ما بين سخونة حرارة الصيف وارتفاع درجات الحرارة والتزايد المستمر في فرض الضرائب وصيحات المشاهدين لمباريات كاس العالم وصخب موسيقى اغاني الافراح والاعراس واطلاق الالعاب النارية ابتهاجاً بهذه المناسبات ، وقهر الاباء والابناء المشاركين في امتحان الثانوية العامة من طول فترة الامتحانات التي تجاوزت الثلاثة اسابيع والكل ينتظر على احر من الجمر انتهاء هذه الامتحانات الرتيبة والقاتلة ليبدأ حياته من جديد بغض النظر عن النتائج .
لذا وبعد كل هذه المعاناة نتمنى على وزارة التربية والتعليم ان لا تتسرع في استخراج النتائج النهائية لتضعنا في ذكريات نتائج الدورة الشتوية وما رافقها من مآسي يطول الحديث عنها هنا ، وفي الأثناء ما تزال الأوساط التعليمية تطالب بـ"التروي" قبل إعلان نتائج التوجيهي، إلى حين "الانتهاء التام" من سائر إجراءات التصحيح والتدقيق، قبل أن تكون الأسر على موعد مع النتائج خلال الأسبوع الأول من شهر آب (أغسطس) المقبل، وفق ما حددته خطة الوزارة.
ويأتي الفصل الثاني من هذا المسلسل عندما ينشغل اكثر من خمسة مليون مواطن اردني بهؤلاء الطلبة الذين تقدموا لامتحان الثانوية العامة لهذا العام مكرسين وقتهم للاستفسار والاطمئنان على الطلاب الغلابة المقهورين من شدة الضغط النفسي الذي يتعرضون له من المحيط الاجتماعي الذي يهول الامر بكثرة النصائح والاستفسار عن سير الامتحان مما يولد تعقيداً للحالة النفسية التي يمر بها الطالب والتي تؤدي الى تشويش افكاره وعدم قدرته على التركيز وبالتالي يؤدي الى فقدانه لكثير من العلامات بشكل غير متوقع .

وبالرغم من وجود عدد من الخبراء والمختصين في وزارة التربية والتعليم ما زال كابوس امتحان الثانوية يتكرر سنوياً . ولذا لا بد من اعادة النظر في كافة المعايير المتعلقه به من اجل التوازن ما بين تطوير التعليم وتحقيق مخرجات تعليمية جيدة وبين وضع العراقيل والصعوبات في وجه الطلبة وذويهم بحجة المحافظة على مستوى التعليم ، لانه حتى في اكثر الدول تشدداً وتقدماً لا يصل مستوى الصعوبة لديهم كما في امتحان الثانوية العامة لدينا .

ولذا نرجو من وزارة التربية والتعليم ان تضع نهاية ايجابية لهذا المسلسل الممل وتأخذ بعين الاعتبار هذه الاشكاليات وان تقضي على حالة القلق والتوتر والانتظار لشبح الامتحان ونتائجه ، وان تضع الاستراتيجيات والسياسات المستقبلية التي ترقي الى مستوى المحافظة على ابنائنا من التراكمات السلبية لامتحان الثانوية العامة وان نذهب باتجاه تطويره بما ينسجم مع كافة التطورات والتجارب للدول الناجحة بذلك .

bsakarneh@yahoo.com