facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سياحة داخلية جدّا


احمد حسن الزعبي
02-07-2007 03:00 AM

في كل صيف تجتاح صفحات الجرائد إعلانات السياحة والرحلات وعروض العطلات في المصايف العربية والأجنبية بشكل لافت للنظر، تجعل الفرد منّا لا سيما -الماكل روح الخلّ- يبحر في خياله الى أبعد حدّ ،و يقضم نصف شاربه مثل كحل الليل قهراً وفقراً..كل صباح نبحلقفي إعلانات السياحة ، نتمعّن بالعروض جيداً - في الصفحات الوسطى تحديداً - هناك إعلانات ضخمة / الوجهة الى اسطنبول ، مكتوب بخط صغير للغاية الفرد الواحد 270 ديناراً في اسبوع - يا بلاش - لكن إذا كانت العائلة مكونة من سبعة أفراد فذلك يعني أننا سننفق 1900 دينار في سبعة أيام ،أي راتب سبعة شهور لموظف أردني من مرتبات القطاع عام ، الأفضل أن نلغي الفكرة قبل أن نتأكد من حاصل الجمع والضرب الأخيرين .

لنكتفي بالخيال فقط ، أحكّ شعر صدريقليلاً وأتخيّل مدينة السلاطين / اسطنبول بسحرها وجمالها ،أتخيّل نفسي بدشداشتي البيج نص كم والمفروطة من جنبها الأيمن ،بيدي كيس بوشار طويل و العيال قربي على حالتهم الطبيعية ، نركب جميعاً عربة خيل مزركشة وعربجي له شارب مفتول منحدر من سلالة تركية عريقة وسروال عريض وكرباج لا يستخدمه أبداً ، فالخيل تحفظ طريقها عن ظهر حافر ،والشوارع مبلّطة هناك منذ القرن العاشر،الجو لطيف ، والأشجار على جانبي الطريق مفرطة في الخضرة والسماء أكثر زرقةً من أي مكان آخر، والسياح أمثالنا كثر ...تصطف العربة أمام الفندق فأعطيه بقشيشاً 100الف ليرة تركية عن روح أمواتنا -يا هملالي - هنا يتوقف الخيال مع توقف الاعلان فأقلب الصفحة على إعلان آخر .

في الصفحة التالية من الجريدة هناك اعلان للسفر الى مارمريس ، نبحر في الخيال أيضاَ . أصرّ أحد الأولاد العام الماضي على أن يسبح ببنطلون الرياضة في مارمريس،قلت له نحن في مارمريس يا بيي وليس في حمامات ماعين فلم يستوعب الفكرة، وأصر على ان يسبح ببنطلون الرياضة ، وبالفعل ما أن غزّ رأسه في البحر حتى طاش بنطلونه على وجه الماء وبقي القاروط زقوقح مثل الجن ، ثم غادر بنطلونه خارج مياه تركيا الاقليمية وأحدث مشكلة أخرى في التفاوض بين الأتراك والقبارصة اليونان- لاحظوا تمدد الخيال يتبع تمدد الوجهة - أقلب الصفحة على إعلان آخر مع تنهيدة يا هملالي..أأأا في الصفحة الثالثة ، هناك اعلان عن السفر لماليزيا تحديداً جزيرة لنكاوي ،السعر مناسب لكن المشكلة بأصوات الطيور العالية وقت الظهيرة التي تزعج المصطافين ، وشدة تيارات الهواء القوية التي تنغصّ عليّ الاستلقاء على رمال الشاطىء ، كما أذكر أن آخر العنقود في السفرة الماضية كان قد سمط سائحة فرنسية بزجاجة كولا فـفقش رجلها ..لذا حلفت يميناً غليظاً أن أعود بهم الى الأردن بأقرب فرصة..هنا انتهى الإعلان فأقلب صفحة الخيال والمنجقة على أنغام الأوف والـ يا هملالي من جديد..

وعندما ينتهي رصيدي من الخيال ، تسقط الزنوبةمن رجلي اليمين ، وأجدني لا زلت في مكاني بغرفة الجلوس ، أرتدي ذات الدشداشة البيج نص كم المفروطة من جنبها الأيمن .

أنادي الأولاد جميعاً ..أحجز لهم شمّة هوا على البرندة ، و (أذبح) لهم بطيخة انتاج مزارع الديسي، وأشوي إبريق شاي ع البابور..وأجعلهم يستمتعون بصوت السنونو البلدي وقت الغروب ممزوجاً بموسيقى بائعيالغاز...الى أن تغيب الشمس ، فأعود بهم من البرندة الى غرفة الجلوس وقد انتعشوا وغيروا جوّا وانبسطوا أيما انبساط. و(عمر لا حدا حوّش).

ahmedalzoubi@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :