facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




احتفال بايدن في بغداد ومظاهرات في واشنطن ضد المسجد!


طاهر العدوان
01-09-2010 04:17 AM



الجميع يشارك رئيس القائمة العراقية اياد علاوي قلقه من ان تعود الحرب الاهلية في بلاده. وفيما يُجْرِي الامريكيون احتفالا في بغداد بحضور جو بايدن نائب الرئيس الامريكي بمناسبة انسحاب 100 الف جندي, فان بقاء اكثر من 50 الف جندي حتى نهاية العام المقبل, منتشرين في 93 قاعدة برية وجوية يجعل من هذا الاحتفال مهرجانا "للضحك على الذقون" فالعراق لا يزال يعيش حالة انقسام طائفي وعرقي اضافة الى الانقسام السياسي الحاد وذلك بعد 7 سنوات من الاحتلال مما يؤكد ان "المهمة الامريكية لإزالة الديكتاتورية ونشر الديمقراطية", كما وصفها جورج بوش, لم تكن في الواقع الا اقذر المهمات الاستعمارية في تاريخ الشرق الاوسط منذ ظهور الاساطيل البريطانية والبرتغالية والفرنسية في اعالي البحار قبل اربعة قرون, حيث يسجل التاريخ هجوم الغرب على الشرق لنهب ثرواته وفتح اسواقه واستعباد شعوبه.

لا شيء حدث في العراق منذ ان وَطئته جيوش الغزو الاستعماري في عام 2003 يسحق الاشادة او الفخر, فما لحق بسمعة امريكا في السنوات السبع الماضية من سوء بين شعوب العالم العربي والاسلامي يصعب محوه او ازالته باحتفال تظاهري برعاية جو بايدن. فالمشاعر الحاقدة على الامريكيين في العراق وخارجه من افغانستان وباكستان حتى مشارف الاطلسي هي اكبر واوسع من تلك التي ولدّتها هجمات 11 ايلول الارهابية على نيويورك بين الامريكيين.

وعندما تشاهد شعوب المنطقة رد الفعل الغاضب في الكونغرس والجمعيات والصحف على مشروع بناء مسجد في "منهاتن" بالقرب من موقع برجي التجارة العالمية, وهو رد فعل غاضب يتحدث عن الالام التي لا تنسى, فان العقل العنصري وحده, من يتجاهل الاثار المدمرة, النفسانية والمادية, التي خلفها الاحتلال الامريكي للعراق, في حرب وصفها الرئيس اوباما بانها حرب غير مبررة, وان امريكا هي التي ذهبت اليها.

لا يريد الامريكيون نسيان ارواح ضحاياهم الثلاثة آلاف في 11 ايلول, وهذا حق لهم, لكن من باب المساواة الانسانية, عليهم ان يتفهموا بان العراقيين والعرب لن ينسوا بان الاحتلال, الذي قام على معلومات استخبارية مُخْتلقة. قد خلف تدميرا كاملا لأعرق بلدان الشرق الاوسط حضارة وتقدما, ولم يسقط في هذا الغزو الاف, كما حدث في منهاتن, بل مليون قتيل, و 4 ملايين لاجئ, وملايين اخرى من الارامل والجرحى العراقيين, فيما تمت اعادة البلد الى القرون الوسطى. وقبل ايام عندما كانت الكرة الارضية تشتعل بدرجات حرارة غير عادية, من موسكو الى اواسط افريقيا, كان العراقيون "يُسْلقون" بلهيب شمس تجاوزت حرارتها الخمسين درجة مئوية ويشربون الماء الساخن في غياب انقطاع شبه كامل للكهرباء.

يحتج بعض الامريكيين ويتظاهرون بتشجيع من منظمات اللوبي الصهيوني ضد بناء مسجد قرطبة في منهاتن بزعم انها تسيء الى ارواح ضحايا 11 ايلول, رغم ان القائمين على بناء المشروع اراودا من خلال اسم "قرطبة" احياء الصلات التاريخية والتواصل بين الشرق والغرب, بين الاسلام والمسيحية, كما كان في قرطبة على مدى ثمانية قرون من الحضارة العربية في اسبانيا.

غدا, لا نعرف ماذا سيكون عليه رد فعل الامريكيين, اذا ما احتج العراقيون عند حصولهم على الاستقلال الفعلي, على وجود علم امريكي في بغداد!! وهذا نوع من الاسئلة التي يفترض ان يتداولها السياسيون المستقلون والمثقفون واصحاب الرأي المستقل في المجتمع الامريكي.

ان تصريحات اوباما المؤيدة لبناء مسجد قرطبة تؤسس لمستقبل تتم فيه المساءلة عن جريمة غزو العراق وتدميره. هذا اذا ارادت الولايات المتحدة ان تحافظ على مستقبل العلاقات مع العالمين العربي والاسلامي. لانه من دون موقف اخلاقي مسؤول في واشنطن يعترف بالمسؤولية عن اقذر استعمار نزل كالكوارث على العراقيين فان التطرف والارهاب وردود الفعل الهوجاء المدمرة ستحكم الى وقت طويل مسار علاقات الشرق بالغرب.


taher.odwan@alarabalyawm.net
العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :