إن المساس والتجني وإصدار الفتاوي على اهم رموزنا ومؤسساتنا الوطنية التي نقدس ونحترم القوات المسلحة جنود ابا الحسين الاوفياء المخلصين التي تصل الليل بالنهار للدفاع عن ثرى الوطن ليبقى قوياً عزيزاً مستقراً وآمناً امام جشع الطامعين وغدر الغادرين والمتربصين الذين لا يريدون للاردن خيراً، إنما يشكل مساس بكل اردني حر شريف لانه يمثل كافة ابناء الاردن من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه فقد تربى في مدرسة الهاشسميين وانحدر من هذه المدرسة التي خرجت الابطال الذين اخذوا على عاتقهم بناء الاردن والحفاظ على ترابه ووحدته الوطنية فقد سطر التاريخ باحرف من نور مواقفه العربية والقومية في الدفاع عن الارض العربية .

إن المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية كما يعرف إخواننا وغيره لم تأتي من فراغ وعشوائية ، وانما هنالك معايير كثيرة وانظمة تحكم هذه الآلية ، ولكون قواتنا المسلحة الاردنية تتمتع بالسمعة والكفاءة العالية والخبرات والتدريب والمهارات المميزة ولها مكانة مرموقة مكنتها من ضمن القوى الرئيسية المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية على اختلاف مواقعها الموجودة في العالم .

إن اخر التقارير الصادرة عن البعثة الأردنية الدائمة في الأمم المتحدة يفيد بان القوات الاردنية المشاركة في مهام حفظ السلام الدولية من حيث العدد تتصدر قائمة الدول المشاركة في القوات الدولية، وحلت في المرتبة الأولى على مستوى العالم"، وذلك يدل على الثقة الكبيرة من قيادة الأمم المتحدة وقيادات المهام في مختلف الدول بقواتنا المسلحة وبالأمن الأردني ومستوى الخدمات الشرطية والأمنية بما تتمتع به من حرفية في أداء الواجب المناط بها ، ناهيك عن السمعة العالية التي تتمتع بها قواتنا على مستوى مصداقيتها وحياديتها في تنفيذ المهام المطلوبة منها، فضلا عن الخدمات الإنسانية التي تقدمها قواتنا في أماكن تواجدها احتراماً لحقوق الإنسان وتعزيزاً لإرساء دعائم الديمقراطية في بلدان العالم. وأن مشاركة الأردن في القوات الدولية لحفظ السلام جاءت بقرار سياسي من القيادة الهاشمية، وشعورا من القيادة السياسية بان الأمن والاستقرار والسلام مطلب حيوي وأساسي لكافة شعوب العالم.

وإن تواجد الاردن في قوات حفظ السلام الدولية يدل على مدى المهنية والحرفية العالية لمؤسساتنا العسكرية الوطنية ، ولنستذكر مواقف الجيش الاردني في تضميد الجراح ومعالجة المرضى في معظم بقاع العالم ومشاركته الفاعله في احلال السلام في مواطن المعارك في كوسوفو وفي افغانستان وفي مناطق كثيرة في افريقيا وقد شهد له الداني والقاصي ببسالته وانتمائه لوطنه ومليكه بالإضافة إلى إقامة المستشفيات الميدانية في غزة وفي العراق وفي أفغانستان وفي غيرها من بلدان العالم وقد كان مثالا للانضباط والمسؤولية وهذا بشهادة العالم .

ولذا رحمةً بالاردن وكفاءة ابناؤه ان لا يتم إصدار الفتاوي الغريبه لتضليل الاخرين وتشويه صورة جنودنا الاوفياء من رفاق السلاح الذين ضحوا بارواحهم في سبيل خدمة قضايانا العربية والاسلامية وفي ترسيخ الامن والسلام العالمي .

bsakarneh@yahoo.com