facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




انقسام المدرجات لا يعني خراب المجتمع


طاهر العدوان
12-12-2010 02:23 AM

امام كل حادثة صغيرة او كبيرة نعتقد بأن بيتنا الوطني من زجاج, مما يدفع بعضنا الى ارتكاب الاخطاء ان لم تكن الحماقات, وذلك عندما تُبنى المواقف على ردود الفعل لا على الحقائق الجوهرية في كينونة المجتمع والدولة. وردود الفعل دائما تختلف من شخص الى آخر ومن فئة الى فئة. هذه الصورة تكررت بعد الحدث المؤسف الذي وقع يوم الجمعة على مدرج الملك عبدالله الثاني في القويسمة.

الرياضة هي الرياضة, قوانين ملاعبها واحدة في كل دول العالم, مثلما ان مدرجاتها وتصرفات المشجعين ايضا واحدة .. ولا ادري من اين جاءت فكرة تطهير الرياضة الاردنية من روح المنافسة بين الفرق ومن احتكاكات المشجعين وتصرفاتهم وشغبهم, وكأننا (نعتقد) بأننا مجتمع ملائكة, لا نملك غير الابتسام وليس فينا مشاعر من غضب او فرح, احاسيس غامرة بالنصر ومشاعر مؤلمة بالهزيمة.

في منتصف الثمانينيات, من القرن الماضي, اجترح بعض الرسميين قرارا سياسيا لمنع المنافسة, بين فريقي الوحدات والفيصلي, بعد تصنيفهما بأنهما خطر على الوحدة الوطنية. القرار كان بالغاء اسم الفريقين, وايجاد فريق واحد يمثل (روح الشعب).

هذه الوصفة غير الطبية, ثبت انها من عالم آخر لا تخطر إلا على بال الذين ينعمون بالحياة فوق الاشجار, متناسين ان الارض عندما خلقها الله, خلق معها روح المنافسة, والخير والشر. لقد فشلت عملية توحيد الناديين في ناد واحد, لان روح الرياضة في الجمهور الرياضي الاردني اصابها آنذاك خمول افرغ الملاعب وولد الرغبة بهجرة هذه الروح الى متابعة الفرق الاخرى من خارج البلاد.

لولا المنافسة الرياضية الساخنة دائما بين ناديي الفيصلي والوحدات لما كان هناك كرة اردنية, ولا جمهور رياضي متابع لها, ولا اقدم اجتهادا خاصا ان قلت بان شعبية كرة القدم تقوم على المنافسة وعلى خلق اصطفافات بين الجمهور, كل يناصر فريقه بحماس يندر ان تراه عند البشر في اية مناسبات جماعية اخرى, وعلى هذه الوقائع اصبحت الرياضة اهم مؤسسة عالمية على مستوى الشعوب, بل ان الفيفا اصبحت ذات نفوذ عابر للدول وقوة مالية ضخمة.

في كل بلد عربي واجنبي, هناك فريقان رئيسيان يُقسِّمان المجتمع رياضيا الى حد التعصب الاعمى لكل منهما, لمست ذلك في مصر, بين مشجعي ناديي الاهلي والزمالك الذين يمتدون على طول مصر وعرضها. واذكر كيف كانت القاهرة تبدو في حالة منع تجول عندما تجرى المباراة النهائية بين الطرفين, وعلى هامش هذه المباريات كانت دائما تقع احداث واحتكاكات بين المشجعين, تنتقل الى اعمدة الصحف وآراء النقاد في وسائل الاعلام المختلفة.

من هذه الزاوية وغيرها يفترض ان تنظر الجهات الرسمية والرأي العام في البلاد الى الاحداث المؤسفة التي وقعت بعد مباراة يوم الجمعة, على انها حادث شغب على هامش لعبة رياضية, فلكل فريق جمهوره المعروف بحدّة تعصبه. كانت هناك اخطاء فيما وقع, يجب ان يتم البحث عنها على قواعد موضوعية وقرارات ادارية او امنية, بعيدا عن ردات الفعل, وعن محاولات تسييس الحدث واعتباره علامة خراب للمجتمع.

هذه الاحداث وغيرها على هامش الرياضة تصبح خطرا عندما تستغلها نُخب سياسية واجتماعية للترويج لمواقفها واجنداتها وافكارها الخطأ, فمتى كانت الرياضة تعبيرا عن مكونات سياسية خلافية? قد تكون حالة تعصب جهوي او فئوي, لكنها تظل حالة رياضية نرى بعض أمثلتها في كثير من دول العالم وفي مقدمتها بريطانيا صانعة كرة القدم.

ادا اردنا ان تنتهي مثل هذه الاحداث من دون ان تترك اثرا بين الجمهور يؤثر على وحدة الاردنيين ونسيجهم الاجتماعي فلا طريق غير اعتماد الشفافية والصراحة واعلان الحقائق للرأي العام حول ما حدث, وتحميل المسؤولية لمن عليه ان يتحملها, فعندما يسود القانون يعرف الجميع بأن كل من يرتكب عملا اداريا خاطئا ينجم عنه عنف, او يوظف شغبا رياضيا لدوافع واجندات خاصة تهدد وحدة المجتمع, فانه سيتحمل المسؤولية تحت مظلة القانون وتحت سمع وبصر الرأي العام.0


taher.odwan@alarabalyawm.net

(العرب اليوم)





  • 1 محمود 12-12-2010 | 02:46 AM

    قمة المنطق . اتمنى من الجميع قراءة المقال ففيه الاجابات


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :