facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نحو برلمان مختلف


نشأت الحلبي
06-11-2010 02:35 PM

أيام قليلة تفصلنا عن توجه الناخبين الى صناديق الإقتراع تكريسا للخط الديمقراطي الذي يصر الأردن على إنتهاجه وعدم تغييبه كإستحقاق وطني لا بد وأن يكون عنوان الأردن الحديث.

كان الملاحظ منذ الإعلان عن إجراء الإنتخابات صدور قرار جماعة الإخوان المسلمين بالمقاطعة إحتجاجا على قانون الصوت الواحد "المؤقت" الذي تجري عملية الإقتراع بناء عليه، وإن كان هذا هو السبب الظاهر، إلا أن المقاطعة، وهي الثانية من نوعها من قبل الإخوان وبعض أحزاب المعارضة، فتحت التأويلات واسعا للحديث عن أكثر من سبب أهمها تسريب "المخيلات الإخوانية" عن المرحلة القادمة في المنطقة، وتحديدا في الملف الفلسطيني، وما ستشهده عملية من تحول أساسي، وقيل بأن "الإخوان" قرأوا إنطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينين والإسرائيليين والتي رعتها واشنطن، بأنه بداية حل القضية الفلسطينية حسب المقاييس الإسرائيلية، وذهبوا الى أبعد من ذلك بـ "التخيل"، الى القول بأن تصفية القضية سيكون العنوان السياسي الأبرز في المرحلة القادمة في منطقة الشرق الأوسط، وعليه، فقد قرروا الإتجاه نحو المقاطعة حتى لا يكونوا "شهود زور" على المؤامرة القادمة بحق القضية الفلسطينية، وعلى الرغم من أن المفاوضات قد فشلت، وإتضح، ولو على المدى القصير، بأن تلك القراءة لم تكن أكثر من مجرد "تخيلات"، إلا ان الإخوان أصروا على موقفهم ولم يقرروا خوض الإنتخابات "علنا"، ونقول هنا "علنا" لأن هناك من يقول بأن الإخوان يخوضون الإنتخابات من خلال "محسوبون" عليهم، وأن قصة معاقبة من قرر الخروج على القرار الإخواني وخوض الإنتخابات، لم تكن إلا من أجل "ذر الرماد في العيون"، بمعنى أنهم غير راضين عن ذلك، لكن الحقيقة – حسب ما يقال – أن "التنظيم" هو من أعطى لهؤلاء الضوء الأخضر لخوض الإنتخابات.

على كل حال، وبعيدا عن نظرية المؤامرة تلك، فإنني أتذكر هنا مقاطعة الإخوان الأولى للإنتخابات، وحينها أجريت حوار صحافيا مع أمين عام الجماعة في ذلك الوقت عبدالمجيد ذنيبات، وأكد لي بأن الإخوان يرون في المشاركة الأساس من العملية الديمقراطية وأنهم قرروا المقاطعة لإتخاذ موقف إتجاه بعض القضايا منها قانون الصوت الواحد وقضية الحريات وغيرها، وفي حين أن قيادات إخوانية إعترفت في ذلك الوقت بعدم صوابية القرار لتركهم الساحة السياسية لـ "الخصوم"، فإنهم عادوا هذه المرة ليقعوا في الخطأ نفسه، فحتى وإن كانت قراءاتهم الآنفة الذكر قريبة من الحقيقة، فإن الخطأ أن يختارو "الهروب" عوضا عن المواجهة ومحاولة تغيير الواقع، فالقضايا الوطنية والمصيرية تتطلب المواجهة للإنتصار لها، وليس الفرار.

أما وأن الإنتخابات ستنطلق الثلاثاء القادم بغض النظر عن مقاطعة الإخوان، فإن الحديث يقودنا الى شكل البرلمان القادم، وقبل ذلك لا بد من التذكير بأن حل البرلمان السابق كان خير دليل عن عدم رضى "القيادة" والشعب الأردني عن أداء النواب حينها، ولهذا، فإن المجلس القادم سيكون مختلفا بكل تأكيد، ولربما من الأهمية بمكان أن نتحدث هنا عن رئاسة المجلس، فمعركة "الرئاسة" تكون قد بدأت عادة منذ الإعلان عن الإنتخابات ذلك أن هناك شخصيات سياسية تبدأ بـ "كولسات" حتى قبل أن تجري الإنتخابات، وما يمكن ملاحظته في هذه الإنتخابات، أن هناك شخصيات سياسية هامة دخلت على الخط الإنتخابي أعطى ترشحها، منذ البداية، إنطباعات تكاد تكون دقيقة بنسبة كبيرة عن تغير القوى داخل المجلس نفسه، ولعل في قرار ترشح رئيس الوزراء ورئيس الديوان الملكي الأسبق فيصل الفايز خير دليل على ذلك، فمنذ إعلان الفايز نيته الترشح للمجلس النيابي إتضح بأن معركة رئاسة مجلس النواب، والتي إنحصرت لفترات طويلة في شخص السياسي المخضرم عبدالهادي المجالي، لن تكون سهلة، فالفايز هو نجل رئيس مجلس النواب الأسبق المرحوم عاكف الفايز، وهو بما يمثل من ثقل عشائري وسياسي قوي، يعد الأقوى لتولي سدة رئاسة مجلس النواب، ولعل ما يؤشر على الفايز هو الثقة المريحة جدا التي حصل عليها مجلس النواب حين توليه لرئاسة الوزراء، فالرجل يحظى بإحترام سياسي وعشائري كبير داخل الاردن، يقول كثيرون، بأنه سيحمله الى سدة الرئاسة النيابية.

قصة "رئاسة البرلمان" إذن، والإحتمالات القوية جدا لتغييرها، إضافة الى مقاطعة الإخوان المسلمين، تؤكد بأن الأردن الآن مقبل على مجلس نيابي مختلف تماما سواء في الشكل أو في المضمون، ويبقى الحديث عن الأداء، فلا شك بأن منطقة الشرق الأوسط "حبلى" الآن بالأحداث الهامة سوءا في فلسطين أو في لبنان أو في العراق أو في ما يجري من حديث حول إحتمالات توسع عملية السلام لتشمل سوريا، وهو ما يعني دخول الحلول لغزة على الخط، إضافة الى النووي الإيراني الذي بات الغموض يلفه أكثر بعد فوز "المحافظين" الأميركيين في إنتخابات التجديد النصفي، فهذا كله يتداخل ويتشابك وتداعياته تؤثر على كل دول المنطقة وخصوصا الأردن، وعليه فإن العيون لا بد وأنها ستكون متجهة نحو المجلس القادم ليرى الأردنيون كيف سيتعامل من إنتخبوهم مع كل ذلك.

Nashat2000@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :