facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن الاصلاح الذي غاب


سامي الزبيدي
01-09-2010 05:25 AM


بعيدا عن اللحظة السياسية الراهنة بثقلها وتعقيداتها على عالمنا العربي فان الحديث عن «المعارضات» كمفهوم ملتبس يخرجها عن سياق دلالاتها التي تعارف عليها العالم اذ اننا ورغم كون غالبية النظم العربية تشبه كل النظم التي تقبل وجود معارضات داخلية غير ان هذا القبول لا يزال يصنف المعارضة على انها نبت شيطاني ينبغي التطير منه وهذا التطير موجود ايضا لدى المعارضة في النظر الى الموالاة بحيث بنت هذه الحالة سورا عاليا بين الشريكين.

لا موالاة مطلقة كما ان لا معارضة مطلقة في النظم التي تتداول السلطة سلميا في حين تتكلس مفاصل الحالتين حينما تتعطل لغة الحوار بين الطرفية وكذلك حين تغيب آليات التداول لمواقع صناعة القرار.

بين المعارضات والموالاة الطريق غالبا ما تكون في اتجاه واحد بين الحالتين وهي اوضاع شاذة رغم ديمومتها بحيث يكون انتقال الفرد من ضفة الى اخرى نهائيا لا يسمح له بالعودة، فالمعارض اذا ما التحق بصفوف الموالاة فانه يحتاج الى فترة للتأهيل النفسي والسياسي في وقت يفقد فيه ثقة زملاء الامس لانه انتقل – حسب رأيهم – الى خندق الخصوم .

ينقسم المشهد السياسي حين يغيب التداول السلمي للسلطة الى عالمين لا اتصال بينهما فينتج كل عالم مفرداته ولغته واعرافه التي تقوم بالضرورة على نفي الاخر ورفضه تماما وهذا يصبح بمرور الوقت أمرا مقبولا بل ومرحبا به.

غالبا ما تقول المعارضات ان السلطات بعيدة عن رغبات الرأي العام ، وغالبا ما تقول الموالاة ان المعارضات اضحت لا تمثل قطاعا كبيرا من الجمهور وبالتالي فانها تحارب في معارك دونكيشوتية باسم الجماهير التي لا تعلم عن هؤلاء «المناضلين» شيئا بل وربما لا تعرف اسماءهم.

حين تغيب الاصلاحات السياسية فان الكل ينمو على جنبات المجتمع السياسي بشقيه الموالي والمعارض ويصبح المشهد كاريكاتوريا لا ينبئ حقيقة عن رغبات الناس الحقيقية.

انا هنا لا اتحدث عن مجتمع بعينه او دولة بعينها وان كان هذا الكلام ينطبق، بنسب متفاوتة ،على العديد من دول العالم الثالث ودولنا العربية من بينها بل وفي الذيل منها.

sami.z@alrai.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :