facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انقعوا بياناتكم واشربوا ماءها


طاهر العدوان
09-10-2010 05:31 AM

تساءل احد الصحافيين عن الاسباب التي تجعل الرأي العام لا يُبدي الاهتمام بخبر انعقاد قمة عربية في مدينة سرت الليبية لبحث الموقف العربي من "المفاوضات في ظل الاستيطان". والواقع, اننا كصحافيين لا نشعر, حتى من باب المهنية, بالرغبة بمتابعة الاجتماعات والمؤتمرات العربية على أي مستوى كانت.

7 أشهر فقط مرت منذ انعقاد قمة سرت, الكاملة المتكاملة, التي أُقرَّ فيها جمع مبلغ (500) مليون دولار من اجل القدس, ولمساندة اهلها في الصمود امام عجلة الاستيطان والتهويد المتسارعة. لكن وفي يوم الاربعاء الماضي كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس يتحدث بمرارة عن تقصير العرب تجاه القدس. الذين لم يدفعوا شيئا مما وعدوا في القمة المذكورة. هذا فيما لا تتوقف وكالات الانباء, بما في ذلك الصحافة الاسرائيلية, عن نشر اخبار التهويد والاستيطان وهدم بيوت الفلسطينيين بالجملة. وآخرها الذي ذكرته صحيفة هآرتس عن مشروع تدمير اجزاء من سور المدينة القديم لفتح بوابة خاصة للمستوطنين.

ما تنشره هآرتس سينفذ, وما يقوله نتنياهو يكون تعبيرا عن عمل قائم بالفعل على الارض في القدس والضفة الغربية. وما يقرره مجلس المستوطنين الذي ينتمي اليه ليبرمان, يتحول الى حملات استيلاء على الارض الفلسطينية, وقلع اشجار الزيتون وحرق المساجد والمصحف الشريف.

لكن ما تنشره المؤتمرات العربية من قرارات, وما تقوله البيانات الختامية بعد كل قمة, او اجتماع لوزراء الخارجية, كان في الماضي, ولا يزال حتى اليوم حبرا على ورق. وكأن لسان حال حكومة اسرائيل يقول في كل مناسبة عربية من هذا النوع: "انقعوا بياناتكم واشربوا ماءها".

لهذا ولغيره من امثلة كثرة القول وندرة الفعل, أتساءل ويتساءل معي كثيرون: هل تستحق القمم والمؤتمرات العربية اي اهتمام يُذكر من الرأي العام العربي?

لقد شبعت الجماهير العربية مؤتمرات وقرارات ووعود لم يُنفذ منها شيء. و"كثَّر الله خير الأتراك" الذين حرَّكوا اسطول الحرية لفك الحصار عن قطاع غزة الذي شكل رأيا عاما عالميا وقويا مارس الضغوط على حكومة الارهاب والاحتلال الصهيوني (وهذا ما لم تفعله جميع القمم العربية) وأجبرها على فك الحصار جزئيا عن مليون ونصف المليون فلسطيني الذين كانوا يتضورون جوعا, فيما لم يملكوا القدرة على استيراد كيس اسمنت واحد من اجل بناء (4) آلاف منزل هدمها الاسرائيليون في حربهم الوحشية مطلع عام 2009 .

أقول وأكرر, كثّر الله خير الأتراك والرحمة على شهدائهم, لانهم قدموا برهانا لمن يقول ويعمل حتى لو ادى ذلك الى بذل دماء ساخنة, كما حدث على ظهر السفينة "مرمرة" هذا فيما اربع قمم متتالية لم تفعل شيئا ولم تنفذ وعداً واحداً, بدءا من الدوحة غير المكتملة, الى قمة الكويت الاقتصادية, الى قمة الدوحة المكتملة, مرورا بقمة شرم الشيخ المختلطة بين العرب والامريكيين والاوروبيين.

في كل هذه المحطات لم يتم تنفيذ اي وعد قُدّم للشعب الفلسطيني بدفع مليارات الدولارات لمساعدته على نكبته في مواجهة احتلال من مواصفاته انه فاشي نازي عنصري حقير, يُفترض ان يواجه بالعقوبات الدولية على جرائمه, بدل الوضع المُخزي للإنسانية القائم على (سياسة الحصانة من العقوبة التي لا تزال سائدة تجاه الاحتلال الاسرائيلي) حسب تعبير المفوضة السياسية لحقوق الانسان في الامم المتحدة السيدة (نافي بيلاي) في جلسة مجلس حقوق الانسان في جنيف في تشرين الاول الماضي.

أ بعد ذلك كله ، هل يُلام المواطن العربي ان أدار ظهره لقمة سرت ؟ بل لكل قمة قادمة!!.


taher.odwan@alarabalyawm.net

العرب اليوم





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :