facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قصة هزتني من الأعماق


حلمي الأسمر
11-06-2010 03:39 PM

كان يعمل بائعا متجولا أحيانا ، يبيع أشياء بسيطة تافهة: علكة أو محارم جيب ورقية ، أو أي سلعة مماثلة لا يهتم بها الناس كثيرا ، وأحيانا كان يحمل بعض الإعلانات أو البروشورات الخاصة بفتح محل جديد ، أو عروض خاصة لدكان ، أو بيان انتخابي أو (انتحابي،) لمرشح ، ويوزعها على المحلات والعابرين ، لقاء أجر تافه ، ولكنه كان يحرص على أن "يجمد" كل يوم دينارا واحدا في المعدل ، ليذهب آخر يوم عمل شاق لإيداعه في البنك ، أو هكذا كان يهيأ له(،).

بعد عام من هذا العمل المضني ، ذهب إلى بنكه وطلب من المدير أن يسحب المبلغ أو "تحويشة العام" كي يتأهل ويخطب بنت الحلال ، استغرب مدير البنك من هذا الطلب ، فصاحبنا ليس له حساب في البنك ، ولا يملك أي مستندات تثبت أنه كان يودع أي مبالغ في البنك ، بعد تحر قصير ، تبين أن البائس الذي يصفه الناس من معارفه بأنه (على البركة) كان يزور البنك يوميا ، يلقي التحية على الموظفين ويضع الدينار الذي يحصل عليه من عمله المضني في.. صندوق تبرعات لإحدى الجمعيات الخيرية موجود في قاعة البنك ، ظنا منه أن هذه هي الطريقة المثلى في الإيداع،.

عام كامل وهذا البائس يتبرع بعرق جبينه لأمثاله ممن يستحقون الصدقة والمعونة ، مدير البنك رغم تعاطفه الشديد مع هذا (اللي على البركة) لم يعرف ماذا يفعل ، ولا أنا أيضا طبعا ، ولكنني شعرت حينما روت لي زوجتي الواقعة كقصة طريفة ، أنني هويت من عل إلى منحدر سحيق ، عام كامل من الجد والاجتهاد ذهبت في طرفة عين إلى المجهول ، نحن نتحدث عن 300 يوم (أو دينار) تقريبا ، مع خصم أيام العطل الرسمية والأعياد ، وسوء الحظ أيضا ، إذ كانت الأحوال تسوء في بعض الأيام فلا يقوى المسكين على "تجميد" الدينار ، فلا يذهب إلى البنك ليودع ديناره الموعود،.

مشاعر كثيرة انتابتني وأنا استمع لهذا المشهد المؤثر ، عمل سنة كاملة لا يساوي أحيانا ثمن عشاء فاخر أو سهرة عابثة لثري ، يتبخر في لحظة ، بعض الناس يكسب هذا المبلغ في لحظة ، وآخرون يعملون شهرا كاملا يريقون فيه ماء وجههم إرضاء لصاحب العمل لقاء الحصول على هذا المبلغ ، بعض آخر لا يرى مثل هذا المبلغ أصلا ، لأنه بالنسبة لهم قد يكون ثمن سجائر أو مكسرات ، أو بنزينا لسيارة فارهة ، اللهم لا حسد ، أنا لا أعرف ماذا أقول ، مجرد شعرت بالقهر والتعاطف مع هذا المُبتلى ، وكثير غيره لا يعلم بهم سوى الله ، فيا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك،.

hilmias@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :