facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التعرف على النواب


طاهر العدوان
28-11-2010 02:49 AM

يحتاج الاردنيون الى فترة من الزمن للتعرف على اكثر من ثلثي مجلس النواب, ولا ابالغ ان قلت ان عددا من النواب في المجلس السابق, دخلوا وخرجوا, بدون ان يشعر الرأي العام بوجودهم او يتعرف عليهم, فالحملة الانتخابية تقدم المرشحين الى المواطنين في دوائرهم, من خلال صور ويافطات لا تترك اثرا في الوعي العام ولا في المكانة السياسية والاجتماعية.

من المفترض ان يصبح النائب عند جلوسه تحت القبة, نائبا عن الوطن ممثلا للاردن, لسلطته التشريعية, وحتى يكون كذلك لا بد من ان يُظهر من الاداء ما يجذب الرأي العام اليه. الواقع المؤلم, انه وفي ظل الامتيازات والمنح والعطايا ونمر السيارات ورواتب التقاعد تكوّن مناخ سلبي احاط بدور النائب وبالتالي بدور مجلس النواب. فقد تولّدت مفاهيم - كنا نشعر بها في الصحافة - بان معظم النواب ( في دورات سابقة) لم يعودوا يكترثون بمصالح المجتمع, انما بمصالحهم, خاصة وان السلطة التنفيذية اقدمت على الكثير من الممارسات, التي جعلت العلاقة بينها وبين النائب تقوم على تبادل المنافع والمصالح (حكلي بحكلك).

على الجانب الآخر, ادى هذا المناخ الفاسد الى اشاعة وعي بين الناس بان النواب لا يكترثون الا بمصالحهم, والنتيجة ان المجتمع ادار لهم الظهر, فالناس لم يعودوا يهتمون بما يقولون ويفعلون, ولا اعتقد بان اي باحث في ظاهرة ما يسمى بالمال السياسي وشراء الاصوات, سيغفل عن هذه العلاقة القوية بين تدهور الوعي الوطني عند شرائح واسعة من المجتمع تقف موقفا سلبيا من العملية الانتخابية, وبين المناخ السلبي الذي تكون حول العمل النيابي خلال السنوات الماضية.

اليوم, نستقبل النواب الجدد, كإعلاميين وصحافيين, بقلوب مفتوحة, وبالتمني بان نرى اداء جديدا يصل صداه جميع انحاء البلاد, ليس من خلال تسديد فواتير (للمفاتيح الانتخابية) من خلال السعي لهم بوظيفة هنا وهناك, او تعبيد طريق وورقة اعفاء للعلاج, انما باشعار المواطنين جميعا, بان قضايا الوطن والمواطن هي محل اهتمام النواب, بكل الجدّية والجرأة التي تتطلبها مسألة الدفاع عن مصالح المواطنين وعن مكانة الاردن وقوته.

سيمر وقت قبل ان يتعرف الرأي العام على النواب ومواقفهم, وفي ظل قرع طبول الاصلاح التي سمعناها, ولا زلنا, منذ بداية هذا العام, فان مهمة النائب في تقديم نفسه للشعب ليست سهلة, فقاعة المجلس النيابي تختلف تماما عن »خيمة الحملة الانتخابية«, فالرؤية في الاخيرة محدودة لا تتجاوز حدود الدائرة واوهام الدائرة الوهمية, فيما الرؤية تحت القبة تستوجب النظر الى ما هو اشمل وابعد, اي في كل ما يتعلق بالاردن, حاضره ومستقبله, سياساته واقتصادياته, مشاريعه الناجحة, وتلك التي ازكمت الانوف بفشلها وفسادها.

كلنا أمل بان نتعرف على نواب اردنيين يحملون هموم الوطن واوجاعه وآماله, بدون التوقف عند مصالح عائلة وعشيرة او انتماءات جهوية واقليمية, فالعمل الوطني العام لا تصنعه قوانين الانتخابات وموادها الجامدة, انما يصنعه الوعي والارادة وقبل ذلك الشعور بالتفاني للخدمة العامة, والاحساس القوي بالانتماء الذي بدوره يصنع الالتزام بالمواقف الوطنية الاصيلة. بهذا او غيره يتعرف الاردنيون على نوابهم, وبعكسه قد لا يشعرون بوجودهم.0


taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :