قرأت قبل ايام خبر منح جائزة نوبل للطب للعالم البريطاني روبرت ادواردز مبتكر التلقيح الصناعي عن طريق الانابيب للمساعدة للانجاب ،وهو بلا شك يستحق هذه الجائزة العظيمة بسبب جهوده الجبارة ...

واذا استعرضنا التسلسل التاريخي للفائزين بجائزة نوبل للطب والفيزيولوجيا والذي افتتحه اميل فون بهرنج من المانيا في عام 1901 ،فاننا نجد ان كل الفائزين بهذه الجائزة هم من الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية وكندا واستراليا والارجنتين من امريكا اللاتنية ، ولا نجد للاسف الشديد اية اسماء لعلماء او اطباء من العالم العربي الكبير ...

الحزن الذي انتابني ليس مصدره الغيرة فقط وانما لكون العرب هم الذين اضاءوا الدرب امام شعوب اوروبا القديمة في مجالات الطب والصيدلة والكيمياء وغيرها من العلوم كما ان جامعات الاندلس وبغداد ودمشق ساهمت في تعليم ابناء اوروبا الطب فعادوا الى بلادهم يمارسونه بدلا من الشعوذة والسحر الاسود الذي كان يسود في اوروبا في العصور الوسطى .

انني هنا لا الوم الاطباء العرب في بداية القرن العشرين، حيث كان كل العالم العربي يرزح تحت نير شتى انواع الاستعمار الذي ولد الجهل والامية والتخلف ، ولكنني الومهم اليوم حيث تنعم كل الاقطار العربية بالاستقلال وبوجود الثروات الضخمة والموازنات الغنية الكفيلة باحتضان العلماء والاطباء المبدعين وايصالهم الى جائزة نوبل للطب .

ان الطب في الدول العربية بدون البحث العلمي سيبقى يراوح مكانه ولن يتمكن الاطباء العرب من تطوير افكارهم وتحقيق احلامهم العلمية وسنظل نستورد الطب والادوية والاجهزة الطبية كغيرها من السلع المستوردة من امريكا واوروبا واليابان وحتى من الصين وكوريا والهند ...!!!

(الرأي)