facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في غرفة رسول الله


ماهر ابو طير
06-08-2010 06:05 AM

كانت الدنيا رمضان ، والليلة ليلة القدر ، والساعة الثالثة فجراً ، وانا قادم من مكة المكرمة بعد ان اديت العمرة ، داخلا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة ، وهي ليلة لاتنسى في حياتي.

كان نصيبي جميلا ، فقد دخلت الى ذات الغرفة التي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والغرفة لاتفتح عادة للناس ، غير ان ظرفي كان استثنائيا لسبب ما.تلك اول مرة في حياتي ادخل فيها الى ذات الغرفة بدلا من الزيارة من الخارج ، كما كل الناس ، كان الباب مفتوحا ، وفي المدخل يقف رجال سمر اشداء بأيديهم الرماح ، ويلبسون اللباس الابيض وغطاء الرؤوس الاخضر ، وهم طبقة "الاغوات"وهي طبقة تتوارث نظافة الغرفة وخدمة المسجد النبوي عبر الاباء والاحفاد ، منذ مئات السنين.

دارت الدنيا بي في تلك اللحظات.هذه غرفة عائشة.هنا رسول الله.هنا مشى.هنا نزل الوحي.هنا صلى وصام.هنا ضحك.هنا ناجى ربه.هنا كان ينام.هنا كانت اقدامه على الارض.هنا كان يقرأ القرآن.هنا بكى.هنا كان يستغفرالله.دارت بي الدنيا.فقد نلت الدخول الى داخل الغرفة لسبب ما في ليلة القدر في رمضان.وكانت تلك اول مرة في حياتي.وتكررت مرتين في عامين لاحقين في رمضان ايضا ، بحيث دخلت غرفة الرسول ثلاثة مرات في حياتي ، وهو حظ عظيم بحمد الله.اديت العمرة مرات كثيرة وزرت المدينة مرات كثيرة ، غير انني دخلت الى داخل غرفة رسول الله ثلاث مرات فقط.

تقف عند رسول الله.تبكي.تدمع عيناك.يقشعر بدنك.تولي وجهك وقلبك للقبلة لتدعو الله.لاتصدقون انني كل مرة في دخولي الى غرفة رسول الله كنت انوي ان ادعو لاشياء كثيرة.اغلبها دنيوي.كان لساني وقلبي يتوقفان عن تذكر كل هذه الاشياء بطريقة لاافهمها حتى الان.ينعقدان.فقط ينطلق لسانك وقلبك بالدعاء للاخرة ، ولدينك وتوبتك.وتنسى بقدرة الهية كل شؤونك الدنيوية.تطير عن وجه الارض في ذاك المكان.وكأنه مركز الكون.لاتصدقون انك تتذكر كل ذنوبك في لمحة.فتخجل ايما خجل امام حبيبك.وتقول له:الصلاة والسلام عليك يارسول الله.

الصلاة والسلام على الرسول صلى الله عليه وسلم تعرض عليه ، من امته ، خصوصا في يوم الجمعة ، حتى لو كنت في الصين او الهند او السند ، والذي يزور رسول الله عبر باب السلام في المدينة المنورة يمر عبر ممر طويل ويسلم على الرسول ، ويزور الروضة الشريفة ويصلي بها.غير ان شعورك يبقى مختلفا ، لانك تدخل الى داخل الغرفة التي عاش بها الرسول ودفن فيها.وهي حظوة لاينالها كثيرون.وان ينالها العبد الصالح بعبادته حتى لو كان في اخر الدنيا.غير ان انفاس الغرفة الشريفة تدخل قلبك ، وتصير في انفاسك ، وكأنك تخلع كل ظلمانية قلبك ، في لحظات.

دخلت الى الغرفة ثلاث مرات في حياتي ، والثلاث مرات كن في رمضان وفي ثلثه الاخير ، تعتذر لربك عن افعالك وخطاياك.سخطك وتذمرك وتقلب وجهك في السماء.تعتذر عن الشرك في النية او الهمة او القصد او الاعتقاد او العبادة او العمل.تعتذر عن صغائر الشرك في رد الخير الى غير صاحبه.ينشق قلبك حزناً على حالك.يأخذك الزمن الف واربعمائة عام الى الوراء.وكأنك في الغرفة يوم كان رسول الله فيها.تندم اشد الندم على افعالك وضيق خلقك وانت عند من خاطبه الله "وانك لعلى خلق عظيم" تندم على ضيق خلقك وسوء اخلاقك ، وتتمنى لو يخرج قلبك من صدرك فتغسله في عالم اخر فيعود نقياً كما الثلج.

كدت في مراتي الثلاث ان اقول لمن معي اتركوني هنا ، وفي تلك الغرفة ، سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه الكريمين ، ابي بكر وعمر ، رضي الله عنهما وارضاهما ، بينك وبينهم لامسافة فاصلة.تنهمر دموعك على وجهك.وتتذكر ان محمداً صلى الله عليه وسلم حبيب الله ، اولى ان يتم اتباعه في دينه وسلوكه واخلاقه وقواعده ، سراً وعلنا ، وان نكون من ذوي الاخلاق الحسنة ، وان يبعد الله عنا الشك والشرك والارتياب والاضطراب وسوء الخلق والخاتمة.

في تلك الزيارة ، وكأن محدّثا في قلبي يقول اذا كان الرسول بقدره الكبير كان يستغفر من الذنوب هنا ، فماذا اقول انا ، وهل سيكفيني الاستغفار ، واذا كان الله بجلاله وعظمته يقول للرسول "ليغفر لك الله ماتقدم من ذنبك وماتأخر" فماذا سيقال لنا نحن ، وهي خواطر بقيت في قلبي حتى يومي هذا ، تستفيق كل حين ، خصوصا ، عندما يقترب شهر رمضان.

اللهم اجعلنا من "بيض الوجوه" يوم الوقوف بين يديك ، واسقنا من يد رسولك سقيا رضى.

mtair@addustour.com.jo





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :