facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اردوغان في لبنان


راكان المجالي
26-11-2010 03:27 AM

لان لبنان هو مساحة سياسية مفتوحة فيها التجاذبات الاقليمية والدولية فان زيارة اي مسؤول شرق اوسطي او عالمي لها تترك تأثيرا وتحظى باهمية وتخضع اية زيارة لتحليلات وتفسيرات وتأويلات ومفارقات وهو ما ينطبق على زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان للبنان ، هذه الزيارة التي تتم مقارنتها بالزيارة التي قام بها قبل بضعة اشهر للبنان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الذي قرأ البعض زيارته آنذاك بانها دعم لحزب الله في مواجهة شرور المحكمة الدولية كما ان البعض قرأ هذه الزيارة من منظور نجاد لحصد حصة ايران في انتصار حرب تموز وما يترتب على ذلك من استحسان جماهيري عربي ايجابي نحو دعم ايران للمقاومة في فلسطين ولبنان ولعل تلك هي الورقة الوحيدة التي تخدم شعبية ايران جماهيريا في الوطن العربي والعالم الاسلامي.

وبالمقابل هنالك اعجاب اكثر عند ابناء الشعوب العربية والاسلامية بمواقف اردوغان السياسية تجاه القضية الفلسطينية ، كما ان خطابه السياسي الاعلامي وتحديدا انتقاداته الحادة لاسرائيل تلقى صدى اكثر من انتقادات نجاد الداعية لازالة اسرائيل من الوجود ولو ان شعار نجاد هو ما يتمنى تحقيقه كل عربي ومسلم الا ان الجميع يعرف انه في الزمن الراهن غير قابل للتحقيق ولذلك يرون في شعارات اردوغان الواقعية ما يمكن ان يحقق نتيجة او تأثيرا او غير ذلك،،.

ومن المؤكد انه في بلد مثل لبنان هنالك اطياف سياسية لا ترتاح لزيارة اردوغان دون ان يجهروا بذلك لان هنالك رأيا عاما لبنانيا وعربيا واسلاميا بقدر التجربة التركية الناجحة والكفؤة والنزيهة ولأنه لا توجد لتركيا رغبة بالدخول في لعبة الاستقطابات في لبنان وفي المنطقة وتتمتع تركيا اردوغان كما هو معروف بعلاقات طيبة مع الجميع رغم انها تنطلق من موقف ثابت من حلف الاطلسي ، وتحافظ على عمق علاقتها مع اسرائيل تلك العلاقة التي تتعرض حاليا الى اهتزازات على السطح بفضل التعنت والتطرف والارهاب الاسرائيلي ، كل ذلك اليوم مقارنة بما كانت علية العلاقة التركية الاسرائيلية سابقا وما وصلت اليه حاليا من غيرة تركية على المصالح العربية والاسلامية. ولعل اهم ما يسعى اردوغان الى اشاعته في لبنان من خلال زيارته للبنان هو الايحاء بان قدر لبنان كما هو قدر تركيا هو ان تجمع كل المتناقضات وان تصل الى توافقات بين الاضداد وصولا الى قاسم مشترك للصالح العام.

وربما يكون مفيدا ان نشير الى ان هنالك تبدلا في المزاج الشعبي العربي والاسلامي يجنح نحو الواقعية وتصديق الممكن ، وهنالك احساس شبه جماعي ان التصادم بين شعارات الثورية الايرانية لتحرير فلسطين والمشروع الصهيوني الغربي في المنطقة لن تكون نتيجته مختلفة عن ما لحق بالمشروع الثوري العربي لتحرير فلسطين ابتداء من جمال عبدالناصر وانتهاء بصدام حسين مع ما مثلته التجربة الثورية العربية من التصاق الجماهير العربية بها وحماسها لها.

خلاصة القول ان الخيبات والاخفاقات لاخفاء الانكسارات اورثتنا القبول بالواقعية التي هي كما يقول فولتير كلمة دبلوماسية لاخفاء ما تخجل منه بما يخالف ما هو مبدئي او عكسه. ومع ذلك يعيش اردوغان.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :