facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صناعة الأمل


فيصل الزعبي
17-07-2007 03:00 AM

كيف يمكن تشكيل عقل منهجي في نقد الدولة ، بعيداً عن روح الانتقام أو العصابية وبعيداً عن التجييش ودفع الفواتير مقابل الأعطيات وتسليك الحال .بات واضحاً أن مفهوم نقد الدولة ، يتراوح بين مَنْ يكسب وبين من يخسر ، متكئاً ( أي هذا النقد ) على مصالح ضيقة بعيدة عن الفكر العلمي وعن مفهوم المصلحة العليا للشعب وللدولة ، فصناع الرأي العام ، يلجئون إلى سرد الأمثلة ( وهي عادةً مضللة ) في إثبات وجهة نظرهم أو دحض وجهات نظر غيرهم ، فصناع الرأي العام يهبون هبة واحدة عند حدوث الحدث ، وقلما نلاحظ اطروحات جوهرية تلامس جذر المشكلة .

فبدل المؤتمرات اليومية المكلفة والتي في جُلّها تشرح المشروح وتفسر المُفسر ، وتنتهي بوجبات غداء مفتوحة ، يعود المؤتمرون إلى القهقهة والأسئلة عن الأحوال ، وأكثرهم كانوا مؤتمرين في مكان آخر قبل أيام ، الوجوه ذات الوجوه ، والآراء ذات الآراء والولوج ألي جوهر المشاكل غائب ، أقول بدل كل هذه المؤتمرات التي تسجل كعلامات مضافة في السير الذاتية للأشخاص والمؤسسات ، يمكن خلق مؤتمرات وطنية وشعبية ، تجعل من صناع الرأي العام مستمعين لمدد محدودة على الأقل للناس والتعرف على همومهم ووعيهم ومطالبهم .

كثير من صانعي الرأي العام وصانعي القرارات السياسية وصانعي الخطط الاقتصادية ( التي تكسر ظهور الناس) يبدون وكأنهم يعملون في مجتمعات افتراضية ، وهمية مُشكلة على ( Power Point Presentation ) فيشرح الشارح ، ويبشر المُبشر ، وهو لا يعرف عن الواقع شيئاً ، الفقراء يزدادون فقراً والأغنياء يزدادون غنىً ، والكذابون يزدادون كذباً والفاسدون يزدادون فساداً ، إن اللقاءات مع الناس ( ولا أقصد الزيارات المضبطة والمفاجئة ) وإنما تجمعات شعبية مفتوحة يحضرها المسؤولون بصفتهم المواطنية أولاً ثم يعودون لعملهم وهم يتحسسون الناس وإحباطاتهم وشكواهم ويأسهم .

أخطر ما يكون على الدولة ومستقبلها هو إدارة الظهر لها من قبل المواطنين ، وإحساسهم بأنهم لا يقدمون ولا يؤخرون ، وأن لاشيء لديهم يمكن أن يسمعه أحد أو يأخذ به.

إذا قرأنا مقالات الكتاب ، والنتاجات الفنية للإبداع ، وخطب المسؤولين ، وأراء المثقفين ووضعناها على شكل نقاط لوجدنا اختصارها يتلخص بالتالي :

• لا أحد قادر على إقناع أحد
• ولا أحد مُقتنع من أحد
• ولا أحد فاهم على أحد
• ولا أحد راض عن أحد
• ولا أحد مؤثر على أحد
• ولا أحد مصدق أحد

مصيبة إذا بقيت الأمور على هذه الشاكلة ، الكل يتذمر من الكل والكل فاقد ( ألهُنا والآن ) والكل يضع الحق على الآخر
إنها إشكالية تشبه سلوك الحرب الأهلية مع الفرق بالأدوات العنفية ، الكل مخطئ والكل خطّاء ، يعني باختصار طاسة وضايعة .

فالمؤتمرات الوطنية واللقاءات الجماهيرية هي مكان أولي لصناعة الأمل عند الناس وخلق إحساس لديهم بجدوى مواطنتهم ووجودهم .

عندما يتشكل في ذهن الناس مفهوم نقد الدولة على أنه جزء من عملية البناء وليس الهدم وحسب ( مع أنه لا بناء بدون هدم ) وإن نقد الدولة ، هو فكر سياسي ومجتمعي ، وممارسته لن تحرمه من حقوقه ، ولن تجعله معادياً لوطنه ، وخاصة أن هناك قوات تدخل سريع مختصة في إجهاض الأفكار ، ولديهم مهارة مصنعية فريدة في التضليل ، وحرف المواضيع عن مقاصدها ، وحرق الهامات المحترمة والمخلصة ، سيفاجأ رأس الدولة أولاً وكل المخلصين للوطن ثانياً بما سيقدمه الناس من مبادرات خلاّقة ، ترشدنا جميعاً إلى احترام الآخرين وآرائهم وأفكارهم .

المهمة الأولى والمُلحة الآن هو عودة الناس إلى جدوى وجود دولتهم بالنسبة إليهم ، وهو موضوعٌ مشرعٌ للنقاش بحس ومسؤولية عالية تحت شعار ( صناعة الأمل ) وأن لا دولة لنا إلاَّ دولتنا ولا مكانٌ يجمعنا إلا وطنناً . faisalzouby@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :