facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هـل نتعـظ بغيرنـا؟


د. فهد الفانك
01-12-2010 03:00 AM

لم يسقط الاتحاد الأوروبي بسبب أزمة اليونان المالية. فقد تمكن من تقديم دعم كبير للدولة المأزومة ، وليس معروفاً بعد ما إذا كان ذلك حلاً نهائياً ، أم مجرد تأجيل للأزمة وشراء للوقت.

شراء الوقت مقبول إذا استغل لإصلاح الخلل ، أما مجرد التأجيل مع استمرار نفس السلوك ، فإنه يضمن عودة الأزمة ، ولكن بشكل أكبر وكلفة أعلى.

في حينه كان هناك أعضاء آخرون في الاتحاد الأوروبي مرشحين لتكرار أزمة اليونان ، وفي المقدمة ايرلندا والبرتغال وإسبانيا وإيطاليا ، ولم يستثن ِ البعض بريطانيا (العظمى).

بريطانيا وحدها حزمت أمرها وقررت إصلاح الخلل وإعادة التوازن إلى أوضاعها المالية ، فغيرت حكومة العمال الرخوة ، وجاءت بحكومة جديدة محافظة تملك من الشرعية ما يسمح لها باتخاذ قرارات صعبة ، مما يعني أن بريطانيا والجنيه الإسترليني ستكونان في أمان.

أما ايرلندا ، التي كان البعض يريدنا أن نقتدي بها ، من حيث أنها تشبه الأردن في حجمها وعدد سكانها ، ولأنها استطاعت أن تحقق نجاحات مبهرة وخاصة في مجال تبني مشاريع براقة ، فقد تبين الآن أن تلك النجاحات المزعومة كانت نجاحات كاذبة لأنها ممولة بالمديونية. وقد وصلت الآن إلى حالة الأزمة ، فخفت دول الاتحاد الأوروبي لإنقاذها من الورطة التي أوقعت نفسها فيها. ولكن الإنقاذ يكون عادة مشروطاً بشروط قاسية وأحياناً مهينة.

الإنقاذ في هذه الحالة يكون بإقراضها المزيد من الأموال ، أي أن العلاج هو المزيد من المرض ، ولكنه على الأقل يؤجل الأزمة ، فإما أن تكبر إذا استمرت الحكومة في سياسة التوسع بما يتجاوز إمكانياتها الحقيقية ، أو أن تتجاوز الأزمة إذا قررت تغيير عاداتها السيئة المتمثلة في استسهال الدين.

ليس معروفاً ما إذا كانت ايرلندا ستصمد للعاصفة التي صنعتها بيدها ، ولكن غيرها يقف على الدور ، فهل تصدر صرخة الاستغاثة التالية من البرتغال؟ وإلى أي مدى تستطيع ألمانيا أن تتحمل أعباء إنقاذ شركاء يجدون أنفسهم في حفرة ولكنهم يواصلون الحفر.

لا تهمنا كثيراً ايرلندا ولا البرتغال ، ما يهمنا هـو الدرس الذي يجب أن نتعلمه، ونتعـظ بغيرنا.


(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :