facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحلم الاردني


سهير جرادات
24-10-2010 01:52 PM

نهض من سريره وهو مفعم بالحيوية ، وأسرع للاستحمام متمتعا بقوة المياه التي تتدفق من الحنفية ، وبعدها تناول فنجان القهوة مع زوجته ، وتبادلا بكل الحب الحديث عن أسرتهم الصغيرة ، وضحكا معا على النهفات التي تحدث مع الأبناء في المدرسة .

خرج من المنزل بصحبة الأبناء ودعوات زوجته تلاحقه ، ركب سيارته وسار بكل هدوء في شوارع عمان، التي غابت عنها الأزمة الخانقة ، وتوقف أمام إحدى البقالات لشراء جريدة الصباح ، ولما عاد ، تصادف وجود مدير الأمن العام " حامي باشا النظام " يوجه الكلام اليه " ارجو أن لا تكرر ذلك مرة أخرى" ، وانطلق بعد أن ارتسمت على وجنتيهه ابتسامه " عذرا لم أنتبه لإشارة ممنوع الوقوف والتوقف " .

وصل إلى مكان عمله في الوقت المحدد ، وجلس مع زملائه في المكتب ، وحضر الوزير ودار نقاش حول أجواء الانتخابات ، وعرجوا على بعض القضايا الوطنية ، وكانت جلسة مليئة بالفكر؛ تناولوا خلالها الحديث عن آخر ما قرأوه ، وأبدوا مضايقتهم وانزعاجهم للممارسات التي يقوم بها البعض ، والتي تظهر عدم مسؤوليتهم اتجاه بلدهم .

بعد نصف ساعة ، بدأ المراجعون بالتوافد لإنهاء معاملاتهم ، وكان الجميع ملتزما بدوره مصطفا بهدوء تسمع من خلاله دبيب النملة ، ومع نهاية الدوام كانت جميع المعاملات قد انجزت من فوق الطاولة ، ولا مكان لتلك التي تنجز من تحت الطالة .



غادر المكتب وتوجه إلى سوق الخضار المركزي ، ووجد هناك وزير الزراعة معالي " زارع على الفاضي " ، تناول الأكياس وأخذ يعبئها بأصناف الخضار والفواكه المختلفة ، وهو يتبادل أطراف الحديث مع معالي "على الفاضي " حول السياسة الزراعية الناجحة التي تنتهجها الوزارة .

توقف أمام سلطة المياه ، وداعب معالي وزير المياه والري "خاوي أبو نبعه" وهو يدفع ستة دنانير عن فاتورة ثلاثة أشهر بقوله : ما في سياسة تخفيض أثمان المياه ، مثل ما في سياسة ترشيد الاستهلاك.

وعرج في طريق العودة على شركة الكهرباء ، والقى التحية على وزير الطاقة معالي" ضاوي أبو شعلة "ودفع فاتورته الشهرية" أم ثمانية دنانير إلا ربع" ، إلا أن الموظف لم يكن معه " فكه " ، ابتسم وهو يقول للموظف : يا زلمه خليها برصيدي للشهر القادم .

وذهب الى مصلحة التليفونات ، ودفع دينارين ثمن مكالمات "أم العيال " مع أهلها الذين يقطنون إحدى المحافظات القريبة ، وعرج أثناء خروجه على مكتب معالي وزير الاتصالات "علامة أبو رنه "، وقدم اعتراض على رفع تعرفة أسعار المكالمات الداخلية .

بعد يوم احس انه انجز فيه كل معاملاته ،أصطحب الأطفال من المدرسة ، وتناول مع اسرته صينية اللحمة بالبصل والبندوره ، وأخذ قيلولة المساء ...

وفجأة .. خرج صوت كالصاعقة على رأسه " هيه .. أبو محمد ، شو مالك أنطرمت .. صار لي ساعة بصحي فيك ، قوم قوام ، وصل العيال على المدرسة " .

ويبقى الحلم الأردني ... مستمرا"

Jaradat63@yahoo.com





  • 1 زميل سابق 24-10-2010 | 03:30 PM

    اعتقد انك ياسهير كتبتي مقالا شبيها لهذا المقال اوقد يكون غيرك من كتب ابحثي على قوقل لتتاكدي

  • 2 أبوكريم 24-10-2010 | 05:21 PM

    الحلم من خيال الإنسان يكتب وقرأ بأشكال متعددة ولكن يبقى دائماً الحلم الأردني.

  • 3 عزالدين 24-10-2010 | 05:32 PM

    ليست المشكلة بالحلم ولكن لا بد ان نؤمن به حتى يتحقق فبدون الايمان والعقيدة الراسخة تبقى اضغاث احلام لذا علينا التركيز على العمل الجاد لتكون احلامنى رؤى تتحقق وزرعا يثمر ونهرا يتدفق.
    مع تحياتي

  • 4 صالح العزام 25-10-2010 | 05:42 AM

    كلام رائع يا اساذه سهير


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :