شخصية وانتماءات جزئية وثقافات بالية ان يتوقفوا عن الوهم بانهم فوق القانون والتصرف "كأنه لا يوجد في البلد دولة ولا مؤسسات".

فالدولة كما قال الملك قادرة بمؤسساتها الامنية والتنفيذية على تطبيق القانون ومواجهة العنف بما يستحقه كل من يخرج عليه ويعرض امن المواطنين وسلامتهم الى الخطر.

والمهم, في هذا الجانب, ان تجد الحكومة واجهزتها وسلطاتها في مواقف الملك الحازمة تجاه العنف المجتمعي, ما يحفزها الى عمل كل ما بوسعها من اجل توفير الامن والحماية للافراد بتفعيل القانون وتطبيقاته الحازمة. ونأمل ان نصل الى مرحلة يلمس فيها كل مواطن انه آمن في بيته من اعتداء على ممتلكاته. او من هجوم يهدد حياته وحياة ابنائه, فقط, بسبب انتمائه الى عشيرة او عائلة ارتكب احد افرادها جريمة ضد فرد من عشيرة اخرى.

دور الحكومة, كما حدده الملك امس هو ان تجعل سلطة القانون وهيبته ملموسة وحاضرة دوماً الى الدرجة التي يتوقف فيها اي مواطن عن الاعتقاد بانه "سيأخذ حقه بيده", متحدياً القوانين ورجال الأمن, بدعوى الثأر او النخوة العشائرية وروابط الدم وغير ذلك من اعتقادات خاطئة "بان الانتقام عادة حميدة" ويجب ان يطال كل من له صلة قرابة بمن اعتدى عليه او على احد اقاربه!!".

ان تأكيدات الملك على قوة الدولة والقانون, اقترنت بدعوته جميع المواطنين, افراداً وعشائر الى القيام بدورهم المطلوب للتصدي لظاهرة العنف المجتمعي. فللأسرة دور, ولرجال الدين, ولابناء العشائر وحكمائها, وللجامعات وجميع فعاليات المجتمع المدني دور ايضاً. وعلينا ان نعترف بتفشي مفاهيم وآراء تخدم ظاهرة العنف المجتمعي, فمن الملاحظ غياب اخلاقيات المسامحة والصفح وتقبل الاعتذار عند وقوع الخطأ.

العنف لا يمنح العشيرة سمعة حسنة, وتجاوز القانون لا يمنح فاعله مكانة محترمة في المجتمع. فعشائرنا الاردنية تميزت باخلاقياتها وكرمها وشهامتها وصفحها, لهذا اكتسبت الصيت والمكانة وشرعية الاستمرار في زمن الدولة الحديثة, لنحافظ على هذه السمعة وهذه المكانة بالافعال والاعمال الطيبة وبالغيرة على حياة الاخرين وممتلكاتهم. والعلاقة بين الدولة والاردنيين لم تكن يوماً قائمة على البطش والقمع انما كانت وستظل تحت مظلة "كرامة المواطن" سواء كان مسؤولاً ام شخصاً عادياً.

هذه هي القيم التي حرص الملوك الهاشميون على ترسيخها في هذا الوطن العزيز. وها هو الملك عبدالله الثاني يذكرنا بها متعهداً بالاستمرار في نهج المحبة واخلاق الاسرة الواحدة وقيم العشيرة الكبيرة في ترسيخ الوحدة الوطنية والذود عنها, لانها سرّ تقدم هذا البلد وتطور مكانته وقيمه واقتصاده.


taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :