لم يكن مدهشا موقف فضائية الجزيرة من موضوع إدراج البتراء العربية الأردنية على قائمة عجائب الدنيا السبع الجديدة ، ذلك أننا ما تعودنا منها إلا الوقوف ضد كل ما هو أردني وعربي ونبيل، ونعرف أن هذا الموقف ينبع من إحساس تجاه من هو أكبر من محركي الفضائية التي باتت معروفة بتخصصها بالاساءة إلى وطن نعرف ويعرفون أنه في حجم بعض الورد لكنهم يجهلون أن له شوكة هي الوحيدة القادرة على أن ترد للشرق الصبا.ففي حين كان كل الشرفاء من أبناء الأمة يتسابقون على التصويت للبتراء الأردنية كانت الجزيرة تتعمد الإيحاء والتلميح والتصريح بأن المواطنين الأردنيين مجبرون على التصويت وأن حكومتهم استفزتهم وحرضتهم، وتجاهل هؤلاء أن دولة كالهند بمئات ملايينها سخرت وسائط النقل العمومية لنقل المصوتين لتاج محل، وسعى كل من في هذه الفضائية لاستضافة أي صوت مناوئ لبلدنا لحثه على القول إن اليونسكو نأت بنفسها عن فكرة التصويت للعجائب الجديدة وكأن أحدا ادعى غير ذلك.

لا يعجب الجزيرة أن يندفع 100 مليون إنسان من كل بقاع الكون ليقولوا نعم للبتراء التي انفردت بالترشح من بين كل الدول العربية التي تمتلك كل منها ما يؤهلها لدخول المسابقة.

نحن لا ندعي أن التصويت كان مثاليا، ولا ندعي أن الوسيلة التي اتبعت كانت الأفضل، لكننا نستطيع التأكيد أن العالم هو من بدأ بالسعي لإدراج المدينة الوردية على قائمة التنافس، ونؤكد للجزيرة أننا استجبنا للتحدي وأن استجابتنا اثبتت قدرتنا مع أصدقائنا من كافة أنحاء العالم على النجاح الكامل الذي نعرف أنه ازعج الجزيرة والقائمين عليها خاصة وأن مدينة الأنباط أتت في المرتبة الثانية بعد سور الصين العظيم (هل يعرف القائمون على الجزيرة عدد سكان الصين؟).

ونحب أن نؤكد أنه ليس ذنبنا أن دولاً عربية - بالذات - لا تملك ما يؤهلها لدخول هكذا منافسة ونجد من واجبنا أن نذكر أنفسنا بأن النفط وحده هو من أتاح لدول أن تقف إلى جوار دول تضرب جذورها في عمق التاريخ وعلى أرضها المباركة تنزلت الديانات السماوية فتنبري للتصدي لمصر أم الاهرامات وأبو الهول، وللسعودية مهبط رسالة سيدنا محمد وحاضنة الكعبة المشرفة وللعراق الكبير بحدائقه المعلقة وشريعة حمورابي وللأردن المتنعم بقيادة الهاشميين - انبل من في العرب - والذي يضم ايضا البتراء العجيبة الثانية من عجائب الدنيا السبع الجديدة بتوقيع 100 مليون معجب بها من كافة انحاء العالم. عجيب أمر الجزيرة الساعية لطمس كل ما هو جميل في حياتنا والعاملة على إبراز كل ما هو مسيء للعرب وأمتهم المبتلاة بأن جزيرة الجزيرة تنتمي إليها. ولهم نقول أظهروا لنا ربع عجيبة ونحن مستعدون لدفع مواطنينا وأصدقائنا في العالم - وهم كثر - للتصويت لها لتحل محل البتراء لعلكم تذوقون طعم فرحتنا الكبيرة.