facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل سيعيد الغرب سيناريو العراق مع إيران .. ؟


د. سحر المجالي
03-07-2010 07:18 PM

المهم في هذا المقام هو خوف الغرب المزعوم من البرنامج النووي الإيراني، بالإضافة إلى دموع التماسيح التي يذرفها هذا الغرب على الديمقراطية الإيرانية وحقوق الإنسان فيها، وحرية المجتمع المدني وغير ذلك من المصطلحات الغربية التي لا تهدف إلا إلى لي أذرع شعوب العالم الثالث، خاصة قياداته التي لا تلتقي مع الغرب ومخططاته «الشريرة» ضد الشعوب المستضعفة.

لكن موقف الغرب العدائي هذا ، شكلاً وليس مضمومناً، ضد إيران مستغرب، فلم يقف ذات الموقف مع النتائج الديمقراطية التي أفرزتها الإنتخابات الجزائرية في بداية التسعينيات من القرن الماضي، ولم يُخفِ عداءه ورفضه المطلق ضد فوز حركة حماس في الإنتخابات التشريعية الفلسطينية الأخيرة، وما زال محتلاً للعراق وأفغانستان، وداعماً رئيسياً للإرهاب المنظم الذي تمارسه إسرائيل ضد الأمة العربية، خاصة في فلسطين والجولان وجنوب لبنان. وفي نفس الوقت يتحدث صباح مساء عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية المجتمع المدني والشريعية الدولية، وهو نفسه من يتجاوز على هذه الثوابت ويساهم في تعطيلها والإتيان على اي مبادرة تطالب بتفعيلها.

ومهما حاولت الدعاية الغربية، والتي بطبيعة الحال تنهل من المعين الصهيوني، إقناع الشارع العربي بشرعية توجهاتها ضد إيران وبرنامجها النووي، فلن تنجح لسبب بسيط، وهو دفاعها المستميت ، وبطريقة التحدي لكل معايير العدالة والمنطق، عن البرنامج النووي الصهيوني، والذي يعتبر أنه تجاوز مفهوم المشروع إلى حقيقة الدولة النووية، التي لا يقتصر تهديها على الوطن العربي فحسب، بل يتجاوز خطرها العالم الإسلامي، ليصل إلى منظومة شعوب ودول حوض البحر المتوسط.

صحيح أن هناك من يعتقد بجدية التوجه الغربي لمنع إيران من المضي قدما في برنامجها النووي، ليس لأنها تهدد مصالح الغرب، بل لأن الطفل المدلل « إسرائيل» يرى في توجه إيران النووي إحتمالية تهديد مصالح وجودها.

وحسب وجهة نظر علم السياسة، فإنه من الممكن أن يكون هنالك تناقض بين التوجهات السياسية الإيرانية والمطامع الصهيونية، إلا ان هذا التناقض يتلاشى أمام تطابق وجهتي نظرهما، إسرائيل وإيران، حول أطماعهما التوسعية تجاه الأمة العربية، سواء في فلسطين وأكنافها او في العراق والخليج العربي.

ولكن أين موقع العرب من هذا الصراع الدائر في أرضهم و حول مصيرهم وعلى مستقبلهم؟. لقد أضاعوا العراق الذي كان يشكل ذات يوم عامل توازن في المنطقة، واصبحوا بين»فكي كماشة» المصالح الصهيونية والأطماع الإيرانية، دون أن يحركوا ساكناً، وكأن القضية ليست قضيتهم او تتعلق بمصيرهم وأجيالهم القادمة.

وسواء أكان الغرب جاداً في تهديداته لإيران ام لا، فإن « سيناريو» الحالة العراقية لن يطبق على إيران، لأن العراق كان مطلوباً، كوطن وتراث وشعب وتاريخ ودور، بعكس الحالة الإيرانية التي لا تتجاوز مطالب الغرب منها أكثر من تغيير بعض السياسات. لأن الخلاف مهما تعمق بينهما، الغرب وإيران، لا يمكن أن يصل إلى حالة « كسر العظم» لان مصالحهما تلتقي في العديد من الأجندات المشتركة، وأولهما حالة عدائهما المتجذرة تجاه الأمة العربية.

على الغرب ان يدرك أن بضاعته « فاسدة،» وليس من السهل على شعوب العالم، خاصة الأمة العربية، أن تثق في طروحاته، طالما هو ذاته من يدعم أعتى الأنظمة دكتاتورية وأكثرها فساداً وتجاوزاً على مبدأ حقوق الإنسان وحرية المجتمع المدني. وعليه أن يكف عن إستخدام اوراق مكشوفة في علاقاته مع إيران، فقد تـأذى النظام العربي من تطابق سياستيهما بشكل كبير. فما يجمع الغرب وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى اكبر بكثير مما يفرقهما، وما إمعانهما في إذلال الأمة العربية، وتحقيق مصالحهما على حساب الوجود العربي، و التناغم بينهما حول الحالة العراقية إلا مثال أبلج على حلفهما غير المقدس.



Almajali74@yahool.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :