كتبنا في هذه الزاوية أكثر من مرة عن غلاء الأسعار وعن معاناة نسبة كبيرة من المواطنين من هذا الغلاء الذي أصبح خارج سيطرة الحكومة ومؤسساتها المختلفة والسبب كما نعرف جميعا هو أن الأردن أصبح عضوا في منظمة التجارة العالمية وهذه العضوية تفرض علينا أن تبقى أسواقنا حرة وأن الأسعار تتحدد بناء على مبدأ العرض والطلب وطالبنا بإيجاد البديل للمواطنين الفقراء وهذا البديل هو الأسواق الموازية حيث يستطيع المواطن أن يجد داخل هذه الأسواق سلعا أسعارها أقل من أسعار مثيلاتها في الأسواق العادية .ولإثبات صحة هذا الاقتراح فإننا نأخذ مثلا من الواقع وهو المؤسسة الإستهلاكية المدنية فهذه المؤسسة أثبتت نجاحا كبيرا جدا خصوصا بعد تفعيلها قبل عدة سنوات حيث جرى زيادة حجم المواد التي تباع داخل أسواقها وتحسين نوعية هذه المواد وتنويعها وبيع اللحوم والخضار والأسماك إضافة إلى أن أسعار هذه المواد أقل من أسعار مثيلاتها في الأسواق المحلية لذلك فقد زاد الإقبال على هذه الأسواق وأصبحت أسواقها مزدحمة بالمواطنين على مدار أيام الأسبوع ولإثبات ذلك بالأرقام فقد بلغت مبيعات هذه المؤسسة عام 2003 ثلاثة وعشرين مليون دينار في حين بلغت هذه المبيعات حتى نهاية شهر حزيران من هذا العام ثمانية وعشرين مليون ونصف المليون دينار .
هناك مشروع الآن لهذه المؤسسة وهو في نظر الكثيرين مشروع رائد ويتمثل في شراء سيارتين كبيرتين وتحميلهما بالمواد الاستهلاكية المختلفة للوصول إلى المناطق النائية من أجل التخفيف على المواطنين في تلك المناطق الذين نعرف جميعا أن عددا كبيرا منهم تحت خط الفقر ونتمنى أن يرى هذا المشروع النور في أقرب وقت ممكن كما تقوم إدارة هذه المؤسسة في الوقت الراهن بتجهيز صالة عرض كبيرة في موقعها الرئيسي لكي توضع فيها المواد التي عليها تنزيلات وذلك تشجيعا للمواطنين وللتخفيف عنهم .
المؤسسة الاستهلاكية المدنية بحاجة إلى دعم الحكومة من أجل التوسع في خدماتها التي تقدمها للمواطنين لأنها هي البديل للأسواق العادية وهي التي تخفف على المواطنين هذا الغلاء المستشري وأسواقها هي الأسواق البديلة التي طالبنا بفتحها لذلك فإن المطلوب من الحكومة ومن وزارة الصناعة والتجارة المبادرة إلى فتح فروع جديدة لهذه المؤسسة في مختلف مناطق الأردن حتى يستطيع جميع المواطنين الوصول إلى هذه الأسواق والتعامل معها من أجل كسر حدة هذا الغلاء المستشري .
لقد التقيت مع عدد من المواطنين الذين يتعاملون مع هذه المؤسسة في أكثر من سوق من أسواقها داخل العاصمة عمان وقد أثنوا جميعا على خدماتها وعلى نوعية البضائع الموجودة في أسواقها وقال بعض هؤلاء المواطنين الذين يتعاملون معها بشكل دائم إن هناك عددا كبيرا من المواد أسعارها هذا العام أقل من أسعارها في السنة الماضية وهذا الأمر يخفف عليهم كثيرا من حدة الغلاء المستشري خصوصا في شهر رمضان المبارك الذي أصبح الآن على الأبواب.