facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




استهداف المسيحيين يخدم اسرائيل والحرب على الاسلام


طاهر العدوان
04-11-2010 02:08 AM

رد الفعل العملي الذي يفرضه الواجب القومي والانساني على المجزرة الارهابية التي ارتكبت بحق الطائفة المسيحية في العراق, هو قرار الملك عبدالله الثاني الايعاز للحكومة باستقبال جرحى ضحايا الاعتداء الارهابي على كنيسة سيدة النجاة في بغداد.

انها اشارة ملكية قوية, الى المحيط العربي والاسلامي بالتحرك العملي لوضع حد لهذا التدهور الحضاري والانساني, الذي لا يهدد بالخطر فقط وحدة ابناء العراق من مختلف انتماءاتهم المذهبية, انما يهدد وحدة الامة وحضارتها ويمس بالسوء صورتها وعقيدتها المتسامحة التي قامت على مبدأ التعايش الأخوي بين العرب مسلمين ومسيحيين.

وبالعودة الى ما جرى في بغداد, فبعد أيام من الحكم بالاعدام على طارق عزيز, وهو مسيحي ونائب للرئيس العراقي الراحل صدام حسين, جاء الهجوم الارهابي على كنيسة »سيدة النجاة« في بغداد مترافقا مع بيان »القاعدة« باعلان الحرب على المسيحيين العراقيين.

عزيز هو ضحية الآلة العسكرية للاحتلال الامريكي - الغربي لبلاده, هذا الاحتلال الذي استلهم الروح الصهيونية للمحافظين الجدد, اما مسيحيو العراق فهم ضحية دستور بريمر الذي صاغ بنوده اليهودي الصهيوني نوح فيلدمان, الذي (حرر) فيه كل النزعات والأحقاد والافكار السوداء من قمقمها الجهنمي لتخلق حالة من تقسيم الشعب الى طوائف وملل على أنقاض دولة العراق العربية وارثة والقادسية ودولة الخلافة العباسية.

لا يوجد اختلاف بين اهداف بوش والمحافظين الجدد من تدمير واحتلال العراق وبين من يستهدفون اليوم وحدة العراق, ارضا وشعبا. والواقع, ان الارهاب الاسود اغرق شوارع بغداد والحلّة والموصل ومعظم مدن الرافدين بدماء السنّة والشيعة مثلما اغرقها بدماء العرب المسيحيين من العراقيين.

كما لا يوجد اي تناقض بين المنظمات والمليشيات الارهابية الطائفية القائمة على نزعات أيديولوجية متعصبة, وبين السلطة في العراق الجديد القائم على احتضان حالة الانقسام وتجذيرها »ودسترتها«. فكل طرف يتغذى على الطرف الآخر والضحية هم العراقيون كافة بمختلف مذاهبهم وانتماءاتهم القومية.

منذ احتلال القدس عام 67 على يد القوات الصهيونية لا يستطيع اي مراقب تجاهل الخيط الرفيع الذي يربط بين ما تعرض له المسيحيون العرب في القدس المحتلة, وما وقع في لبنان من حرب طائفية انفجرت عام ,1975 وبين ما يتعرض له المسيحيون العراقيون منذ الاحتلال الامريكي, فالقاسم المشترك لهذه الاحداث التاريخية هو خلق الظروف والمناخات التي تدفع الى هجرة مسيحية واسعة من الشرق وكأننا امام دورة تصفيات هدفها الاخير نفي العامل العربي المسيحي في مواجهة اسرائيل وتصوير الصراع بانه حرب دينية مستمرة بين المسلمين من جهة, وبين اليهود من جهة اخرى, وما يعني ذلك من تطابق مع ما تذهب اليه الصهيونية, والعقائد الاستعمارية من ان اسرائيل تمثل العالم المسيحي في الصراع.

لقد عمل الاحتلال الصهيوني منذ عام 67 على افراغ القدس المحتلة من العرب المسيحيين حيث أُجبر عشرات الالاف على ترك المدينة تحت سلسلة من المضايقات, اما الاثر الوحيد للحرب الاهلية في لبنان التي انطلقت بترتيب من كيسنجر وبتمويل بالمال والسلاح من اسرائيل فهو تهجير مئات الالاف من المسيحيين اللبنانيين وإضعاف مكانتهم في هوية لبنان العربية. وفي الوقت الذي نجحت فيه قوات الاحتلال الامريكي والمليشيات المتعاونة معها في العراق بايجاد مكان آمن (لمؤسسات) العراق الجديد في المنطقة الخضراء وحماية رجالاتها, فان التساؤل المشروع: لماذا فشلت في حماية عدد من الكنائس وحتى الاحياء السكنية المسيحية في بغداد والموصل?!.0

taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :