facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إعلام وحكومات


ماهر ابو طير
18-08-2010 03:44 AM

علاقة الاعلام بالحكومات المتتالية على مدى عشرين عاما ، علاقة غريبة ، وهي علاقة مضطربة وغير ثابتة ، وتتعرض الى تقلبات كثيرة.

مرات يريدون الاعلام حراً ناقداً ، ومرات يريدونه طيعاً مطواعاً ، ومرات يعاملونه على اساس الترغيب والترهيب ، وهكذا مرت آخر عشرين سنة ، والاعلام يتعرض الى تقلبات صعبة وقاسية ، جراء عدم تعريف العلاقة بينه وبين الحكومات.

اذا كان الاعلام يخطئ احيانا في ادارة علاقته مع الحكومات ، فان الحكومات ذاتها ترتكب الاخطاء الاشد مرارة ، وقد شهدنا تغيرات كثيرة على قانون المطبوعات والنشر ، وعلى قوانين اخرى ، بحيث يتقافز الصحفي بين عقوبتي السجن او الغرامة المالية.

ترسيم العلاقات بين الاعلام والحكومة ، ترسيم تلجأ اليه الحكومات ، وهو ترسيم غالبا ما ينهار من جانب الحكومات ، التي تريد اعلاماً يمارس دوره ، وحين تتضايق منه ، تريده اعلاماً تابعاً وبوقاً ساخناً.

الاعلام لا دور وظيفياً له كما يقول البعض ، فهو ليس غرفة في الحديقة الخلفية لوزارة الاعلام الموءودة ، ومهمه الاعلام هي التأثير وكشف الحقائق واعلام الجمهور والمؤسسة عما يجري ، لا ممارسة السحر وقلب الاسود الى ابيض.

لا دور وظيفيا للاعلام بمعنى التصفيق والتلميع والتبرير ، واي ادوار من هذا القبيل مكشوفة شعبياً ، ولا قيمة لها ، لان لدينا جمهوراً واعياً يقرأ ما خلف السطور والحروف والارقام ، وقد قيل للحكومات مرارا ان علاقتها مع الاعلام يجب ان تبنى فقط على المكاشفة ومنح المعلومات ، وغير ذلك يكون اعلاماً على طريقة "كتفاً سلاح" في الدول الشمولية ، بلا معنى ولا مستقبل ايضا.

"كتفاً سلاح" تعني ايضا الانضباط والتشابه والتراتبية ، وهذا يعني ان المطلوب ان تكون الصحف اليومية والاسبوعية ومواقع الانترنت والاذاعات ، نسخة واحدة من الالتزام بنفس الرسالة الاعلامية ، وهو اعلام مرفوض بهذه الطريقة.

اساسا يتم اتهام الاعلام شعبياً بأنه يخفف الصورة السلبية ، وانه يزين القبائح ، وفي حالات يحجب الاعتراضات والاحتجاجات ، والمفارقة انه برغم هذا الرأي الشعبي الذي يلخصه المواطن بتعبير "حكي جرايد" الا ان الحكومات ايضا غير راضية عن اداء الاعلام ، وساخطة عليه في حالات كثيرة.

هذا يعني ان الاعلام مثل "معيد القريتين" فلا هو هنا ، ولا هو هناك ، لانه احتار في موقعه ، وسمح لغيره ان يحدد موقعه في حالات.

حل هذه العقدة يكون بترسيم حاد وواضح لدور كل سلطة ، وعدم التداخل بين الادوار ، وانهاء سياسات الترهيب والترغيب ، وان يشتغل كل واحد شغله ، ولا يركب على ظهر الاخر ، وعندها يكون اعلامنا حراً وطبيعيا.

الاعلام ليس فرقة موسيقية ، واذا اردتموه هكذا فلن تجدوا جمهوراً يسهر ويسمع.

mtair@addustour.com.jo

الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :