قبل كل شيء نبارك للوطن ولقائده ولشعبه نجاح الانتخابات النيابية التي كانت بمثابة عرس ديمقراطي غنى فيه الجميع (بحمد الله) على أنغام وأوتار الوطن في نسق افتقدناه منذ فترة طويلة، فالكل أدرك حجم المسؤولية وأهمية الأمر وخطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة وما تتطلبه من تكاتف للصفوف الداخلية قبل كل شيء.

على مدار أكثر من 22 سنة مضت، عايشت الانتخابات النيابية والبلدية بشكل فاعل إعلامياً ومتابعاً عن كثب جميع مراحلها، وعلى الدوام كانت الشكوك والإشاعات والمنغصات تأتي من هنا وهناك لتخلق أجواء سلبية تعكر صفو الناخب قبل المرشح لتأتي الحكومات المتعاقبة وتنفي وترفض وتشكلك في هذه وتلك من الملاحظات التي لم تكن تخلو من الصحة أحياناً.

ما تابعته خلال الشهور الأخيرة من تجهيزات خاصة بالعملية الانتخابية من تجهيزات خاصة بالعملية الانتخابية من جميع النواحي، كان رائعاً من حيث الترتيب والتنظيم والشفافية والوضوح والتوزيع المُحكم للأدوار بين المسؤولين، جعل الجميع يقف وقفة فخر واحترام لما يرى ويتابع، وهنا يسجل للحكومة ممثلة برئيسها ونائبه وزير الداخلية والأجهزة المختلفة حرصهم الأكيد على التواصل مع الجميع بروح من التعاون والأخوة جعلت الجميع يحترم الأشخاص ويبارك الأداء.

وما شاهدته على أرض الواقع خلال متابعتي الميدانية لمراحل العملية الانتخابية في الاقتراع والفرز، جعلني أشعر بالفخر والاعتزاز بهذه الجهود الكبيرة التي بذلت على مستوى الوطن من قبل جميع الأجهزة الأمنية والحكومية والشعبية والتي ساندتها مؤسسات المجتمع المدني المختلفة وأبناء الأردن في مختلف مواقعهم على امتداد رقعة الوطن العزيز ليكون الانجاز أردنياً بامتياز.

إن هذه التجربة الديمقراطية كانت نزيه وحرة بمختلف المقاييس والمعايير وهذا ما يشهد به الجميع، وإذا كان الإعلام يعتبر السلطة الرابعة في أي بلد ديمقراطي يحترم ذاته وشعبه، فقد سجل الإعلام المحلي والعربي والعالمي اسم الأردن بأحرف الوضوح والشفافية والنزاهة، بعيداً عن المجاملة والمبالغة.

وكم كنت سعيداً وأنا احضر المؤتمر الصحفي للإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات، وما دار بعدها من حوار مع وزير الداخلية، حيث كان المؤتمر بمثابة شهادة من الجميع بمصداقية الحكومة وقوة إرادتها وشفافية موقفها وإثباتها لقاعدة لكررتها أكثر من مرة بأنها (تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين)، وكم توقفت عند سؤال لأحد الصحفيين خلال المؤتمر ويطلب فيه تعليق وزير الداخلية على أسباب عدم نجاح العديد من الشخصيات والرموز التي تعتبر محسوبة على الحكومة بطريقة أو بأخرى، وكأنه يتساءل: لماذا لم تدعم الحكومة هؤلاء؟؟! ليبدأ مشوار الطعن والتشكيك بالمصداقية والنزاهة.

الانتخابات ونتائجها كانت مؤشراً قوياً على مدى تطابق وجهة نظر القائد وشعبه، وهي عدم الرضا عن أداء المجلس السابق، مما تطلب حلة للخروج بمجلس جديد يمثل رؤية الملك وإرادة الشعب من خلال المساهمة في بناء الأردن النموذج، وما نجاح حوالي ربع أعضاء المجلس الجديد من ضمن المجلس السابق إلا دليل على أن الغالبية العظمى من شعبنا تريد التغيير ولتؤكد على مدى إحساس القائد بشعبه وهمومه.

وفي النهاية نسجل بأحرف من نور أسماء جميع أجهزتنا الأمنية المختلفة التي وقفت وقفة الشرف وكانت النموذج الذي نفاخر به الجميع، حيث قدمت الأداء القوي والأمين بكل مسؤولية وإقتدار، مما يجعلنا نتقدم لهم بالشكر والتقدير على جهودكم المباركة، ليبقى الأردن واحة الأمن والاستقرار المؤمنة بقيادتها المخلصة وشعبها الوفي وحمى الله الأردن وقائده وشعبه.