facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بين مغترب ومغترب


عاطف الفراية
01-07-2007 03:00 AM

أسبوع يفصلني عن زيارة الوطن بعد عام مضى، وشيء من الوجل يعتريني من حجم التغيير الذي طرأ على البلاد والعباد في عام ، الجرائم التي تكاثرت.. ظاهرة الانتحار التي سادت في الآونة الأخيرة.. طالبو الأتاوات الذين بلغ بهم الحال إلى إطلاق النار.. الفساد الذي استشرى أكثر بعد تشكيل هيئة لمحاربته.. الفقر الذي تعمق.. الأسعار التي جنّت..ثقافة التعطّي التي تغلغلت.. استئساد الحكومة على الشعب الفقير لاسترداد هيبتها منهم والتسامح في أمر هيبتها مع غير الفقراء .. الجيل الهوليودي الذي أصبح يستسهل اقتحام قاعة تخريج فيها زملاء وأساتذة بسيارة على طريقة جيمس بوند.. عنف الجامعات الجديد بالنسبة لي.. استمراء الناس للعبة الانسحاق تحت قوانين الانتخاب المسرحية الهزلية والبحث في ثمن الصوت.. انتهاء مشمشية أسعار الدجاج بما يخلق رغبة عارمة بإشاعات جديدة عن إنفلونزا أخرى.. رائحة نفط يتشههاها كأنها العطر شعب محروم ترفض حكومته أن يصبح يوما ما من (الشبعانين) وتتاجر وتتأبى وتتمنع ولا أحد يدري لصالح من؟ وجل يعتريني حين أتذكر أن عليّ أن أقود سيارة لأكثر من ثلاثين ساعة لأن الإجازة لا تحتمل إضاعة الوقت في المحطات والباصات .. وأنني حتى الآن لا أعرف أين سأنام لأن أقل شقة أو غرفة مفروشة أبلغني عنها الأصدقاء تتطلب سبعماية دينار في شهر ونصف..
وجل يعتريني حين أتذكر أن عليّ أن أراجع أكثر من دائرة حكومية لأعامل كمغترب. ويكفيني رعبا أنني سأقف للسنة (العاشرة) في طابور على قسم الرواتب في التربية لأثبت (للمرة العاشرة) أنه ليس مطلوبا من زوجتي شيء لقسم الرواتب..
وجل يعتريني... وأنا أ ..
صوت: (هي..هي.. وين رايح.. اصحا )هنا تماما يقطع خميس بن جمعة رومنسيتي التي بات يكرهها فيّ ليعيدني إلى الموضوع.. موضوع الاغتراب الأردني في حلقته الرابعة.
الاغتراب مشروع وطني لدى بعض الدول العربية، بعضها لديه وزارة خاصة للمغتربين، ولا تتوقف الخدمات القنصلية في دول الاغتراب على تجديد الجوازات والهويات ودفاتر العائلة وتسجيل المواليد وما إلى ذلك من خدمات الأحوال المدنية، الاغتراب لديهم مشروع متكامل ومدروس، مواطنهم المغترب يحظى برعاية دولته كأنه فيها.
مثلا...الموظف المصري المغترب يترفع بدرجته التي يستحقها حسب سنوات خدمته وهو مجاز بدون راتب، تماما وفي كتاب ترفيع واحد مع زميله الذي لم يغادر مصر، كل المطلوب منه أن يدفع سنويا الرسوم والتأمينات التقاعدية المطلوبة بالدولار.
بينما المغترب الأردني يتوقف حقه في الترفيع بمجرد مغادرته المملكة، فلو غاب مائة عام فإنه يعود للأردن على الدرجة التي غادر الأردن عليها ويبدأ من جديد، فيكون تلاميذه..مثلا.. مدراء عليه ويكون قد تقدم في السن والمهمات الموكولة إليه كالمهمات الموكولة إلى أبنائه.. والغريب أن إجازته لا تجدد قبل أن يدفع المطلوب منه كأنه على رأس عمله!!
هذا عن الترفيع، فماذا عن احتساب سنوات الاغتراب في الخدمة؟ المصري.. (مرة أخرى مثلا..) قد يعود فيجد نفسه أنهى المدة المطلوبة ويتقاعد فورا..
الأردني يعود مخصوما من عمره كل سنوات اغترابه ولا يحسب منها شيء إلا إذا كان معارا.. وحتى هذا يعار خمس سنوات يحسب منها ثلاث!!!
المغترب الأردني له معنى واحد في الأردن، أن يحول عملة صعبة فقط..
المغترب الأردني يدفع أضعاف الرسوم التي يدفعها الأردني في بلده تحت مسمى خدمات قنصلية.
المغترب الأردني يدفع رسوم المغادرة كلما زار بلده وأراد العودة
المغترب الأردني يدفع تأمينا لا يستفيد منه شيئا على سيارته، عن الشهر الواحد في الأردن ما يعادل تأمينها نصف عام.
المغترب الأردني يدفع ثمن ثلاثة جوازات سفر فقط من أجل إضافة مولود جديد لجوازه، (ويعتقد خميس هنا أن الذي قرر الرسوم هو مسؤول تحديد النسل وليس الخارجية)
آخر صرعة: المغترب الأردني أثناء زيارته للأردن إذا جدد جواز سفره (قبل انتهائه) ليتخلص من تجديده في القنصلية يدفع للأحوال المدنية في الكرك ـ مثلا ـ ضعف الرسوم !!!
والله العظيم.. تصدقوا؟ صارت معي ومع خميس في الصيف الأخير.
وقلنا للموظف: حسابيا الجواز ( مش خالص) بقي فيه سنة ونريد تجديده، ولا نطلب أن تعيدوا لنا شيئا من (القروش) التي دفعناها عن السنة المتبقية ـ مع أنه مطلب منطقي ـ لكن لماذا ندفع ضعف الرسوم ونحن في الكرك ولسنا في القنصلية العتيدة؟
أجاب ببساطة وبكل صراحة: نحن نعرف أن المغترب فقط هو من يستفيد من تجديد جواز ساري المفعول.. وعلى هذا الأساس نستوفي ضعف الرسوم لكي نجنبك الذهاب إلى القنصلية، يعني( في الحالتين ودك تدفع أكثر.. عالصندوق وانتو ساكتين أحسن ليكو)
( ورحنا عالصندوق واحنا ساكتين.. ليضربنا كف واللا شوت)
http://atefamal.maktoobblog.com/
0776140495 عمان








  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :