facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحج محمود: حيث تركنا البحر


15-07-2007 03:00 AM

اتصل بي لتصحيح خطأ مطبعي حول قرية "زمّارين" البائدة. وانها تقع جنوب حيفا. قبل ان تتحول الى مستعمرة "زخرون يعقوب" منذ القرن التاسع عشر.لا اعرف, حتى اللحظة, لماذا عاملني بطريقة جدية, بعيداً عن طريقته الدائمة, تلك "الشتيمة المتهكمة" التي كان يضعها بين الشتيمة والشتيمة.
قبل سبع سنوات, وحين تغيرت اشياء كثيرة هنا وهناك, قرر ان يروي مذكراته, فسجلت له منها مساحة نصف بحر, ثم تلكأت. على امل ان اعود. ولم اعد. او على الاقل لم اعد اليه حيث تركنا البحر. فعاده الغياب. وندمت..!
قال كلاماً كثيراً. كله لا تسمح الظروف بنشره الآن. فاض الحاج محمود سعيد بذاكرته, فاستمعت, ووثقت كلامه بصوته. فصار الكلام "كنزاً" لا يصلح الا للدفن لأزمان اخرى.
قبل اشهر اعيتني شخصية لبنانية لها تاريخ مبكر وخطير في فلسطين. فسألته. فأخبرني ان "منير ابو فاضل" كان مدير البوليس السياسي في جيش الانتداب البريطاني في القدس. وانه حقق مع اخيه زكي واستجوبه ومع كثير من الثوار الفلسطينيين منذ ثورة العام 1936.
بهجت ابو غربية, اطال الله في عمره, يقول في مذكراته, انه منذ اليوم الذي اعلن فيه نهاية الانتداب, انتقل ابو فاضل الى موقع الثوار في بيت لحم, ولم نعرف من اين جاء او كيف. وفجأة, اصبح صلة الوصل في تلقي الاموال من الجامعة العربية, عن طريق الحاج امين وجمال الحسيني.
وخلال ثلاث سنوات من نكبة فلسطين، كان ابو فاضل ويوسف بيدس يؤسسون "بنك انترا" في بيروت. هذا البنك الذي اصبح امبراطورية مالية عربية وعالمية. الا انه انهار في خريف العام 1966، بشكل مدو.
الحاج محمود سعيد هو من لفت انتباهي الى ان سلطات الانتداب البريطاني، كانت تحرص على استقدام موظفيها المهمين، امنيا وعسكريا واداريا، من المسيحيين العرب خارج فلسطين وخصوصا من لبنان وحين عدت الى وثيقة نادرة، هي سجل بريطاني لموظفي ادارة الانتداب المدنيين والعسكريين في فلسطين، كان الكلام دقيقا تماما.
في الوثائق غير المنشورة ليوسف بيدس، ان ثروة الشريكين، ابو فاضل وبيدس، جاءت اساسا من تهريب الجنيه الفسلطيني وبيعه خارج فلسطين، خلال السنوات الثلاثة الاولى لقيام الدولة العبرية. بعد ان منعت الدولة العتيدة خروج الجنيه الرسمي منذ قيامها. وبقية الكلام غير المباح هنا كثيرة..!!
ابو فاضل صار لاحقا نائبا في البرلمان اللبناني. اما بيدس فمات قهرا في سويسرا، بعد ان اقام في امارة موناكو. وفي ايامه الاخيرة رعته "عمة" ادوارد سعيد، كما يقول الاخير في مذكراته، التي كانت سابقا ناشطة في اوساط اللاجئين الفلسطينيين في مصر. حيث كانت مشاريع البنك الاولى ضمن هؤلاء اللاجئين ومشاريع الاونروا الدولية.
ما سبق غيض من فيض الحاج محمود سعيد. ومن غيضه ايضا مسدس عرفات الذي دفنه، بحركة مسرحية، في قبر الحاج امين الحسيني.
شخصيا، يمكن ان امارس، في هذا النص، ركضا سريعا في علاقات الحاج الاجتماعية, وفضله على الكثيرين. وخصوصاً من تبجحوا عنه وبه في السنوات الاخيرة. ولكن الحشمة وكرامة الحاج, بموته وحياته, تتعفف وتتمنع. للرجل المديد, بعمره وصبره وبروحه, الرحمة. ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان.
FAFIEH@YAHOO.COM





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :