facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سماحة الوالد


مالك العثامنة
09-07-2007 03:00 AM

كان بالنسبة لي، تاريخا حافلا من الغموض، وقلبا مفتوحا على كل الاتجاهات في المحبة، الحاج محمود سعيد، الحالة المتجسدة لتاريخ كان يمشي على قدمين، وكثافة حضور حتى في غيابه..ونتساءل نحن مريدوه إن كان حقا يغيب؟!؟كثافة الحضور، أكبر من تحمل معنى غيابه، لذا لم يحن وقت الشعور بالفجيعة، فالحزن يتطلب استيعابا، والحاج محمود سعيد كبير، كبير جدا، لكي نستوعب غيابه، كلا، لم يحن بعد وقت الحزن عليه...

سماحة الوالد..وهو لقب يكاد يكون اسما لصيقا به، فالسماحة هي خلاصة هذا العمر الذي لا يمكن تحديده بسهولة، وهو العمر الذي أهله أن يكون بعمر الوالد للجميع، كل الجميع، والتغضنات التي حملها وجهه وهذا الشيب الأبيض من حليب، كانت حكايات لا يمكن لذاكرتنا أن تتخيلها إلا بالأبيض والأسود.

قبل شهر، اتصلت به، لا لشيء، إلا للسلام عليه، وبحشرجة الصوت المعهودة، وبكل ما تحمل فلسطين كلها من لهجات يرعش لها القلب مازحني وفاجأني بقوله أن مكالمتي له أثلجت قلبه..إيه أيها الشيخ الكبير والطيب..هل توقف ذلك القلب.؟

كان سماحة الوالد، حوزة بحد ذاته، وكانت مزرعته الشهيرة على أطراف عمان، تجمع رجال عمان، وبعشاء حميم نتحلق حوله فنرى الأردن بكل تناقضاته! هذا الفلسطيني قبلنا كلنا، وهو الأردني انتماءا للهاشميين، المحب لعمان، هل أجازف فأقول أنه شهد بعمره القصي ربتها؟

لا يمكن بأي حال أن أتمكن من تحديد حجم علاقاته الممتدة والمتشابكة، وكم أدهشني هذا الكهل الطيب، بعنفوانه السندياني، وهو يتذكر، يحك بيده الشيب على فوديه، ثم يسترسل في الاستذكار كأنه حالة وثائقية بحد ذاته..أما التواريخ، فهي الدهشة الأكبر، فمن أين شئت يسترسل، فسماحته متوغل في السنوات حتى تكاد وأنت تسمعه أن تشعر أنك أمام آلة الزمن.

أكثر من مرة، حاولت كتابة بوتريه عنه، وله، ولم أفلح، والآن..أكتب عنه، دون "له"...ولا راد لقضاء الله.
سماحة الوالد..

أعتقد أنني بدأت التأبين، والقلب بدأ يخطو أولى خطواته إلى بوابات الحزن..لك الرحمة..ولنا في الذاكرة منك العزاء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :