facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




معان والجنوب ومدن تنام على جراحها ..


د.يوسف الربابعة
28-06-2010 10:20 PM

عمون - د.يوسف ربابعة - الرحلة إلى الجنوب اشتياق لزمن الصحراء الأول، ذلك أننا وكما تقول الرواية أن اللقاء الأول بين آدم وحواء ‏حصل في صحراء الجزيرة العربية في مكة، وكان لقاء بعد شوق طويل، وما زلنا نحن إلى ذلك الزمن ‏الصحراوي البهي، وكلما توجهت جنوبا أحسست بذلك الشوق نحو قحط الصحراء وقساوة حرها وبهجة امتدادها، ‏وكلما توغلت سيرا أغراك السراب لمواصلة الطريق واستمتعت بخداع السراب ولا تفكر إلا بالمضي قدما نحو ‏نهايات الجنوب .

غريبة صحراؤنا التي تغريك بامتداد القحط لكنها تفاجئك بواحات خضراء كأنها رقع على وجه الزمان، تبشرك ‏بأنك زائر غير عادي فتعطيك كل ما لديها من الكرم والسخاء والظمأ أيضا، وفي كل مرة يدعوني صديقي مهند ‏مبيضين لمرافقته إلى البترا لا املك إلا أن ألبي دعوته بلا تفكير أو تردد، وأشعر أنني مشدود لمدن الجنوب ‏العطشى، لا أعرف لماذا أعشق السفر عبر الطريق الصحراوي والاستراحة في القطرانة او في الحسا رغم ‏تواضع الاستراحات في ذلك الفضاء اللامحدود، ورغم خطورة الطريق بكل ما فيها من عيوب هندسية ‏وانحناءات غير مدروسة، فكل شيء في الجنوب صنع على عجل، كأن الذين ينفذون المشاريع يهربون من فحيح ‏الصحراء فينفذون مشاريعهم بسرعة دون التعمق في عيوب المستقبل وأثره على الناس.

على عجل فتحوا الطريق .... على عجل بنوا الاستراحات .... على عجل كتبوا الشاخصات ... على عجل مروا ‏من هنا بجرافاتهم وخيلهم ورجلهم، وبقيت آثار سرعتهم تنذر المسافرين بخطر ما يرون وما يشاهدون!!‏

لا بأس .. أقول في نفسي مرة أخرى لعل الشوارع تفضي إلى مكان أجمل بل لعل المدن هناك تلقى من العناية ما ‏يغني عن وعورة الطريق، لكن المفاجأة أن شيئا مما أحلم به لا يحدث، فحتى وادي موسى التي تحتضن البترا ‏التي صارت من عجائب الدنيا السبع تقابلك بفقر شوارعها وقلة حيلتها وصبرها على وجع السنين، لا تجد فرقا ‏في التاريخ كأنها لم تتغير منذ الملك الحارث حتى باسم الطويسي ومحمد الحسنات سدنة بيت الأنباط ويرفضون ‏تأجيره مهما بلغ الثمن.

لله دركم!! كيف بنيتم هذه المدينة العجيبة؟ .. بل كيف أطاعكم هذا الصخر الوردي الأحمر؟ كيف تسلقتم جبالها ‏العاصية ونمتم على وجعها وحصارها حتى قتلكم العطش الذي ما يزال هو قدر الجنوب؟.. لم يقتنع الرومان بعد ‏دخولها إلا أن يبنوا بحجارتهم الزائلة قصورهم على مرأى من كهوف المدينة العصية!!‏

مرة أخرى أقول لا بأس فالمسير إلى معان قد يعطي أملا آخر ويطفئ حر اللهيب الذي يسكن الأحشاء، تستقبلك ‏معان بوجهها المشرق ويبتسم لك السائرون في شوارعها ولا يضيرهم ان تسألهم عن أي مكان تقصده، بل ‏يذهبون معك حتى يوصلوك مرادك، تشكرهم ويبتسمون، وعندما تتعمق في الحديث وتأخذ ثقتهم بالكشف تجد ‏أوجاعهم بلا حدود، ليس وجعا بالنقمة، بل وجع بالعتب على التاريخ الذي تبدل، لقد كشفت معان وما حولها ‏ذراعيها لاستقبال الثورة العربية الكبرى طامحة لأن يكون للعرب دولة تحمي حفوفهم وتصون مستقبلهم، وهم ‏يرون أن ما تحقق هم جزء منه ومشاركون فيه، لكنهم اليوم مندهشون كيف صارت تسرق احلامهم جحافل ‏المسترزقين على هوامش التاريخ!‏

ليست معان اليوم سوى مدينة تنام على جراحها لكنها تزداد ألقا بانتمائها لأعماق التاريخ الذي تشكل مع ‏المسافرين على طريق الحج إلى مكة موئل اللقاء الأول، ومهوى الأفئدة، وما زالت تحمل في ثنايا وجعها ‏إصرارا على البقاء والتقدم والانتماء رغم ما تواجهه في زمن الحر والظمأ.‏

سيبقى الجنوب ملاذا لشوق ينادينا نحو صحرائنا الأولى لعلنا نجد ما يطفئ العطش الساكن في ضلوعنا يوم التقى ‏آدم وحواء على جبل قاحل في مكة. ‏





  • 1 28-06-2010 | 11:17 PM

    كلام جميل ما كتب عن الجنوب وهذا هو الواقع الذي نعيشه هنا نعيش في كبد

  • 2 هبة محمد 28-06-2010 | 11:35 PM

    وهل هناك اجمل من الجنوب اه يا جنوب وكم الحنين اليك والى الطيبة الجنوبية اجمل غروب في العالم فيكي واه من ماء لحظة واه من سماء وادي موسى ... الجنوب جنوب العز( رويس ضباع الراجف دلاغة الهامة بدوي )

  • 3 د . الرباعي 28-06-2010 | 11:46 PM

    الدكتور يوسف الربابعة هو خير من يتكلم عن الصحراء وخصوصا منطقة معان والجفر حيث انه مكث في بلدة الجفر فترة جميلة جدا ، جعلته بشوق دائم للصحراء ، لكن اقول نحن نريدك في عمان فلا ترجع الى الجفر .

  • 4 د ابراهيم ربابعة 29-06-2010 | 12:55 AM

    مقال جميل ولكن وان كانت قاحلة بارضها فهي ربيعية بناسها الكرماء سلام لك وللدكتور مهند مع كل الاحترام اخوكم د ابراهيم ربابعة من عجلون

  • 5 نبطي 29-06-2010 | 01:00 AM

    حياك الله يابن الربابعة ، نعم ستبقى معان والجنوب ومدن تنام على جراحها...، صابره على وجع السنين، عزيزة قوة بهمة المخلص من ابناءها

  • 6 من الهوى الشمالي 29-06-2010 | 02:35 AM

    سلام على جنوبنا

  • 7 مهدي ابراهيم الحويطات 29-06-2010 | 02:58 AM

    حنابدو لنا أشرف نعيش في الصحراء ونتحمل مره

  • 8 بنت معان 29-06-2010 | 04:15 AM

    معان من أحبتنا معان

  • 9 عزمي ابو طه 29-06-2010 | 04:26 AM

    وين نقيب المهندسين

  • 10 اردني مهاجر-السويد 29-06-2010 | 09:53 AM

    وصف رائع واسلوب جميل جدا,مقال اشبه بقصيدة شعر عذبه فيها كل ما اراد الكاتب المبدع.

  • 11 العودات 29-06-2010 | 10:52 AM

    صدقت يا دكتور

  • 12 ربيعة 29-06-2010 | 11:49 AM

    الله يا معااااااااان

  • 13 اربدي اللون حوراني 29-06-2010 | 01:50 PM

    لله درك يا اخي الدكتور يوسف، يوما بعد يوم تزداد القا وكبرياء، هذا الكلام الذي تسطره على الورق ليس اروع، وهذه الموضوعات التي تطرحها هنا وهناك على سطور الصحف اليومية، تارة تكون فكرية واخرى دينية وها انت تؤرخ للمكان وتتحدث عن هذه البقاع الطاهرة النقية الزكية من هذا البلد الطيب، العزيز العصي، هذا البلد العزيز بقيادة سلالة الدوحة الهاشمية الاطهار من ال البيت.

    اخي الدكتور يوسف ما امسنا الى امثالك ممن صدوا العهد، بغض النظر اين كنا واين اصبحناومن نحن في البارحة وما نحن عليه اليوم. فانت كبير بعلمك واخلاقك وفكرك الراقي، انت كبير بأصلك الطيب الذي لا يستطيع احد ان يزاود عليك به.

    اخي الدكتور يوسف:
    لله درك في هذا المقال، يبقى المكان فينا راسخاحيا،و تبقى الكلمات فينا معبره،صادقه.

    اتمنى لك ولك اردني صادق غيور دوام موفور الصحةوالعافية والتوفيق والنجاح، ونحن بحاجة الى مثل هذا المقال عن شمالنا الجميل والهاشمية وعجلون واربد والمفرق وجرش والزرقاء زبلقائنا الجميلة ومادبا العريقة.

  • 14 محمد ع 29-06-2010 | 02:06 PM

    اجمل تحيه الى عروس الصحراء معان الطيبه باهلها الكرام الاشاوس

  • 15 محمد ع 29-06-2010 | 02:06 PM

    اجمل تحيه الى عروس الصحراء معان الطيبه باهلها الكرام الاشاوس

  • 16 راشد 29-06-2010 | 02:06 PM

    كل الشكر للكاتب

  • 17 ربيعه 29-06-2010 | 02:06 PM

    ليه ما بتنشري يا عمون كل شي انا بكتبه اه

  • 18 شمالي 29-06-2010 | 02:13 PM

    الدكتور عبيدات نعم الوزير الذي يخطط

  • 19 عدي الربابعه 29-06-2010 | 02:26 PM

    يسلام يا دكتورنا الفاضل نعم ستبقى معان والجنوب ومدن تنام على جراحها...، صابره على وجع السنين،

  • 20 معاني 29-06-2010 | 02:42 PM

    لونمنا على جراحنا ولكن ليس عيبا

  • 21 عامر دوينع آل خطـاب / معان 29-06-2010 | 03:02 PM

    الشكر الجزيل للدكتور يوسف الربابعة والشكر لكل غيور ومخلص ومحب لمدينة معان الحبيبة والغالية على قلوبنا جميعاً.

  • 22 د ردينة بطارسة 29-06-2010 | 03:04 PM

    كلماتك الرائعة ...انسابت الى أعماقنا كنسمة عليلة ظهر نهار حار ... أبدعت الوصف وأوصلت الرسالة .... نأمل أن نقرأ المزيد

  • 23 الشراة _ النعيمي 29-06-2010 | 04:00 PM

    شمس الحياة (صحراء الجنوب)رفيقة الصداقة وجاذبية الروح نعم باقية في الوجدان لاتمحيها متغيرات الازمان كتبها التاريخ بافعال الرجال الاحرار نحبها فهي صفحة في الحياة ضمن الاوراق الرائعة للوطن ..........

  • 24 احزان صحراوية 29-06-2010 | 04:12 PM

    مدن الجنوب تنام وتصحو على جراحها..!لماذا والى متى..؟


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :