facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القدس الغائبة


طاهر العدوان
15-08-2010 04:54 AM

ايام الوحدة بين الضفتين, كنا نشاهد »باصات« للحجاج العرب من بلاد الشام والعراق العائدين من فريضة الحج وهي تعبر الجسور الى القدس لاستكمال الفريضة بالصلاة في المسجد الاقصى. في رمضان, كانت الاذاعة الاردنية تنقل على الهواء صلاة التراويح من المسجد المبارك, واذكر ان الازهر كان يرسل احد كبار المقرئين الى القدس في كل رمضان.

في الاسلام, هناك 3 مدن مقدسة. هي مكة المكرمة والمدينة المنورة, والقدس الشريف, ويذكر الحديث النبوي ان الصلاة في المسجد الاقصى تساوي 500 صلاة في اي مسجد آخر, بالطبع باستثناء المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة. وللقدس موقع مهم في العقيدة الاسلامية لانها المكان الذي عرج منه النبي الى السموات السبع في ليلة الاسراء والمعراج.

لهذا ولغيره من اوصاف القدس الشريف, نقل عن الجنرال الصهيوني اسحق رابين, قلقه الشديد من المستقبل بعد ان اطبقت قواته على القدس واحتلت الاماكن المقدسة في نكسة حزيران عام .1967 لانه اعتقد بان احتلال المدينة سيعقد مشاكل اسرائيل مع العرب والمسلمين. لكن رابين عاش ربع قرن منذ حزيران فيما لم يجد ما يبرر قلقه ومخاوفه, بعد ان تجرأت اسرائيل اعلان توحيد المدينة كعاصمة ابدية مزعومة لها.

في رمضان هذا العام, وككل الاعوام السابقة تُنقل على الهواء مباشرة صلاة التراويح من المسجدين, في مكة والمدينة, فيما يستمر غياب الاقصى تحت وطأة الاحتلال والتهويد والاستيطان ومحاولات عزله ونزعه من قلب العقيدة الاسلامية. وكم تألمت وانا استمع لدعاء صلاة التراويح من امام مكة في نهاية صلاة التراويح ليل الجمعة, عندما لم اسمع منه اي اشارة بالدعاء او الذكر للقدس الشريف واهلها, القّلة الصامدين بوجه اقذر احتلال وأعتى عنصرية في التاريخ. لقد شعرت بمأساة غياب المدينة من الحاضر العربي والمسلم حتى في شهر رمضان.

في كل جمعة من ايام رمضان يتدافع المقدسيون والفلسطينيون الى المسجد الاقصى لتخطي حواجز الاحتلال, ومحاولة الافلات من قرارات الحظر عليهم, خاصة من هم دون سن ال¯ ,40 الذين تمنعهم سلطة العدو من الصلاة, وغير هذه الصورة التي تتكرر كل جمعة فان القدس غائبة عن رمضان كما عن غيره من شهور السنة.

لماذا لا يبادر التلفزيون الاردني, وايضا فضائيات العالم العربي الآخر, التي لها مكاتب واجهزة وصحافيون في القدس المحتلة الى نقل صلاة التراويح على الهواء, وايضا صلاة كل جمعة. فهذا ان كان تطبيعا فماذا يقال عن نسيان مدينة وتاريخ وعقيدة والتصرف وكأن الاحتلال ليس مغتصباً لثالث أقدس ثلاث مدن عربية واسلامية!!

الاحتلال الاسرائيلي هو من يريد اطفاء جميع الاضواء عن المدينة المقدسة حتى يستفرد بها فيما هو منشغل باقصى طاقاته في مشاريع تهويدها, وما هو اخطر هذا الزحف الخطير لتدمير الاقصى عبر الانفاق ومن خلال بناء المستوطنات في الشيخ جراح وسلوان وتدمير المقابر الاسلامية تمهيدا لبناء الهيكل.

لقد لمسنا, كصحف خطورة التعتيم الاعلامي على القدس والمسجد الاقصى, وذلك في الاشهر الاولى من هذه السنة, عندما كان الشيخ رائد صلاح وعدد من ابناء الجليل والناصرة يعتصمون في المسجد لمنع قطعان المستوطنين من اقتحامه, كنا نبحث عن صورة في وكالات الانباء تُظهر مقاومة المعتصمين لقوات الاحتلال فلم نجد, وكنا نفتش عن تغطية اخبارية حيّة في الفضائيات لكن ستار العزلة كان مفروضا بقوة.

الاقصى محاصر, والقدس الشريف محاصرة, وكم هما بحاجة الى اسطول فضائي لكسر الحصار وفضح اساليب اسرائيل وانتهاكاتها. وليس هناك افضل من نقل الصلوات, الاسلامية, خاصة في رمضان الى العالم, وكما فعل خطيب الاقصى امام السادات عندما صلى في الاقصى, هناك فرصة لقول شجاع يعيد المشاعر العربية والاسلامية بقوة الى الارتباط بالمدينة المغيّبة. ويعيد الوعي بقضيتها الى القلوب والعقول الغائبة.0


taher.odwan@alarabalyawm.net

العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :