facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل المثقف ديمقراطي حقاً .. ؟


د.حسين محادين
29-06-2007 03:00 AM

* لا أعمم،ولا أنسى النصف الممتلئ من كأس الانجاز الثقافي للان ابتداء، ولكني أقول مجتهداً ؛محكان عامان بوسعهما الإجابة على السؤال أعلاه :
‌أ-درجة إقرار وإيمان المثقف نفسه بالتنوع الفكري والتحليلي الحر لدى الآخرين كحق لهم في حرية التنافس والتبني. ‌ب-مدى قبول هذا المثقف أو ذاك إجرائيا بالاحتكام الى معطيات صناديق الاقتراع تنافساً ونتائج ، واستمرار تعاونه مع هذه المؤسسة لاحقاً – بغض النظر عن نتائج الانتخابات – كتجسيد لإيمانه بالمؤسسية الثقافية كهوية اكبر من مجموع المثقفين الذين يتحدثون غالبا بأهمية الرابطة و بضرورة وجودها والحفاظ على دوام حضورها وتطويرها لأنها المظلة التي تُعبر عن صدقية إقرارنا بالتنوع الفكري والتكامل الأدائي الاشمل منا كأفراد كوننا شريحة طليعية في المجتمع الأردني من باب التفاؤل للآن كما أرى .

* ولعل السؤال الواخز هو ، هل ما يحصل في رابطتنا نحن الكتاب من استقالات بُعيد كل انتخابات يعبر عن نضج في الممارسة الانتخابية لدينا ، ولماذا تُفجعنا دوريا عدوى الاستقالات الجزئية من الهيئة الإدارية الفائزة للتو ؟ الى الحد الذي نجحنا فيه كأفراد وتكتلات في ترسيخ أعراف غير ديمقراطية وتصل الى ما هو اقل بكثير من صدقية الأسماء التي نختارها بحرفية لافتة _استثمارية و انتخابية معا_لقوائمنا وأطروحاتنا قبيل أي انتخابات ؛ هذه الأسماء او الرموز الوجدانية لا يمكن تقريبها أو اقرأنها بسلوكنا الموسمي أو الوصول الى تجسيدها على مسرح الثقافة الأردني دون تمثلنا الحقيقي لديمقراطية التشارك وتعظيم قيم الحوار حتى وأن كانت أسماء تجمعاتنا الثقافية في الرابطة تحت عناوين هي: القدس ،التجمع الديمقراطي ، القوميون .مشروع الائتلاف الثقافي .الخ،إذ ان بعض السلوكات السلبية كالاستقالات أو استئثار فئة دون غيرها بتسيير الشأن الثقافي والمطلبي لرابطتنا جميعا ستقود الى ضعف صدقيتنا امام الرأي العام المثقف والعادي على حد سواء ، خصوصا وأن جاءت بُعيد تمزيق أوراق المقترعين الذين وثقوا بالفائزين من قبل؛ فنبدو بنظر المتابع بأننا أبناء للبوس فكري متسلق على أمنيات الناس والوطن والأمة،فهل هذا ما يحدث فعلاً ؟ فجلنا ككتل لا نقبل بنتائج الاقتراع و لا نستمر في عضوية الإدارة إلا اذا كنا هم الأغلبية الفائزة فيها، وبالتالي الرئاسة لنا وحدنا دون غيرنا .
من وجهة نظر علم النفس الاجتماعي وبالتحليل العلمي أيضا؛ هذا هو الغاطس السلوكي الذي يمثل جذور موقفنا غير المنحاز – إلا باللفظ – الى الديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان ككتّاب –ولا أعمم مجددا- والدليل على ما ذهبت إليه مواقفنا المتشظية جراء عدوى الاستقالات المرشحة للمزيد ربما امام حدة النتائج بقضها وقضيضها.
* ترى... هل طعم السلطة التمثيلية والاعتبارية – وليس سلطة النص والموقف الثقافي الذي يتحذلق فيه جلنا- قد تبدد صدقيتنا ككتاب ومثقفين على الملأ كما يحدث عادة بعيد كل انتخابات عبر الاستقالات اللاحقة للنتائج ولعدة دورات انتخابية مضت ؟ اعتقد نعم ، فعدم قبولنا النتائج الانتخابية التي شاركنا فيها جميعاً تحت مظلة الرابطة او غيرها إنما هي الوجه الأخر لحقيقتنا الفاضحة بازدواجيات لا تجسد الإيمان بالديمقراطية وأهمية التناوب الطبيعي على قيادة الرابطة في ضوء نتائج الاقتراعات الدورية و المفترض أنها تمتلئ بروح التنافس وليس بمخالب الصراع في ما بين أعضاء الرابطة وتكتلاتهم ، خصوصا وان هناك تشابها يصل الى حد اجترار للأهداف والبرامج الانتخابية بين جميع المتنافسين على إدارة الرابطة في الوقت الذي نخفق فيه جميعا في تحقيق أهدافنا المكرورة أصلا منذ دورات انتخابية عديدة ومع هذا لم نسمع عن أي استقالات بسب هذه الإخفاقات المتلاحقة ؛ وكي لا أوغل اكثر ، احمد الله ان جُل المثقفين لم يتولى سلطة سياسية كبيرة بعد ، وان كان أهمهم وأكثرهم تأثيراً انتخابيا للان من يتولون ويتمولون من سلطات اقتصادية وسياسية وحزبية ضاغطة على زملاؤهم وأقرانهم الكتاب مثل دور النشر والتوزيع ، وبعض الصفحات الثقافية ، وأمناء عامون في الظل، ورئاسات لمنتديات وروابط واتحادات عديدة ينعمون على من يريدون عبر سلطاتهم تلك ويحرمون الآخرين من حقهم في الاختلاف الحواري معهم . وما ينشر في مطبوعاتنا العديدة من أحاديات فكروية وثنائيات شللية بأسمائها المكرسة ليس عن حواسنا ببعيد .
أخيرا... أتسأل كمواطن عادي( وكقارئ) ومستهدف بخطابكم كمثقفين ومبدعين وأنتم الطامحون لنيل ألقابا؛ كالمثقف العضوي والطليعي وغيره عبر تلك الرياضة اللغوية التي تمارسونها على مسامعنا وأبصارنا كل منكم حسب سلطته علينا كمتابعين . سواء سلطة مكتوبة كانت أم بصرية او حتى رسمية ؛ واتسأل مجددا ..هل يُمكنني القول أو الاستنتاج بناء على ماسبق بأن المثقف اكثر فردية عندما يمتلك السلطة من السياسيين الذين تهاجمونهم عادة؟ خصوصا بعد ذبول سؤالكم الباهت ككتاب ( ما هي حدود العلاقة بين الثقافي والسياسي ؟) الذي لطالما قذفتم به في وجوهنا نحن البسطاء من الناس وانتم الممارسون للسياسة اكثر من السياسيين المحترفين وهم الأكثر تصالحا مع أنفسهم منكم ، دون ان ننسى بان العدد القليل نسبيا من المثقفين الذين تولوا مهام سياسة مهمة في السلطة الاردنية قد أجابوا ضمناً على السؤال السابق، فلغة (التقية) الثقافية لدى معظمكم وبحكم التكرار عادة ما نسم– سراً وعلانية – بعض هؤلاء المثقفين وهم من زملائكم أصلا بنعوت اقلها أنهم غير ديمقراطيين وأنهم انحازوا للسياسي على حساب المثقف والذي تمنى ان يكون نقيضا لما مارستم عبر الاستقالات بكل ما يحمله هذا العرف البغيض من رفض للتعددية ولنتائج الانتخابات السلمية بحجج التفرغ للخراب _ولا أقول للإبداع _ الذي نتذكره بعد اغتصابنا وتجيرينا لأصوات الزملاء الناخبين من قبل هذا المستقيل أو ذاك أو حتى كتلته التي دعمته ولم تعلن محاسبته وبجرأة أدبية مطلوبة على استقالته أن كانت فعلا ضد هذه الممارسة .
أن هذا التحليل الصادم يجب ان يطال كل من يؤيد أو يصمت منا ككتاب عن تشجيع أو دوام مثل هذا الافتضاض لعفة هذه المزنه الديمقراطية لدى الكتاب والمثقفين المؤمنين بها وكي لا نصل الى مأساة موت الناخب في مداد أو استقالة زميله الكاتب؛ولحين وصولنا الى تحقيق هذه الأهداف المرجوة التي أسلفت أرى بأن نخفف نحن مسلحو الأقلام من غلواء خطابنا عن الديمقراطية وأهمية الحوار ، والخطاب المتعقل والتنافسي المغلف بالحرص على الرابطة وانجازاتها ضمن المسيرة الديمقراطية الواعدة في الأردن؛ ما دامت ممارساتنا أفرادا ومؤسسات لا تختلف كثيرا عن أولئك المتفردين بالقرار السياسي أو الاقتصادي الذي أشرت إليهم سابقا؛و مادمنا لم ننجح نحن للان بعد وبرغم استهلاكنا المظهري لكل هذه الكميات المهولة من الحبر اليابس وكل هذه الاغتصابات الكبيرة من قبلنا لعفة الورق الأبيض الذي يشي لنا أيضا انه بوسعنا_ اذا ما أخلصنا بحق لقضيتنا التنويرية المتنامية_ استخدمه لغير الاستسلام أو رفع الراية البيضاء في وجه هذه الممارسة القاتمة الواجب على كل منا إدانتها ولو قولا كأضعف إيمان وصولا لتجسيد القدوة الحسنة ديمقراطياً لدى أكثرنا ؛كما اقترح بأن نقلل من حديثنا عن سطوة المستأثرين في السلطات التي تخيم على معظم أقطار النامية أو المتحولة على استحياء متثاقل نحو تلك الديمقراطية التي يزعم كل منا انه الساعي لتجسيدها دون ان يؤيدنا الواقع بهذا السعي للان. لست متشائما ولكن واضح القسوة في تشخيصي للحالة كي لا تغدو مستقرة ضمن أعرافنا ومؤسساتنا كمثقفين ؛ ودعونا نتحاور ولكن دون تخوين أو حتى دون تعطيل لمملكة حواسنا الأصدق.
Dr_mahadeen@yahoo.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :