facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حين يصبح الحوار منولوجا


أ. د. ريم مرايات
20-10-2010 04:57 AM

في العالم النامي، التي تكاثر فيها الفساد، وترهل فيها الجهاز الإداري، يفتقد الإعلام تأثيره، وقد يحتاج الكتّاب ( بضم الكاف) إلى سنوات في طرح قضية ومناقشتها، والإلحاح عليها، والضغط المتواصل من أجل إقناع المسؤولين بضرورة الالتفات إليها، واتّخاذ موقف تجاهها، أو لإحداث التأثير فيهم، وقد لا يحدث هذا التأثير أبدا . فتستمر المشكلة ويتعاظم تأثيرها، مع استمرار التجاهل والإهمال واللامبالاة، بسبب تدني قيمة الإنسان وضياع حقوق المواطنة، وانصراف المسؤولين عن الاهتمام بالشؤون العامة إلى شؤون أقل قيمة وأقل أهمية أو تأثيرا ! .

وبذلك يصبح الإعلاميون حملة رسالة، ومناضلين من أجل إظهار الحق وكشف الحقيقة، ومشاعل يستنير بهديهم الناس، وشهداء للواجب والإنسانية، وهم بذلك ليسوا طلاب دنيا أو مصالح أو تفاخر ! فيكون عملهم واضحا في سعيهم نحو تقدم البلاد وتطور المجتمعات ونماء حياة الناس .

أما في الدول المتحضرة التي تهتم بحقوق الإنسان، حتى وإن كان ذلك في الحدود الدنيا ، فإن مقالة واحدة في صحيفة قد تكون سببا في تغير السياسة نحو الأفضل سواء التعليمية أو التربوية أو الصحية أو الاقتصادية، ... بسبب إحساس المسؤولين العالي بالمسؤولية التي إليها نسب اسمهم ، واحترام الرأي الآخر، واحترام عقول المواطنين، والإيمان بحقهم في الحياة الكريمة، وفي التخطيط لمستقبلهم، والمشاركة في اتخاذ القرارات المرتبطة بشؤون حياتهم ، إذ ينشغل المسؤولون بهموم الناس، ويسعون معهم نحو مزيد من التقدم والتطور والنماء . ومن حيث لا يجرؤ أحد (سوى الحمقى) على تجاهل مقالات الكتّاب الذين يمثلون ضمائر الناس في نشدان الحق وإقرار الحقيقة .

والكاتب لديهم يعرض رأيه ووجهة نظره في قضايا مجتمعه برويّة وهدوء، لأنه مطمئن للنتائج، وقد يحتد أحيانا، فيعنّف المتجاوزين، وقد يوبخهم، فلا يؤخذ عليه ذلك ! وإنما يفهم ما قام به في سياق الإصلاح، والغيرة على الصالح العام .

على الجانب الأول تموت الحياة وتندثر الآمال والطموحات، وتتحول حياة الناس إلى بؤس حقيقي، والوصول إلى حل في النهاية يدفع ثمنه الباهظ جميع الأطراف بدون استثناء، في حين تزدهر الحياة على الجانب الآخر، وتتحول إلى قيمة عظيمة تستحق العيش، والاستمرار فيها، والدفاع عنها، وعن حق الأجيال القادمة في الاستمتاع بما استمتع به من سبقهم فيها، فتصبح الأوطان أنشودة، تلهج بها الألسنة، وتلتهب لأجلها المشاعر، وتعظم بحبها الأفئدة، ويتضاعف لأجلها العمل .. بوصفها سببا في السعادة والانتصار والإنجاز والطموح والأمل !

المهم الآن في هذه العجالة، أين هو موقعنا بوصفنا بلدا فتيّا، بين هؤلاء ؟ وإلى أين نتّجه ؟ وهل نحتاج إلى وقفة ومراجعة ؟ لأن جلّ ما نخشاه، نحن المحبين للأردن، المنتمين لقيادته، وشعبه، وكل ذرة تراب فيه، أن تنزاح الأمور ولو قيد أنملة عن المسار الذي نطمح له، ونسعى إليه بحيث لا يصبح حوارنا منولوجاً.

reemmr24@yahoo.com

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :