facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العملية الانتخابية: بضع ملاحظات


فالح الطويل
12-11-2010 06:47 PM

الملاحظة الأولى:

لا أستطيع تجاوز رغبتي في مقارنة ما عشته يوم انتخاباتنا البرلمانية الأخيرة، بتجارب مماثلة سابقة في تاريخنا الحديث شهدتها وشاركت فيها. لقد فوجئت في أكثر من مركز اقتراع، في منطقة إربد الأولى، بالهدوء والاطمئنان والانتظار الرحماني الرُّضي، وبالناس- فضوليين، وأصحاب شأن- يتسلون بالحديث فيما بينهم، يتناقلون الأخبار بكثير من الفضول المندهش كما لو كانوا يتعلمون درسا فاتهم، ويتحركون، أثناء ذلك، بين سرادقات المتنافسين القريبة يشاركون الجميع أخبارهم الخاصة والعامة بنفس الروح الرفاقية الودودة.

ثمة حقيقة هامة ذات علاقة أكدتها بحوث علمية منشورة، وهي أن للود مجالا مغناطيسيا ما إن يدخله شخص ما حتى يصبح جزءا منه يكاد يحس بحرارة الانتماء إليه. وكان لبعض مراكز الاقتراع في إربد الأولى مثل هذا المجال.

الملاحظة الثانية:

كانت الإجراءات الأمنية لتسهيل عملية الاقتراع إجراءات دقيقة وكاملة لدرجة أنها كانت غير مرئية، فلا يشعر بها أحد. كان رجال الأمن العام الطيبون يختلطون بالناس يسهلون المهمات ويدورون الزوايا الحادة فلا يصطدم بها شيخ ولا تجرح شابا مندفعا، فكأن طريقا معبدة مستقيمة خاصة تفتح لكل من يرغب بالسير في أية جهة يريد.

الملاحظة الثالثة:

لم تخل الأحاديث المتداولة عن أخبار انتكاسات نحو ممارسات صارت في عرف الناس جزءا كريها من مخلفات ماض لا يريدون الرجوع إليه. كانت حالات منعزلة إما أنها حوصرت وقضي عليها، في وقتها، أو أنه يمكن القضاء عليها بسهولة. فهي أشبه ببقايا مما تخلفه مكنسة وراءها لا بد من إزالتها إذا أريد للبيت أن يكون نظيفا.

لاحظت غياب وجوه تلازم ظهورها والانتخابات. أعرف بعضا كانوا يتاجرون بالبضاعة الوحيدة المتاحة بهذه المناسبة. رأيت، بالصدفة، واحدا منهم، فسألته، على سبيل المناكفة، عما إذا كان لديه ما يبيعه. كان يتوقع ذلك مني، فضحك وقال: يا عم، تغيرت الأمور، اتركني، بعرضك!!

الملاحظة الرابعة:

كانت هذه الانتخابات عملية تربوية وتثقيفية شاملة يمكن لها أن تغير أنماط سلوك الناس عندنا مرة واحدة وإلى الأبد، إذا ثبت أن مخرجاتها كانت عظيمة، فعلا، فشارك نوابنا الجدد في عمليات الإصلاح السياسي الذي نطلبه جميعا، وكانوا أمناء على مهام وظائفهم ورجال وطن بحق.

الملاحظة الخامسة.

تشكل لدى الناس، وبسبب تكرار مفردات جديدة على اللغة المستخدمة في الإعلام والأحاديث الخاصة، إدراك جديد وهو أن المشاركة في الانتخابات ليست أمرا وطنيا، وحسب، بل هي أيضا ضرورة نفسية يحتاجها الإنسان لكي يصبح جزءا من المجموع المطمئن يشاركهم فيما يهمهم. صاروا ينظرون للمقاطعة كشكل من أشكال إدارة الظهر للمجتمع والخروج إلى العراء حيث لا شيء سوى صور مقلوبة في السراب.

مرحبا بنوابنا الجدد. نود أن نقول لهم أنهم يحملون تكليفا وطنيا سياسيا وخلقيا هو أعز ما يكلف به مواطن في بلد الهاشميين. نفرح بهم ونؤكد أنهم سيجدون هذا الشعب الطيب أمامهم يسابقهم لكل المفاخر الوطنية إذا كانت هذه وجهتهم.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :