facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




يا رب ولد!


رنا شاور
22-09-2010 03:25 AM

«الحجة ام بشير» سيدة سبعينية بدت مرهقة وفي عينيها حزن يُحكى. سألتها عن بناتها قالت أنهن وابناؤهن يملأون البيت عليها وعلى زوجها (أبيهن) المريض، ويراعين بعين الرحمة كافة شؤونهما وختمت كلامها حيالهن: «الله يرضى عليهم دنيا وآخرة». ثم سألتها وما أخبار «بشير» ؟ فتمتمت سريعا ً كمن لا يريد الخوض في اجابة «الله يسامحه ويوفقه وين ما راح».

«بشير» الذي أطلّ على العائلة الملهوفة بعد طول انتظار وابتهال وترقب من إنجاب أربع بنات، فكانت الفرحة الكبرى لمّا جاء الولد قرة عين أبيه وأمه. كرّت السنون و كفة ميزان الابن أرجح من كفة أخواته البنات. وَهَن العظم من الوالدين وزارت الشيخوخة لكن الأمل معقود على سندهم الوحيد: بشير. تزوجت البنات وخلفوا الصبيان والبنات. أما الابن الوحيد فسرعان مااتخذ قراره بالسفر ليدرس في الخارج، فتوجه إلى بريطانيا وأنهى سنوات الدراسة ولم يزر والديه سوى مرة واحدة بعد انتهاء السنة الدراسية الأولى. ثم أبلغهم عبر الهاتف بأنه أسس لنفسه حياة وتزوج ووجد عملاً مع وعود معلّبة بأن يعود.

مع ما يسببه بعض الأبناء الذكور من خذلان لعائلاتهم وما تحيط به الإبنة الأنثى أبويها من حنان ورعاية، تبقى بالرغم من ذلك فكرة انجاب الأنثى مؤرقة ، والطموح لا يحده حدود لإنجاب الذكر حامي نسل العائلة ورأسمال الأسرة وحامل اسمها، وهو ذاته من قد يخون أمانتها.

وجدت نفسي أستدعي الحالة السابقة خلال قراءة تحقيق استقصائي مهم نشرته إحدى الصحف المحلية حول تقنية فصل الأجنة (اختيار جنس المولود المرغوب به) التي بات يلجأ لها الأزواج بشكل متزايد لتحديد جنس المولود، ليحسم معظمهم طبقا للثقافة السائدة قرارهم الأكيد بتفضيل انجاب الذكر. وتتم عملية الاختيار بعد التلقيح خارج الرحم، ثم بعد تكون الأجنة يتم سحب خلية من الجنين لفحص الحامض النووي بحثا عن الكروموسوم الذكري (Y) أو الكروموسوم الأنثوي (x) وبذلك ينقل الجنين المرغوب به إلى رحم الأم ويزرع به وهو عادة ذكر ويتم الاستغناء عن الأجنة الإناث.

هل تعيد عملية فصل الأجنة وأد البنات في الجاهلية إلى الأذهان؟، لقد حدد علماء الشرع بعض الضوابط ان لا يتم الاختيار بحسب الأمزجة وارضاء الأذواق. مع ذلك لازالت التقنية علما ً حديثا ً يثير خلافا ً بين الفقهاء بين مؤيد ومعارض والحقيقة تؤكد وجود انفلات من الأسس الأخلاقية في سبيل الربح التجاري وهذا ما أكده كذلك التحقيق المشار إليه.

ما يهم أن الإقبال على تقنية فصل الأجنة إلى تزايد، وإن كانت اليوم مكلفة في متناول شريحة قادرة ماديا فقط، لكن التكلفة قد تصبح بمتناول فئة أوسع مع ازدياد المنافسة فتفسح المجال أمام عدد متزايد من الأزواج لتحكيم الرغبة الفطرية بإنجاب الذكر ، وهذا قد يعني أننا أمام تمييز جديد ضد الأنثى واحتمالية اختلاط الأنساب أو حدوث خلل محتمل في التركيبة السكانية إن لم توضح الضوابط والشروط ويصل الفقهاء إلى رأي قاطع حيال استخدام هذا العلم الحديث قبل أن يصبح تجارة منفلتة.

الراي





  • 1 ام سندس 22-09-2010 | 06:52 PM

    واللة انهن احن واحسن بس الناس جاهلين

  • 2 محمد زايد - أردني مقيم بالسعودية 23-09-2010 | 12:22 PM

    والله انك صادقة يا ام سندس ... الحمد لله عندي بنتين غلاوتهم بالدنيا كلها.


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :