facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القضية الفلسطينية أقوى من الفشل


طاهر العدوان
28-09-2010 03:21 AM

خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة لم يتوقف البناء في المستوطنات لحظة واحدة, هذا ما قاله احد الفلسطينيين في الضفة المحتلة تعليقا على الحراك الدائر في نيويورك حول تمديد فترة تجميد الاستيطان التي انتهت يوم الاحد - امس الاول - مع الاشارة ان مرحلة "التجميد" التي انتهت كانت "جزئية" لانها لم تشمل عمليات الاستيطان في القدس المحتلة, انما اقتصرت على بعض مستوطنات الضفة الغربية. ويضيف المواطن الفلسطيني: وعلى العكس فقد أقيمت عدة بؤر استيطانية جديدة خلال فترة التجميد المنتهية.

على أي حال, الجميع يبحث عن ذرائع للاستمرار في المفاوضات العبثية بين السلطة الفلسطينية وبين حكومة نتنياهو, هذه الذرائع قد تكون على طريقة اغماض العيون عما يجري على ارض الواقع, او خلق صور وهمية بان "هذا يحدث" على طريقة ما أقدمت عليه صحيفة عربية نشرت صورة مفبركة مدَّعية انها حدثت فعلا.

واختلاق الذرائع تفرضه الرغبة في مفاوضات هدفها ليس حل القضية, انما تسديد فواتير للراعي الامريكي, المحرج في عجزه عن الضغط على نتنياهو, وحاجته الماسة الى دعم اللوبي الصهيوني وانصار اسرائيل في الكونغرس للحزب الديمقراطي في الانتخابات الفرعية المقبلة في خريف هذا العام.

كما ان اختلاق الذرائع يمنح اطرافا عديدة, دولية وعربية, الشعور بوهم الحركة, وبان العملية السلمية لا تزال حيّة ترزق, بينما هي ماتت وشبعت موتا, والدليل ان هدف المفاوضات الراهنة, في حالة استمرارها, انجاز "اتفاق اطار" بين السلطة الفلسطينية وبين حكومة نتنياهو, ذُكر على هوامشه, بان مدة تنفيذه ستستغرق 10 سنوات, والسؤال هو: ألم تكن اتفاقية أوسلو في عام 1993 هي "اتفاق اطار" نص على قيام الدولة الفلسطينية بعد 5 سنوات من ذلك التاريخ?. فإذا كان الاطار السابق المجرب هو صيغة مروّعة للفشل, لم ينجز سلاما, انما حروب ومزيد من الاستيطان والحصار والقتل والمعتقلات بين صفوف الفلسطينيين, اذا كان الامر كذلك, فما الذي تغير للافتراض بأن اتفاق اطار يُنفذ بعد 10 سنوات سيكون حلا مباركا مُيسراً!!

إن اخطر ما في لعبة سرقة الوقت لتحقيق مزيد من الاستيطان والتهويد هو اشاعة اجواء الاستسلام "للسلام الصهيوني" وسعي قوى دولية نافذة الى فرضه على الفلسطينيين والمنطقة, وهذا ما يجب التوقف عنده, لان قضية عادلة بحجم القضية الفلسطينية, عنوانها (سرقة وطن وهوية ونفي وجود شعب وتشريده) لا يمكن ان يقتلها وقت, او يتغلب عليها تكالب الاعداء, واختلال موازين القوى لصالحهم.

نجحت المقاومة الفلسطينية في انتزاع قطاع غزة من خارطة التوسع الاستيطاني, وهو ما يجعل الايحاء بان ذلك غير ممكن في الضفة والقدس المحتلتين, انكارا لحقائق التاريخ ودروسه واقربها كمثال ما حدث في جنوب افريقيا العنصرية. فمهما توسع الاستيطان وتغول التهويد فانهما سيظلان بمواجهة خطر يهددهما بالفشل والهزيمة. 1- حق عودة اللاجئين, الذي يكرس المطالب الشرعية في عمق اسرائيل من تل ابيب الى القدس الغربية 2- تزايد عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة, اي على ارض فلسطين التاريخية, لان ما يعطي هوية اي وطن, ليس الارض فقط انما الوجود البشري الذي يعبّر عن هوية هذه الارض.

في خطة حكومة سلام فياض, جانب ايجابي مهم, وهو البناء والعمران وتوفير اسباب الصمود والبقاء للفلسطينيين على ارضهم في الضفة المحتلة, لكن هذا لا يكفي فقرارات الرئاسة الفلسطينية ومواقفها السياسية والتفاوضية اكثر اهمية, فعليها واجب استراتيجي ان لا تتخلى ولا تفرط في اي ركن من اركان القضية وبما يحرم الاحتلال فرصة الغاء حق العودة, او الفوز بضم القدس والمستوطنات الكبرى.

وفي مطالب وزارة الداخلية الاردنية, ايضا, جانب ايجابي مهم, في دعوتها المقدسيين بشكل خاص, واهل الضفة الغربية الذين يحملون الجنسية الاردنية لتجديد اقاماتهم المنتهية هناك, فهذا اضعف الايمان في نضال وطني متعدد الأوجه يعتمد على ترسيخ وجود الانسان الفلسطيني فوق ارضه.

في الخلاصة, فشل المفاوضات لن يكون نهاية المطاف, وتوسع الاستيطان كذلك, فهذه قضية حية قوية بوجود (5) ملايين فلسطيني فوق ارضهم, وملايين اخرى في المنافي يطالبون بحق العودة. فالبشر هم من يرسم هوية وملامح الاوطان وجغرافيتها وليس مشاريع الاستيطان وجرافاتها ولغتها وهويتها العابرة.


taher.odwan@alarabalyawm.net
العرب اليوم





  • 1 29-09-2010 | 12:09 AM

    القضية الفلسطينية


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :