facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أسعار رمضان .. المواطن مسؤول ايضا


طاهر العدوان
19-08-2010 03:24 AM

يطلب الناس من الحكومة ان تتدخل لتخفيض الاسعار في الشهر الفضيل, لكنهم لا يطالبون انفسهم بالتدخل للقيام بالعمل ذاته, رغم ان واقع الحال في الاسواق يؤكد بان التجار اقوى من الحكومة في عملية تحديد سعر المواد الغذائية. فالحكومة لم تعد مستوردا كما كانت ايام وجود وزارة التموين, كل ما تستطيع فعله اللجوء الى لعبة العرض والطلب بان تشجع استيراد سلعة ما لتعمل على تخفيض سعر ما يوازيها في السوق, وهذه مسألة غير متاحة دائما لان التاجر ايضا, هو الطرف القادر على الاستيراد وبالتالي فانه يبقى المتحكم بالعرض والاسعار.

المسألة تتعلق بثقافة الاستهلاك في شهر رمضان. ولقد قرأت احصائية مصرية عن كمية السلع التي يستهلكها المصريون في هذا الشهر تظهر تضاعف الكميات الى حد كبير جدا, من لحوم وسمن وخضار وسكر وارز.. الخ. وهو ما يدفع الى التساؤل: اذا كان الانسان يتناول في الايام العادية (3) وجبات يوميا, غير ما يتخللها من ساندويشات وتحليات, وفي رمضان يتناول الصائم وجبة ونصف (فطور+ سحور) فما سر هذا الارتفاع الكبير في حجم الاستهلاك? اذ من المنطقي ان ينخفض السعر لا ان يرتفع!!

الجواب لا يحتاج الى حسابات. فالواقع ان رمضان لم يعد شهرا خالصا للعبادة عند اغلبية الناس, انما شهر لتناول شتى اصناف الطعام, وحدهم الفقراء وافراد الطبقات المستورة, من يدفع ثمن (عبادة الطبقات الميسورة) وثقافتها الدخيلة على الدين عندما يقدم المستهلكون ممن يملكون, على تحويل مائدة افطار رمضان المنزلية الى (بوفيه) يصلح لاقامة حفل استقبال لعدد يساوي (5) اضعاف عدد الاسرة الواحدة.

ما الذي يجبر مواطنا على شراء ضمة البقدونس اذا كان سعرها 40 قرشا, او الخيار عندما يبلغ سعر الكيلو دينارا, واللحمة عندما يصل سعرها الى 12 دينارا للكيلو, بالتأكيد لا شيء غير (شهوة النفس وحركات المعدة والامعاء) عند من يصوم ويشغل تفكيره طوال النهار بما سيملأ به معدته من اطاييب الشراب والطعام عند الافطار والسحور. البدائل متاحة دائما في انواع الطعام فلماذا التكالب على سلعة يعرفون ان التاجر يستغلهم بها افظع استغلال!!

إذا امتلك المستهلك الميسور وغير الميسور ثقافة الشعور بالواجب تجاه الآخرين من الصائمين, خاصة الفقراء, وهي احد المعاني السامية لرمضان, فان قراراته الاستهلاكية ستساهم في تخفيض الاسعار عندما ترتفع بطريقة غير مبررة وذلك بمقاطعة السلعة (المجنونة) او الحد من كمية استهلاكها, الامر الذي سيرغم التاجر على وضع السعر العادل على سلعته, واستعير كلمة (المجنونة) من وصف المصريين للبندورة لانها تكون رخيصة في وقت ما, ثم ما تلبث ان تقفز اسعارها بشكل مفاجئ.

حدث في اليابان قبل سنوات, ان الولايات المتحدة ضغطت على الحكومة هناك من اجل فتح اسواقها للارز الامريكي وازالة العوائق الجمركية وغيرها من امامه مما سيحقق للمزارع في الولايات المتحدة ارباحا طائلة بسبب اعتماد اليابانيين على الارز كسلعة غذاء رئيسية. ما حدث ان النساء اليابانيات, وليس حكومة طوكيو, هن من افشل هذه المحاولة الامريكية, عندما قررن كمستهلكات عدم شراء الارز الامريكي والاصرار على ما تعودن على تقديمه في مائدة الطعام.

التهافت على السلع هو الذي يرفع الاسعار, وعندنا مثال, هو الاسواق الموجودة في الاحياء الشعبية, هناك اسعار الخضار اقل بكثير مما هي في احياء عمان الغربية, والسبب بسيط, وجود فائض من المواد الغذائية امام مستهلكين لا يملكون متعة اقامة سفرة رمضانية فيها 10 اصناف بسبب محدودية الدخل. وفي الواقع, من يدب الصوت على ارتفاع الاسعار هم انفسهم الذين يتسببون بالغلاء الفاحش في كل رمضان.
العرب اليوم
taher.odwan@alarabalyawm.net





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :