facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحو فهم مثمر بين المثقف والسلطة


د.محمد جميعان
14-01-2007 02:00 AM

هناك معضلة محل جدل تعلو وتخفت بين حين وآخر تبعا لفهم بعض السلطة ورجالها والحكومة ورموزها لدور الكاتب في المجال السياسي والممارس لها، فالسياسي من هؤلاء يعتبر المثقف والكاتب على انه تابع ينظر ويصوغ له مواقفه وفي أحسن الأحوال يأخذ منه بعض الرؤى التي تخدم مصالحه، ولأنه تابع فعليه واجب الطاعة والتهليل الدائم لكل المواقف السياسية التي تصدر عن السلطة والا أشير إليه بالنعوت والصفات التي لا تليق وأحيانا التشكيك في ولاءه وانتمائه ليترتب على ذلك حرمانه من مواقع المسؤولية وحتى وظائفها بشكل ظاهر أو خفي حسب ما يقتضيه الحال...وليعمدوا أحيانا أخرى إلى التجاهل والإهمال والتطنيش ليتعلم من تلقاء نفسه أن كتاباته هذه لا تنفعه وان عليه العودة إلى الطبل والمزمار بدل عمق الفكر وأمانة القلم وحس المسؤولية ومع أهمية الثناء في المناسبات ورفع المعنويات إلا أن التطور والازدهار لن يتحقق إلا في ظل الحرية الحقيقية التي تفسح للفكر أن يعطي نتاجا مثمرا, وللأفكار أن تتوالد بشكل متسارع نحو خدمة المجتمع وحل قضاياه ومشاكله المستعصية التي تزداد تأزما.. دون أن يحاسب صاحبها وتنتقص حقوقه وتحجم حريته بشكل غليظ أو ناعم،مبطن أو صريح،وجاهيا اومن وراء ستار وتوجيهات هنا وهناك...ولم يستطع الغرب أن يحقق الازدهار الذي نصبوا إليه إلا عندما أعطوا للفكر حريته بشكل حقيقي وفاعل....

إن السياسة بطبيعتها متقلبة تحكمها الظروف الدولية الضاغطة أحيانا،والتطورات الإقليمية الخارجة عن الإرادة أحيانا أخرى،والتداخلات المحلية المتغيرة اقتصاديا واجتماعيا ...ولا يعقل أن يهلل المثقفون والكتاب للمتغيرات وتثبيتها قناعات وجدانية في ضمير الأمة والشعب وهي تتبدل من حين إلى حين و من يوم إلى آخر تحكمها المصالح المتقلبة وشريعة الغاب في أحيانا كثيرة ...لان من شأن ذلك إن حدث وتكرر حصوله أن يوصل المجتمع والناس إلى حالة من فقدان المصداقية بما يكتب وينظر له ترافقها حالة من اليأس والإحباط... سيما عندما يلتقي ذلك مع الفقر والبطالة والاحتلال والظلم الاجتماعي وما إلى ذلك من أنواع الظلم الأخرى، تفرز ولاشك الرفض والعنف والإرهاب...فهل الأهم في ظل ذلك التهليل أم إيجاد فسحة من الأمل والحرية والحلول المقترحة للخروج من المأزق...؟!

إن الثقافة وعاء الأمة وبوصلتها تنطلق من ثوابتها ولا تخضع للمتغيرات المتقلبة وان تفهمت(الثقافة)هذه المتغيرات وقبلت بها للسياسيين الذين تحكمهم الظروف أحيانا بما لا يخل بالثوابت والأصول ،لذلك فأن خضوعها للمتغيرات التي تخدم السياسيين إنما هو خلخلة للثوابت وفقدان للبوصلة وتدمير للهوية لن ينشأ عنه سوى مزيدا من التخبط والانحراف والأفكار المتطرفة..

ومع هذا الفهم للظروف التي تحكم السياسة وينطلق منها السياسيون في تشكيل مواقفهم واتخاذ قراراتهم وضرورة تفهم المثقفين كتابا وفنونا أخرى لذلك يجدر إنصاف المثقفين وتفهم دورهم كحافظ للوعاء من التلوث وحاميا للبوصلة من التو هان وراعيا لهوية الأمة وضميرها ينطلقون من ثوابتها وآفاقها وآمالها وآلامها وتحدياتها...فهل من تكاملية للعلاقة ما بين الثقافة والسياسة ،الكاتب والسياسي بما يخدم الأمة والمجتمع كل منهما يدرك دورآلاخر وأهميته كموقع تحكمه منطلقات..لان الكاتب قد يصبح في موقع المسؤولية ممارسا للسياسة والسياسي قد يصبح كاتبا معبرا عن ضمير الأمة.. دون اتهامية وتشكيك ومحاسبة وإقصاء وتطنيش بشكل خفي اومعلن...





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :