facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تركيا تستعد لدخول العراق


طاهر العدوان
11-07-2007 03:00 AM

هناك 140 ألف جندي تركي يحتشدون على الحدود العراقية الشمالية مع قرار جاهز من البرلمان بالسماح لهم بدخول المناطق الكردية التي يسيطر عليها الحزبان بزعامة البرزاني والطالباني. ومثل هذا التطور يسلط الاضواء على مسألتين, الاولى: حقيقة الاوضاع في كردستان العراق وسياسات الزعماء الاكراد هناك.
والثانية: الدور التركي المنتظر خاصة مع اقتراب الحسم في البيت الابيض والكونغرس في الجدل الدائر هناك حول انسحاب القوات الامريكية.

ليس كل ما يقال في وسائل الاعلام عن الامن والاستقرار والتنمية والديمقراطية في ظل حكومة البرزاني والطالباني هو حقيقة. فالصورة التي يحملها العراقيون القادمون من كردستان خالية من حكايات التضليل بان الوضع »وردي«, فالمعلومات تتحدث عن معاناة الشعب الكردي من الفساد والقمع, وعن النقص في الكهرباء وحتى في المياه. غير ان الهدوء الامني النسبي في السليمانية واربيل قياسا بما يحدث في بغداد يصب لصالح الزعيمين الكرديين ويمنحهما جرعة غير مسبوقة من الغرور الذي يصل حد الشوفينية التي تقود الى الاخطاء واستعداء باقي العراقيين والعرب والاتراك.

ومن الاضاليل الاعلامية الاخرى التي راجت في الآونة الاخيرة, ان الساسة الاكراد اصبحوا عامل وحدة وتجميع للعراقيين, لكن الصفقة الاخيرة حول قانون النفط بينهم وبين المالكي والحكيم, تحت عنوان تفاهم شيعي - كردي, هي مؤشر اخر على حجم الاخطاء التي ينزلق اليها الحزبان الكرديان, فصفقة النفط ستعمق الانقسام العراقي بالاضافة الى انها خطأ قاتل للاكراد على المستوى الاستراتيجي, فتركيا لن تسمح - حتى ولو اضطرت الى حرب شاملة مع اكراد العراق - بأن يسيطر هؤلاء على كركوك ونفطها, لان ذلك يعني استكمال مقومات قيام (دولة كردية قوية) تهدد بتقسيم تركيا وليس العراق فقط على المدى المتوسط والبعيد.

ان الوجود الامريكي المكثف هو الذي يُقّيد يدي انقرة من القيام بعمل عسكري شامل قد يصل الى حدود كركوك. لكن الحشود التركية الضخمة تظهر غضب الساسة الاتراك من هذا الوجود ايضا. وانقرة لن تكون مرتاحة من تزايد الحديث في واشنطن عن تعويض الفشل الاستراتيجي في قيام »عراق ديمقراطي« بنجاح محدود على صورة دعم (دويلة ديمقراطية كردية) في الشمال. فمثل هذا النجاح موجه بقوة ضد مصالح تركيا وداعم على المستوى الاستراتيجي لحركة التمرد الكردي في شرق وجنوب تركيا.

تصاعد لهجة التهديد والتحذير التي يتفوه بها زعماء الحزبين الكرديين ضد تركيا تؤشر على مخاوفهم من الدور التركي المتحفز في لعبة مستقبل العراق.

وهناك معلومات عراقية عن دعم تركي للعرب والتركمان معا في منطقتي كركوك والموصل. يقابلها مزاعم بأن بعض الجهات الكردية تقف خلف التفجير الذي اودى بحياة 150 تركمانيا في بداية الاسبوع. ان مجرد تداول مثل هذه المخاوف والاشاعات يؤكد على تنامي الفشل الذي يلحق بسياسة البرزاني والطالباني التي تعتمد بشكل متزايد على استغلال سوء الاوضاع في العراق من اجل تحقيق مكاسب على حساب الجميع وهو ما يجلب لها عداء وخصومة الجميع.

قبل ايام تساءل محمد حسنين هيكل عن عدم لجوء العرب وفي مقدمتهم ما يسمى بدول الاعتدال للتنسيق مع تركيا وادخالها كلاعب اساسي في مواجهة التعقيدات والانهيارات الناجمة عن التدخلات الامريكية والاقليمية, ومن الواضح ان بطاقة الدعوة العربية لتركيا غير مطروحة على بساط البحث لكن من الواضح ايضا ان أنقرة تستعد لحضور قوي على الساحة العراقية والاقليمية بدون انتظار الدعوة من اي طرف.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :